المتحف الكبير واقتصادنا
ونحن نتأهب للاحتفال بافتتاح المتحف الكبير، يجدر بِنَا أن نتأمل مغزى هذا الاحتفال.. نحن نحتفل بفكرة تحولت إلى واقع بعد سنوات طويلة.. وحدث أن هذه الفكرة تحمس لها صاحبها لدرجة جعلته يقدر على إقناع القيادة السياسية بها لتتبنى هذه الفكرة وتتحول إلى مشروع مهم من مشروعات الدولة..
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط وإنما فكر في تدبير التمويل اللازم لتنفيذها، واهتدى إلى أن السبيل هو إقناع اليابان بتوفير التمويل بقروض ميسرة بفائدة قليلة وفترة سماح طويلة وأقساط مناسبة، على عكس القروض العادية التي تمثل عبئا على الاقتصاد وميزان المدفوعات.
ويضاف كل ذلك إلى أنه عندما خرج صاحب الفكرة من السلطة وترك منصبه لم يتوقف تنفيذ المشروع؛ لأنه صار مشروع دولة، وسيكون له فوائده على حركة السياحة الخارجية، بزيادة نسبة السياحة الثقافية التي تراجعت في العقود الأخيرة لصالح السياحة الترفيهية في شرم الشيخ والغردقة..
وهذا يحتاج جهودا من قبل المسئولين عن السياحة بالطبع، خاصة وأن نصيب مصر من السياحة الأجنبية لا يناسب القدرات السياحية المصرية، وهناك دول أقل منا في هذه القدرات وتفوقنا في أعداد السائحين الأجانب.
وهكذا.. كل عمل كبير يبدأ بفكرة انبثقت في ذهن شخص، وحتى تجد سبيلها للتنفيذ يتعين أن يتحمس صاحب الفكرة لفكرة تجعله قادرًا على إقناع قيادة الدولة بها، ويكون قادرًا على تدبير التمويل لتنفيذها أيضا، بشكل ميسر وسهل.
ونحن نحتاج لأفكار عديدة للنهوض باقتصادنا وتجاوز مشاكلنا الاقتصادية وأهمها الغلاء والتضخم الذي يقف وراءه الهبوط في قيمة عملتنا.. وكما نجحنا في تنفيذ مشروع المتحف الكبير يمكننا أن ننجح في النهوض باقتصادنا إذا فعلنا ما فعلناه في مشروع المتحف الكبير.