رئيس التحرير
عصام كامل

الحرافيش لحكومة "صباحى": طهقتونا

فيتو
18 حجم الخط

قبل أن تقع الفأس في الرأس ونصبح في أمر واقع لا محالة، قررنا أن نتخيل أنا وأصدقائى الحرافيش كيف سيكون حالهم مع رئيس مصر القادم أيا كان هذا الرئيس.. فتخيلنا معا أن السيسي هو رئيس مصر الفعلى وعلى هذا الأساس كانت حلقتنا السابقة.

وفى هذا الأسبوع، اتفقنا أن توجه رسائل الحرافيش إلى دولة الرئيس حمدين صباحى.. فسبق أصدقائى الحرافيش أقرانهم من بنى وطنهم واطمأنوا إلى أن حمدين هو الرئيس الفعلى للجمهورية بل وعاشوا في عهده وتعايشوا.. ومن هذا المنطلق كانت هذه الحلقة من رسائل الحرافيش للحكومة فإلى الحديث:
الفقراء حرافيش هذا الوطن راهنوا عليه.. صدقوه.. خرجوا للصناديق من أجله.. اعتبروه أملا هرولوا خلفه ظنا منهم أن بيديه مفاتيح الأبواب التي سيجدون خلفها حلمهم الذي ثاروا من أجله ضد نظام “المخلوع” تارة وضد نظام “المعزول” تارة أخرى، بعد أن وعدهم خلال حملته الانتخابية بتحويل هتافهم بالشعار المنشود إلى واقع ملموس “عيش حرية عدالة اجتماعية”.
خرج الحرافيش خلف المناضل وأمطروه بأصواتهم في صناديق الانتخابات ليتغلبوا على سيول المصوتين لصالح المرشح المنافس عبدالفتاح السيسي فقلبوا طاولة التوقعات رأسًا على عقب، وحقق حمدين على أيديهم حلما لم يكن يحلمه إلا عندما شاهد أصابع الحرافيش غارقة في الحبر الفسفورى مشيرة إليه تطالبه بأن يكون على قدر طموحهم فيه وأن يظل واحدا منهم واقعا وليس شعارا.. فقالوها ودونوها على جدران منازلهم “حمدين واحد مننا”.. لكن السؤال الآن: هل صباحى بالفعل أثبت للحرافيش أنه واحد منهم أم العكس هو واقع الرئيس المناضل ؟
أكتب هذه المقدمة بعد أن قرأت تلك الرسالة التي وصلتنى هذا الأسبوع ضمن رسائل كثيرة جاءت موجهة من الحرافيش لدولة الرئيس حمدين صباحى، والتي سأعرضها عليكم في السطور القادمة دون حذف أو إضافة:
عزيزى الحرفوش الكبير.. تحية بطعم المحبة والتقدير أهديها إليك وإلى القائمين على جريدتكم الموقرة
وأود في مستهل رسالتى أن أوجه عتابا هامسا في أذن السيد حمدين صباحى رئيس الجمهورية المنتخب.. عتابا محموما بلغت درجة حرارته مائة درجة بعدد أيام صباحى التي قضاها رئيسًا لجمهوريتنا.. وهذه هي نفس المدة الزمنية التي حكمنا فيها على المعزول محمد مرسي أنه رئيس فاشل.. ولم نتوقع على الإطلاق أن يثبت صباحى فشله في إدارة شئون مصر في نفس المدة.
فتصريحات صباحى أثناء الدعاية الانتخابية كلها كانت تؤكد أن المناضل سوف يقلب حياة الفقراء والحرافيش رأسا على عقب بعد أن يعمل على تحقيق مطلبهم الثورى “عيش حرية عدالة اجتماعية”.
لكن للأسف لم نأكل عيش حمدين ولم نستطعمه كما لم نر كيف ستكون شاكلته حتى الآن.. كما لم نشم رائحة الحرية ولم ننعم بعدالة اجتماعية ولم نر بوادرها تلوح في الأفق.
فها هي دولة صباحى وحكومته الثورية كما وصفها لم تغير من الواقع شيئا اللهم إلا أسماء قد خلفت أسماء وجلست على مقاعدها الوزارية ونحن كما نحن نئن من معاناة الحياة ووقف الحال.
السياحة لم تنشط بعد والزراعة لم تتطور بعد والكهرباء ما زالت مقطوعة والبنزين زادت طوابيره والمرور ساءت حالته، وحتى الرياضة لم نحقق فيها سوى إخفاقات متتالية على المستوى الأفريقى والعالمى.
كل هذا وحكومة صباحى تغرقنا بالتصريحات وتعدنا بأن دولة حمدين ستكون بردا وسلامًا على الفقراء والحرافيش من أبناء الوطن، في حين أننا ما زلنا نبحث عن العيش _فقط العيش_ فحتى الحرية بتنا لا نطمح فيها ولم نرنُ أبدا إلى عدالة اجتماعية.
لقد فقدنا الثقة في دولتكم.. ومللنا مناجاة حكومتكم وبتنا نطالب بانتخابات رئاسية مبكرة وإلا مصيركم سيكون أسوأ من مصير محمد مرسي فأنتم بلا عشيرة تقاتل من أجلكم كما لن يعتصم من أجلكم أحد في ميدانى رابعة والنهضة.
عزيزى الحرفوش الكبير.. دعنى أقول لك إن حمدين هو واحد خمنا.. رغم أنه بالفعل مننا.. ومن أبناء جلدتنا وهذا هو مكمن الأسف والقهر.
ولى، ياسيدى، لديك مطلب.. ففى حال أن تحوز رسالتى هذه على إعجابك وقررت أن تنشرها.. فياليتك تنشرها موجهة لحكومة ودولة الرئيس صباحى تحت عنوان “طهقتونا”
ولك منى جزيل الشكر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
الجريدة الرسمية