التاريخ يردد كلمات الحسين بـ"حروف من نور".. حفيد النبي: الموت سعادة والحياة مع الظالمين شر.. الإمام ليس إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط.. خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي
جبل الحسين على قوة الشخصية، وفصاحة البيان، والتعبير عن رأيه دون خوف أو جبن، والذاكرة العربية حافلة بالعديد من المواقف وعبارات الشجاعة المنسوبة إليه رضي الله عنه.
الموت سعادة
ومن بين هذه العبارات: «على الإسلام السلام، إذ بُليت الأمة براعٍ مثل يزيد»، قالها رداً على طلب والى المدينة عندما أراد منه مبايعة يزيد.
كما نسب إليه قوله: «والله لو لم يكن ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية»، وذلك في سياق رده على أخيه محمد بن الحنفية.
وقال مخاطباً أنصاره في كربلاء: إنى "لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما".
وقال الحسين: «الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قل الديانون»، وذلك في أثناء مسيرة إلى كربلاء.
الحق لا يعمل به
كما خاطب أصحابه في كربلاء متسائلا: «ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقًا».
وقبل الخروج من مكة إلى الكوفة قال الحسين أمام جمع من أنصاره وأهل بيته: «خُطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة».
ولأنه كان صاحب موقف واضح من الحاكم الظالم ومغتصب السلطة، روى عن الحسين قوله: «من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً عهده مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله»، قالها مخاطباً جيش الحرّ في منزل البيضة على طريق الكوفة.
وكان يرى أن «الإمام ليس إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله».
وفي الكتاب الذي بعثه مع مسلم بن عقيل إلى أهل الكوفة، كتب الحسين سأمضى وما بالموت عار على الفتى إذا ما نـوى حـقاً وجـاهـد مسـلماً.
وفي خطاب لأصحابه عند خروجه من مكة، قال:«رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفّينا أجر الصابرين».
وعندما عزم على الخروج من مكة إلى الكوفة، مبيّنا طريق الشهادة الدامي الذي سيسلكه..قال:«من كان باذلًا فينا مهجته، وموطّنًا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا».
صلاح الأمة
وقبل خروجه من المدينة..كتب لأخيه محمد بن الحنفية:« إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدى».
وفى صبيحة يوم عاشوراء قال الحسين مخاطباً جيش الكوفة الذي أراد منه الاستسلام: «لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد».
وخاطب الحسين جيش الكوفة حين وجد نفسه مخيّرا بين طريقي الذلة والشهادة: «هيهات منا الذلّة يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون …».
وفي رده على كتاب عمر بن سعد الذي طلب فيه من الإمام أن يستسلم قال الحسين:« فهل إلاّ الموت؟ فمرحبًا به».
وخاطب أصحابه المستعدين للبذل، في صبيحة يوم عاشوراء بعد أن استشهد عدد منهم: «صبرا بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم من البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائم».
وعند منازلة الأعداء، ويوم أعلن استعداده للشهادة وعدم تحمل عار الخنوع..قال: الموت أولى من ركوب العار، والعار أولى من دخول النـار..موت في عز خير من حياة في ذل».
وخاطب أتباع آل أبي سفيان بهذا قبل استشهاده بلحظات حين تناهى إلى سمعه أنهم عازمون على الإغارة على خيم حريمه وعياله بقوله:» إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون الميعاد فكونوا أحرارًا في دنياكم».
