الفرق بين ترطيب البشرة وتغذيتها ومتى تحتاجين إلى كل واحد منهما
الفرق بين الترطيب والتغذية للبشرة، من أكثر المفاهيم التي تختلط على كثير من النساء في مجال العناية بالبشرة هو الفرق بين الترطيب والتغذية.
فالكثير يعتقد أن استخدام كريم مرطب كافٍ لجعل البشرة صحية ونضرة، بينما الحقيقة أن الترطيب خطوة مختلفة تمامًا عن التغذية، ولكل منهما دور أساسي ومتكامل في الحفاظ على حيوية البشرة وجمالها.
فهم هذا الفرق هو المفتاح لاختيار الروتين المناسب لنوع بشرتك واحتياجاتها في كل مرحلة من مراحل حياتك، وهو ما نستعرضه في السطور التالية، وفق موقع OnlyMyHealth.
أولًا: ما هو ترطيب البشرة؟
الترطيب هو عملية الحفاظ على مستوى الماء داخل خلايا الجلد ومنع فقدانه. وظيفة المرطبات الأساسية هي تكوين طبقة عازلة على سطح البشرة لتقليل تبخر الماء، أو جذب الرطوبة من البيئة المحيطة والاحتفاظ بها داخل الجلد.
عندما تكون البشرة مرطبة جيدًا، تبدو أكثر امتلاءً ونضارة ونعومة، وتقل فيها الخطوط الدقيقة الناتجة عن الجفاف، كما تكون أكثر استعدادًا لامتصاص المستحضرات الأخرى مثل السيروم أو الكريمات العلاجية.
أنواع المرطبات:
المرطبات المانعة للفقد (Occlusives): مثل الفازلين وزبدة الشيا، وهي تكوّن طبقة عازلة تمنع فقدان الماء.
المرطبات الجاذبة (Humectants): مثل الجلسرين وحمض الهيالورونيك، تعمل على جذب الماء من الجو أو من الطبقات العميقة للبشرة إلى السطح.
المرطبات المطرية (Emollients): مثل الزيوت الطبيعية، وهي تساعد على تنعيم الجلد وملء الفجوات بين الخلايا الجافة.
علامات حاجة البشرة إلى الترطيب:
الشعور بالشد أو الخشونة.
ظهور قشور بيضاء أو جفاف في مناطق محددة.
فقدان النضارة والمرونة.
مظهر باهت أو خطوط دقيقة عند الابتسام.
عادة ما تحتاج البشرة إلى الترطيب يوميًّا صباحًا ومساءً، خصوصًا بعد الغسيل أو الاستحمام، لأن الماء الساخن والصابون يزيلان الطبقة الدهنية الطبيعية التي تحافظ على رطوبة الجلد.

ثانيًا: ما هي تغذية البشرة؟
تغذية البشرة تختلف عن الترطيب من حيث الهدف والمضمون. فبينما يركّز الترطيب على الماء، تهدف التغذية إلى إمداد الجلد بالعناصر الغذائية التي يحتاجها لتجديد الخلايا، ومقاومة الشيخوخة، والإصلاح الذاتي.
التغذية تعني منح البشرة ما تحتاجه من فيتامينات ومعادن وأحماض دهنية وأحماض أمينية ومضادات أكسدة، سواء من خلال النظام الغذائي أو مستحضرات العناية الموضعية التي تحتوي على مكونات نشطة تغذي الخلايا بعمق.
أهم مكونات تغذية البشرة:
الفيتامينات: مثل فيتامين C الذي يعزز الكولاجين ويمنح إشراقة، وفيتامين E الذي يحمي من الأكسدة.
الأحماض الدهنية الأساسية: كالأوميغا 3 و6 الموجودة في الزيوت النباتية، وهي تقوّي حاجز البشرة.
الببتيدات والأحماض الأمينية: تساعد في تجديد الخلايا وبناء الكولاجين.
المعادن: مثل الزنك والسيلينيوم، وهما ضروريان لتقليل الالتهابات وتنقية البشرة.
علامات حاجة البشرة إلى التغذية:
شحوب واضح أو لون غير متجانس.
ترهل أو فقدان المرونة.
بطء التئام الجروح أو البثور.
ظهور التجاعيد المبكرة.
مظهر باهت رغم استخدام المرطبات بانتظام.
غالبًا ما تحتاجين لتغذية البشرة في مواسم الإجهاد أو بعد فترات مرض أو سهر طويل، أو عندما تكون البشرة مرهقة من العوامل البيئية مثل الشمس والملوثات.
ثالثًا: الفرق الجوهري بين الترطيب والتغذية
الترطيب
هدفه الحفاظ على مستوى الماء في الجلد
وتأثيره يكون فوري ومؤقت – يمنح ملمسًا ناعمًا ومظهرًا مشرقًا.
مكوناته: الجلسرين، الهيالورونيك، زبدة الشيا، الفازلين.
ويكون يوميًا بعد الغسيل أو الاستحمام
ويجعل البشرة مرنة ورطبة
التغذية
هدفها تزويد البشرة بالعناصر التي تدعم صحتها ووظائفها
والتأثير يكون عميق وطويل المدى – يحسّن بنية الجلد ويعزز نضارته.
المكونات: الفيتامينات، الزيوت الغنية، مضادات الأكسدة، الببتيدات.
ويكون حسب الحاجة أو كجزء من روتين أسبوعي أو شهري
يجعل البشرة قوية وصحية ومقاومة للعوامل الخارجية.

رابعًا: متى تحتاجين إلى الترطيب ومتى إلى التغذية؟
في الشتاء أو في الأجواء الجافة: تحتاجين إلى ترطيب مضاعف لأن الهواء البارد يقلل من محتوى الماء في البشرة.
بعد التعرض للشمس: تحتاج البشرة إلى تغذية لتجديد الخلايا التالفة بمضادات الأكسدة وفيتامين C.
في فترات التوتر أو قلة النوم: التغذية ضرورية لأن البشرة تفقد إشراقها وتحتاج لدعم داخلي وخارجي.
بعد التقشير أو جلسات العناية: يُفضل التركيز على الترطيب لتهدئة الجلد، ثم التغذية لاحقًا لاستعادة التوازن.
في سن الأربعين وما بعده: تحتاج البشرة إلى تغذية أكثر من الترطيب فقط، لأن معدل تجدد الخلايا يقلّ وإنتاج الكولاجين يضعف.
خامسًا: كيف توازنين بين الترطيب والتغذية في روتينك اليومي؟
ابدئي بالترطيب اليومي: استخدمي مرطبًا خفيفًا صباحًا يحتوي على حمض الهيالورونيك أو الجلسرين، ومرطبًا غنيًا مساءً يحتوي على زبدة الشيا أو الزيوت الطبيعية.
أضيفي سيروم مغذي: ضعي سيروم يحتوي على فيتامين C صباحًا لتفتيح البشرة، أو سيروم يحتوي على فيتامين E أو الببتيدات ليلًا لتجديد الخلايا.
اعتمدي ماسكات طبيعية أسبوعية: مثل ماسك العسل والزبادي لتغذية البشرة، أو ماسك الألوفيرا والخيار للترطيب العميق.
اهتمي بالتغذية الداخلية: تناولي أطعمة غنية بالأوميغا 3 مثل السمك والمكسرات، واشربي كميات كافية من الماء.
احمي بشرتك من الشمس: لأن الأشعة فوق البنفسجية تضعف قدرة البشرة على الاحتفاظ بالماء وتقلل من تغذيتها الذاتية.
الترطيب والتغذية وجهان لعملة واحدة، لا غنى لأحدهما عن الآخر. الترطيب يمنح البشرة الماء الذي تحتاجه لتبدو ناعمة ومشرقة، بينما التغذية تمنحها القوة والحيوية من الداخل. البشرة المرطبة تبدو جميلة مؤقتًا، أما البشرة المغذاة فهي صحية ومتجددة على المدى الطويل.
احرصي دائمًا على الاستماع لاحتياجات بشرتك؛ فإذا شعرتِ بالشد أو الجفاف فهي تطلب ترطيبًا، وإذا لاحظتِ بهتانًا أو إرهاقًا فهي تستغيث بالتغذية. المزيج المتوازن بين الاثنين هو سر النضارة الحقيقية التي لا تخفيها مساحيق التجميل.