عويل وصراخ.. ولا تغيير!
مَن تابع أمس حالة الغضب التي انفجرت في عويل وصراخ بعد هزيمة منتخب حلمي طولان بالبطولة العربية سوف يتوقع تغييرات شاملة وواسعة في منظومة الكرة في مصر، بل منظومة الرياضة كلها.
ولكن من يتمتع بذاكرة قوية لن ينتظر ذلك على وجه الإطلاق لأنه يعرف أن العويل والصراخ سوف يتوقف بعد ليلة أو ليلتين والغضب سيهدأ بعد بضعة أيام قليلة، وسوف ينشغل من يديرون الرياضة وكرة القدم تحديدا بأمور أخرى جديدة تنسيهم نكبة خروجنا من البطولة العربية، ربما تكون أرض نادي الزمالك أو تعاقدات الأهلي الجديدة أو عدم اختيار حسام بعض اللاعبين في منتخبه!
فهذا هو المنهج السائد والمتكرر الذي نتبناه بعد كل نكبة كروية.. ننتحب ونصرخ ونوجه الاتهامات في كل الاتهامات وتقدم الوعود باصلاح الأحوال الرياضية، وبعد أن يهدأ غضبنا ونشغل بأمور جديدة لا نفعل شيئا ولا ننفذ الوعود التى أطلقها المسئولون لتهدئتنا.. وهكذا تمضى الأيام ويظل حال الرياضة كما هو، بل لعله يسوء أكثر من ذي قبل!
وإذا كنّا نكرر القول أن إنجاز الإصلاح السياسي والاقتصادي يحتاج لإرادة، فإن إصلاح الرياضة يحتاج بدوره لإرادة، وأنا لست ممن يربطون ما بين تراجع الرياضة وأية مجالات أخرى.. والدليل ماثل أمامنا في دول عربية شقيقة تقدمت في المنافسات الرياضية بينما لم تتقدم سياسيا أو اجتماعيا.
وربما ما يربط إحراز التقدم في كل المجالات هو الاعتماد على الأكفاء.. وفي كرة القدم إنتاج للكفاءات من اللاعبين والمدربين ومن يديرون شئون اللعبة.