فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ بالجامعة الأمريكية تكشف خطورة سوء التغذية على النمو السليم للأطفال

د. سهام المّريض
د. سهام المّريض

أكدت الدكتورة سهام المريّض، أستاذ مساعد بمعهد الصحة العالمية والبيئة البشرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن نمو الأطفال هو سلسلة متكاملة من مراحل التطور تبدأ قبل مرحلة الحمل، مرورًا بفترة الحمل، ثم أول عامين من عمر الطفل، وهي المرحلة الأكثر حساسية وتأثيرًا على مستقبل النمو الجسدي والذهني.

وأوضحت خلال حلقة نقاشية نظمتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم الاثنين، ضمن سلسلة لقاء مع خبير،  أن الأطفال المبتسرين يمثلون فئة خاصة تحتاج إلى تدخلات إكلينيكية سليمة في الشهور الأولى، يليها دور محوري للأسرة في توفير بيئة داعمة للنمو.

تطوير أدوات قياس نمو الاطفال

وأشارت المريّض إلى العمل على تطوير منحنيات نمو جديدة مبنية على بيانات أكثر من 4 ملايين طفل من 15 دولة حول العالم، مؤكدة أن أدوات قياس النمو الحديثة تعتمد على عدة عوامل، من بينها العمر، الوزن، الجنس، وموعد الولادة.

وشددت على أن العوامل الوراثية لا تمثل أكثر من 20% من نمو الأطفال والنمو الذهني، بينما تلعب التغذية والبيئة المحيطة الدور الأكبر.

وأضافت أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات المجاعات أو نقص التغذية، تلجأ أجسامهم إلى دعم النمو الذهني على حساب النمو الجسدي، وهو ما يفسر ضعف البنية الجسدية لديهم. 

ووصفت ما يحدث لأطفال غزة بأنه متوقع علميًا في ظل ظروف الحرب، وصعوبة الحمل، وسوء تغذية الأمهات، مؤكدة أن المجتمع الدولي يولي اهتمامًا كبيرًا بتوثيق هذه التأثيرات، ومعتبرة ما يحدث من أشرس أنواع الحروب لما له من تأثير مباشر على الإنسان قبل البنية التحتية.

البيئة المصرية داعمة نسبيا لنمو الأطفال 

وأوضحت أن مصر تتمتع ببيئة داعمة نسبيًا لنمو الأطفال، أبرزها ارتفاع معدلات تغطية التطعيمات وتوافرها، وهو ما يمثل أزمة حقيقية في دول أخرى، خاصة في غرب إفريقيا، حيث ما تزال الملاريا والنزلات المعوية تتسبب في وفيات الأطفال.

في المقابل، لفتت إلى وجود تحديات تتعلق بضعف الوعي المجتمعي، خاصة فيما يخص تغذية الأم الحامل، وانتشار مفاهيم مغلوطة متوارثة، مثل عدم إدراك أعراض فقر الدم، مؤكدة أن البيئة الداعمة للنمو تبدأ من داخل المنزل.

تأثير كورونا على معدلات نمو الأطفال في العالم

وحذّرت المريّض من أن سوء التغذية والسمنة وارتفاع الكوليسترول أصبحت من أبرز أزمات المجتمع المصري، مشيرة إلى وجود فروق واضحة في نمو الأطفال قبل وبعد جائحة كورونا، حيث زادت معدلات السمنة، وظهرت تأثيرات نفسية ناتجة عن العزلة الاجتماعية واضطراب الروتين اليومي، الذي وصفته بأنه صديق النمو الصحي للطفل.

وأضافت أن تداعيات الجائحة لم تظهر بالكامل بعد، لافتة إلى أن بعض الدول سجلت زيادة في معدلات ولادة الأطفال المبتسرين خلال تلك الفترة.

وأكدت ضرورة وجود سياسات صحية قابلة للتطبيق تركز على التوعية بأهمية توفير بيئة داعمة لنمو الأطفال، مشيرة إلى تعاونها مع وزارة الصحة في دراسة ميدانية شملت عينة من الأطفال في مصر، بالتعاون مع مستشفى عين شمس الجامعي وعدد من المستشفيات الجامعية.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن مصر تمتلك فرصة حقيقية لإحداث فارق كبير في مجال أدوات قياس النمو، بفضل قوتها البشرية الكبيرة من الشباب والأطفال، معتبرة أن الاستثمار في الطفل المصري مسؤولية وطنية كبرى.