رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا ألحد الملحدون (4)


وهنا تدخلت الأستاذة الدكتور أمنة نصير أستاذة الفلسفة الإسلامية التي كانت قد استمعت إلى أجزاء من كلام الملحد وقالت له: أراك ألحدتُ بما سمعت ولم تلحد بالله الواحد وأرى في عينك بريقًا وذكاء تريد من يحترمه ولذلك كلى لك آذان صاغية فهات ما عندك.

فقال الملحد: إلحادى بكم وبعلمائكم وبأزهركم وبكل كتبكم فأنتم من جعلتم عقول الناس مقيدة لا تستطيع التفكير والسير في طريق الحياة بدون أن تأخذ منكم التصريح وكأن الدين أصبح في يديكم أنتم فقط، وحقرتم المرأة وادعيتم أن الله كرمها وعندما سألكم الناس كيف كرم الله المرأة أجبتم إجابة واحدة بأن الله جعل الجنة تحت أقدام الأمهات..ثم ضحك الملحد ساخرًا ثم قال: رجعتم وقلتم أن معظم أهل النار من النساء. ثم جاء شيخ من شيوخ الفضائيات ليقول لنا إن ضرب الأنثى تكريم لها.. فكيف يكون هناك ضرب يكرم به الإنسان؟ فكانت إجابته الساذجة بأن الله كرمها بأن يكون الضرب غير مبرح ولا يكون في الوجه وأن رسولكم كان يضرب نساءه بالسواك.. 
و أكمل الملحد ضاحكًا ثم قال: دينكم دين ذكورى يحتقر الأنثى وأنا مازلت أقصد الدين الذي أفهمتموه الناس أنه كذلك..ألم يقل الشيخ الحوينى أن الدعوة الدينية لا تكون إلا للرجال محقرًا عقلية الأنثى؟

وجئتم الناس بما ليس بالدين الصحيح وبما جاء به محمد وحرمتم ذكر اسم النساء و إنها يجب أن تنادى بابنها البكر..فهل هذا من الدين؟ وما العيب في ذكر اسم الأم ؟ ألم يذكر الدين اسم أم المؤمنين عائشة وخديجة فجئتم أنتم بشىء مخالف وأنا لا أعرف سبب سوى أنكم تحقرون من الأنثى وتريدونها مجرد جارية أو جسم للمتعة وحرمتم البنوك الربوية على حد قولكم وحللتم البنوك الإسلامية للنصب على المسلمين فعلى الأقل في البنوك التي سمونها ربوية يعرف المودع مسبقًا أرباحه السنوية وأصول أمواله يضمنها البنك والعكس هو في البنوك التي تسمونها إسلامية فأين هو الحلال هنا فإن كان هذا حلال فالحرام يقنعنى ويريح قلبى. 

ألم تقولوا أن الحرام هو ما حاك في الصدر وخفتم أن تظهره على الناس؟ ولهذا بعض أسباب إلحادى فأنا لا أريد دينا يقيدونى بل أريد قيودًا أدين بها.

فابتسمت الدكتورة أمنة نصير وقالت إذا وجد التشدد والتطرف وجد الإلحاد فأراك أجبت عن بعض ما سألت إجابة شافية فيما ذكرت عن ذكر اسم الأم فتلك عادات مزجت خطأ بالدين والدين منها براء فالمرأة المسلمة وقعت بين عدل التشريع وسوء التطبيق.

وبخصوص المرأة الزانية نعم كان ممكن ألا يقام عليها حد الزنا وهذا ما أراده رسول الله ولكنها أصرت أن تتطهر بتطبيق الحد عليها وهنا كان الرسول ممثلا لرجل الدولة الذي يجب أن يطبق شرع الله أمام شخص أقر بذنبه وإلا أصبحت الأمور الشرعية والقوانين لا تحترم وتصبح حسب الأهواء فإذا علم ولى الأمر بأمر وبحيثياته فلابد أن يحكم الحكم.

أنا معك في أن كثرة تراثنا الإسلامى يجب علينا أن ننقى ما فيه ولا يجب أن نُقتلع من جذورنا ولا نبتعد في نفس الوقت عن مستجدات العصر فتراثنا به الكثير ممن يتضاد مع صحيح الدين وبريقه وفتاوى كانت جزءا من عصور قديمة والأمية زحفت إلى عقول الكثير حتى ممن يتبعون العلم فنحن اليوم كما في العصور الوسطى فكما السفسطائيون أفسدوا التراث اللاتينى (اليونانى ) فكثرة الأدعياء في القنوات الفضائية أساءوا إلى الدين.

يا بنى أراك شخصا مثقفا ومفكرا وأعلم أن بداخلك إيمانا فطريا بوجود الله خذ الدين من قرآنك وخذ من التراث ما يقبله عقلك. 
وبخصوص الشيخ الحوينى وفتواه بأن العلم للمرأة فقط أقول لك فقد قال الشيخ جمال الدين أبو الفرج بن الجوزى وهو شيخ بن تيمية بأن بموت شيخته شهرة بنت أحمد البغدادى فقد نقص علم العراق في رواية الحديث فسامح الله هؤلاء الأدعياء 
فابتسم الملحد ابتسامة فيها راحة لما سمع وقالت له الدكتورة أمنة أنا بابى مفتوح لكل ما تريد أن تناقشنى فيه أرجع إلى دينك فدينك هو الحياة وأنا على يقين أنك لم تبتعد عن الإسلام.
الجريدة الرسمية