علاقات أخوية ومصالح متعارضة!
علاقات أخوية مصطلح يستخدم عادة دبلوماسيا في وصف العلاقات الوطيدة بين الدول المتقاربة في المواقف، والتي تتسم علاقاتها بالود والحميمية والقوة والمتانة.. ويتصور البعض أن تلك العلاقات الأخوية لا تسمح باختلاف المصالح وتضاربها أحيانا، رغم أن الأشقاء يحدث بينهم خلافات، وأحيانا يقع بينهم اختلاف وتعارض في المصالح، قد يتسبب في تضارب المواقف، ووقوع خصام أو فتور في العلاقات بينهم، مع أن الأشقاء يحدث بينهم خلافات وصدامات بل ومعارك أحيانا.
وهذا أمر ندركه نحن في مصر التي يصفها العرب بالشقيقة الكبرى.. ولذلك لا نتفاجأ مثلا من تناقض المواقف في أمور كثيرة بيننا وبين الأشقاء العرب، حتى في الأمور التي تمس أمننا القومي بشكل مباشر، مثل ما يحدث في ليبيا والسودان وغزةً وأيضًا إثيوبيا وإريتريا.
لذلك نحن نحاول في علاقاتنا مع الأشقاء العرب أن ننمي العلاقات معها في الأمور التي يوجد فيها تقارب أو توافق، ونحاول إيجاد تقارب فيما بيننا من اختلافات في المواقف ببعض القضايا.. وهذا ما تتسم به سياساتنا سواء مع أشقاء الخليج أو أشقاء المغرب العربي.
إن هذه العلاقات مثل أي علاقات مع الأشقاء لا تشهد تطابقا في المواقف والسياسات، وإنما فيها خلافات وتعارضا وتناقضا وتضاربا.. أحيانا لمنافسة الأشقاء لنا حول دور أو مكانة أو نفوذ، وأحيانا لوجود مصالح مباشرة خاصة بهؤلاء الأشقاء تتعارض مع مصالحنا، وأحيانا أيضا لغياب الرؤية الاستراتيجية عند بعض الأشقاء، وتغليبهم الاعتبارات التكتيكية على الرؤية الاستراتيجية، ولأننا ننهج سياسة الصبر الاستراتيجي نحاول إدارة علاقاتنا مع الأشقاء.