رئيس التحرير
عصام كامل

إن لم تستح فافعل ما شئت

18 حجم الخط

الحياء خلق الإسلام.. يقول الحديث الشريف: "إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء".. ولكن لماذا أشعر أننا نسينا هذه الحقيقة وأن الحياء لم يصبح فقط عملة نادرة فى زماننا هذا بل يصل الأمر أحيانا أن من يحافظ عليه يسخر منه الناس! فهو حتما معقد ومنغلق ولا يساير العصر.

الحياء من أجمل الصفات التى يجب يتحلى به الجميع، فهو يحث على عمل كل فعل جميل وترك كل قبيح، وهو من الصفات المحمودة ولذلك يحث عليها ديننا الحنيف.
 وأريد هنا أن أعرض لكم بعض المواقف التى نراها بشكل يومى فى كل مكان وللأسف يخلو منها أى معنى للحياء وأحيانا الأدب، فنشاهد مثلا البنات والأولاد فى الأماكن العامة مجتمعين لا يعيرون أى اهتمام لأحد طالما هم يستمتعون بوقتهم، فيضحكون ويتهامسون ولا يمنع أيضا أن يتلامسون بالأيدى للمزاح! ولو تجرأت وتكلمت معهم وحاولت أن تسدى لهم أى نصيحة فسوف تجد لديهم ألف مبرر وألف رد، فهم فى مرحلة الشباب والحرية والانطلاق ويعتقدون أنهم طالما لا يضرون أحدا فهم أحرار فيما يفعلون.
 مع الأسف أيها الشباب والشابات أنتم تضرون أنفسكم قبل أى شىء، والبنات خاصة يجب ألا ينسين أن زينتهن هى الحياء وأن أجمل البنات هى من تتحلى بالأدب والابتسامة الهادئة والصوت المنخفض.
الحياء من أن ينطق لسانك بكلمات قبيحة تؤذى الأذان قبل المشاعر، تمتلئ الشاشات بأغان وأفلام وحتى البرامج بأفظع الكلمات، لا يخجل أحد الآن من قول الشتائم والعبارات ذات التلميحات القبيحة، فتقتحم أذاننا بها حتى نتعود عليها فى كل مكان ثم يصبح الأمر طبيعيا أن تنطق بها أنت أيضا، ولكن هل فكرت فى الأطفال وما يحدث لهم عندما يسمعونك أو يقلدونك؟ تذكر دائما وأنت تقوم بتربيتهم أن تكون لهم قدوة حسنة.
الحياء من نفسك وأنت ترمى القمامة فى الشارع وتلوث بلدك، وأنت تكسر إشارة مرور ولا تحترم القانون، استحى من نفسك لو لم تقوم بعملك كما ينبغى أن يكون، استحى من نفسك لو لم تعط الناس حقوقهم أو تعطل مصالحهم، حاسب نفسك حتى ولم يرك أحد. فلو استحى كل شخص من نفسه أولا لما فعل أى عمل يخجل منه لو رآه الناس، لا تعمل إلا ما يمليه عليك ضميرك وأخلاقك ودينك.
وأخيرا الحياء من الله وما أعظمه من حياء! فلو استقر فى نفس الإنسان أن الله يراه وأنه سبحانه معه فى كل حين، فإنه يستحى أن يراه مقصرًا فى فريضة، أو مرتكبًا لمعصية أو تاركا لعمله أو ناسيا لأوامره، فيغتاب الناس أو يكذب أو يسب أو يستحل مالا ليس له أو لا يراع عائلته، أو لو كان مسئولا لا يراع رعيته "كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته". اعلم أن الله سيحاسبك يوما ما، يقول النبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء. فقالوا: يا رسول الله! إنا نستحى، قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".
الجريدة الرسمية