رئيس التحرير
عصام كامل

حرب فضاء إلكترونى باردة بين أمريكا والصين

علمى الصين و أمريكا
علمى الصين و أمريكا
18 حجم الخط

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الحرب الباردة المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين فى الفضاء الإلكترونى تمثل اختبارا للعلاقات الثنائية بين البلدين.


وأوضحت الصحيفة - فى تحليل إخبارى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم،الإثنين، - أنه حينما عمدت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى توزيع قائمة سرية مطولة، على مزدوى الإنترنت داخل الولايات المتحدة تتضمن عنواين بريدية لمجموعة قراصنة إلكترونية قامت بسرقة بيانات من قاعدة مؤسسات أمريكية عدة، غفلت حقيقة مهمة ألا وهى أن معظم هذه العناوين على الأرجح تعود إلى مقر "قيادة حرب الفضاء الإلكترونى" التابعة للمؤسسة العسكرية الصينية.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذا الإغفال المتعمد من قبل الإدارة الأمريكية، إنما يبرز حجم التوترات المتصاعدة داخل إدارة أوباما حول كيفية مواجهة القيادة الصينية الجديدة بشأن قضية القرصنة الإلكترونية فى الوقت الذى تكثف فيه الإدارة من دعواتها المطالبة للصين بضرورة وقف هجماتها الإلكترونية فيما تصر بكين على نفى قيامها بهذا الأمر.

وأضافت: "كما توضح هذه القضية إلى أى مدى اختلفت شكل الحرب الباردة بين كبرى الاقتصاديات العالمية عن أنماط الحرب والصراعات بين القوى العظمى خلال العقود الماضية..مضيفة: "إن كانت هذه الحرب أقل خطورة عن ذى قبل، غير إنها باتت أكثر تعقيدا وضررا.

وتابعت الصحيفة "برغم من أن مسئولى الإدارة الأمريكية أبدوا رغبتهم، الآن أكثر من أى وقت مضى، فى الإشارة إلى الصين بالتحديد، إلا أن الرئيس أوباما تجنب الإتيان على ذكر الصين بالاسم أو حتى روسيا أو إيران اللتين تمثلان مصدر قلق بالغ له فى هذا الشأن.

ورأت الصحيفة، من جانبها، أن الصين ليست عدوا صريحا للولايات المتحدة كما كان حال الاتحاد السوفيتى فى السابق بل إن بكين تعد منافس اقتصادى ومورد وعميل أساسى لوشنطن،مشيرة إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين قد بلغ العام الماضى 425 مليار دولار أمريكى كما تظل الصين، برغم مكافة التوترات الدبلوماسية معها، ممولا محوريا للديون الأمريكية.

وأضافت:"فقد شعر مسئولو الإدارة الأمريكية بسعادة بالغة حينما أصدرت شركة(مانديانت) وهى شركة أمريكية أمنية خاصة تقريرا تعقب الهجمات الإلكترونية وخلص إلى إنها تأتى من "قيادة حرب الفضاء الألكترونى" التابعة للجيش التحرير الشعبى الصينى.. قائلين:"ليس لدينا مشكلة فيما خلص إليه تقرير الشركة، لكننا لا نريد التصريح بذلك علنا".

ورأت الصحيفة - ختاما - أن هذا يفسر لماذا لم تتم الإشارة إلى الصين فى القائمة التى نشرتها الإدارة الأمريكية على مزودى الإنترنت ناسبة إلى مسئول استخباراتى قوله: "إن وضع الصين فى موقف محرج سيكون له تداعياته.. مما سيزيد من النعرة الدفاعية والقومية لدى الصينيين"
الجريدة الرسمية