فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

اصبروا!

إزاء تراجع شعبيته، لم يجد الرئيس الأمريكي ترامب ما يقوله للأمريكيين سوى أن يطالبهم بالصبر، حتى تنفرج المشاكل الاقتصادية وتتحسن أحوالهم المعيشية، لأنه تسلم الحكم من سلفه بايدن والأوضاع الاقتصادية شديدة السوء، وهي تحتاج إلى علاجها بعض الوقت! 

وقد وجد الرئيس الأمريكي نفسه مضطرًّا إلى مطالبة الأمريكيين بالصبر، لأن أوضاعهم المعيشية تسوء ولا تتحسن.. ولا الأسعار تراجعت ولا البطالة انخفضت ولا الدخول تزايدت.. وقد عبر الأمريكيون عن غضبهم في استطلاعات الرأي التي سجلت تراجعًا في شعبية ترامب بعد عامه الأول في الرئاسة.

 والسؤال هنا هل يلقى طلب ترامب بالصبر تجاوبًا من الأمريكيين الذين وعدهم بأنهار اللبن والعسل فور دخوله البيت الأبيض؟ المحللون يشكون في ذلك لأن العام الأول لرئاسة ترامب لم يشهد تراجعًا في معدل التضخم، حيث ظل ثابتًا عند 3 في المائة، وحيث زاد معدل البطالة من 4 في المائة إلى 4,7 في المائة.

وبالتالي انخفضت دخول الأسر الأمريكية، ويتوقع هؤلاء المحللون أن تزيد الصعوبات الاقتصادية نتيجة تأثير قرارات ترامب بزيادة الجمارك على العديد من السلع.

وهذا يجعل دعوات المسئولين للشعوب بالصبر مرهون قبولها بشروط أساسية أهمها أن يكون هذا الصبر مؤقتًا، أي لفترة زمنية محددة وليس لزمن مفتوح أو متجدد، كلما قاربت فترته الزمنية على الانتهاء، وأن يلمس المواطنون تغيرًا إيجابيًّا أو محدودًا في مستوى معيشتهم.. أي أن يجدوا تأثيرًا لصبرهم.. فكما تقول الست أم كلثوم “للصبر حدود”، وهذا سوف يلمسه ترامب عمليًّا في انتخابات الكونجرس المقبلة.