أطعمة تُطفئ البشرة وتجعلها باهتة حتى مع العناية
تُعتبر البشرة مرآة لصحة الجسم الداخلية، وما نتناوله يوميًا من أطعمة ينعكس بشكل مباشر على إشراقتها أو بهتانها. فالكريمات والعناية الخارجية مهما كانت فعّالة، لا يمكن أن تُعوّض أثر نظام غذائي يفتقر إلى التوازن أو يحتوي على مكونات تُجهد الكبد وتزيد من الالتهابات الداخلية، مما يؤدي في النهاية إلى بشرة شاحبة، باهتة، تفتقر إلى الحيوية.
قد تظنين أن سبب بهتان بشرتك هو نقص العناية أو الإجهاد، لكن أكدت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية، أن الحقيقة أن الطعام هو السر الأول وراء الإشراقة أو الانطفاء. فالسكريات، الدهون المهدرجة، والأطعمة المصنعة تُطفئ النور الداخلي للبشرة مهما كانت منتجات العناية فاخرة.
أضافت الدكتورة مروة، أنه لكي تستعيدي إشراقتك الحقيقية، احرصي على اتباع نظام غذائي صحي.
اطعمة ومشروبات تطفئ بشرتك
في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة مروة، أبرز الأطعمة والمشروبات التي “تُطفئ” البشرة وتجعلها تبدو مرهقة رغم العناية، مع توضيح الأسباب العلمية لذلك، وكيف يمكن استبدالها بخيارات أكثر نضارة.
أولًا: السكر الأبيض.. العدو الأول للبشرة المشرقة
يُعد السكر من أكثر الأطعمة ضررًا للبشرة، حتى وإن كان الإنسان يعتني بها يوميًا بالماسكات والكريمات. فعند تناول السكر، تحدث عملية تُعرف باسم "الارتباط السكري" أو الـ Glycation، وهي تفاعل بين جزيئات السكر والبروتينات في الجلد (مثل الكولاجين والإيلاستين). هذه العملية تُنتج جزيئات تضعف مرونة البشرة وتسرّع ظهور التجاعيد.
النتيجة؟ مظهر باهت، ملمس خشن، وبشرة تفقد قدرتها على التجدد الطبيعي.
كما أن السكر يرفع مستوى الالتهابات في الجسم، مما يزيد من مشكلات مثل حب الشباب والاحمرار، ويُضعف قدرة الجلد على التعافي.
البديل الصحي: يمكن استبدال السكر الأبيض بالعسل الطبيعي أو التمر المهروس بكميات محدودة، مع التركيز على الفواكه الطازجة لتلبية الرغبة في الحلويات بطريقة طبيعية.
ثانيًا: الأطعمة المقلية والدهون المهدرجة
تلك الأطعمة مثل البطاطس المقلية، الشيبسي، أو الدجاج المقلي تحتوي على دهون متحوّلة ترفع من نسبة الالتهاب في الجسم وتُرهق الكبد، وهو العضو المسؤول عن تنقية الدم من السموم. وعندما يُصاب الكبد بالإجهاد، تبدأ السموم في الظهور على البشرة على شكل بهتان، حبوب، أو مظهر غير صحي.
كذلك، تؤدي الزيوت المُعادة للاستخدام في القلي إلى تكوين مركّبات مؤكسدة تُدمّر خلايا الجلد وتُضعف الطبقة الواقية الطبيعية له، مما يُفقده اللمعان الطبيعي.
البديل الصحي: الطهي في الفرن أو باستخدام المقلاة الهوائية بزيت الزيتون أو زيت جوز الهند، وتناول المكسرات النيئة كمصدر صحي للدهون المفيدة.

ثالثًا: المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة
تحتوي المشروبات الغازية على كميات ضخمة من السكر والكافيين والمواد الحافظة، وهي تركيبة مثالية لإجهاد البشرة. السكر يُضعف الكولاجين كما ذكرنا، والكافيين الزائد يُسبّب الجفاف ويُفقد البشرة ترطيبها الطبيعي، أما الألوان الصناعية والمواد الكيميائية فتؤثر سلبًا على عمل الكبد والكلى.
حتى مشروبات الطاقة التي تبدو “منشطة” تُسبّب مع الوقت فقدان الحيوية لأنها تُجهد الجهاز العصبي، مما يُضعف الدورة الدموية الدقيقة التي تغذي الجلد.
البديل الصحي: الماء المُنكه بشرائح الفواكه الطازجة، أو عصائر الخضروات الخضراء التيممم تُنعش الجسم وتُغذّي البشرة من الداخل.
رابعًا: الوجبات السريعة
الوجبات الجاهزة الغنية بالنشويات المكررة، الصلصات الثقيلة، والدهون الصناعية، تسبب زيادة في مستوى الجذور الحرة داخل الجسم، وهي السبب الرئيسي في تدمير خلايا الجلد وفقدان النضارة.
كما أن الملح الزائد الموجود في هذه الوجبات يُسبّب احتباس السوائل تحت الجلد، مما يجعل الوجه يبدو منتفخًا ومتعبًا. ومع مرور الوقت، تؤدي هذه العادات إلى بهتان واضح وصعوبة في امتصاص العناصر المغذية.
البديل الصحي: إعداد وجبات منزلية متوازنة تحتوي على البروتينات الخفيفة (مثل السمك أو الدجاج المشوي)، والخضروات المطهية على البخار، مع تقليل استخدام الملح والصلصات الجاهزة.
خامسًا: الكربوهيدرات البيضاء
الأطعمة مثل الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، والمعجنات المصنوعة من الدقيق المكرر، تتحول سريعًا داخل الجسم إلى سكر، مما يؤدي إلى نفس نتائج الإفراط في تناول السكريات.
تتسبب هذه الأطعمة في ارتفاع مفاجئ في سكر الدم، يعقبه انخفاض حاد، ما يؤدي إلى إرهاق الخلايا وفقدان التوازن الهرموني. النتيجة: بشرة باهتة وشاحبة، وغالبًا ما تُصاب بالجفاف بسبب فقدان المعادن الأساسية.
البديل الصحي: الحبوب الكاملة مثل الشوفان، الأرز البني، الكينوا، أو خبز القمح الكامل الغني بالألياف والمعادن التي تدعم صحة الجلد.
سادسًا: الكافيين الزائد
الكافيين الموجود في القهوة والشاي ومشروبات الطاقة، حين يُستهلك بإفراط، يُسبّب جفافًا شديدًا للبشرة، لأنه مدر للبول ويقلل من احتفاظ الجسم بالماء. كما أنه قد يرفع مستوى هرمون التوتر “الكورتيزول”، مما يؤدي إلى شحوب الوجه وظهور الهالات السوداء.
لا يعني ذلك منع الكافيين تمامًا، بل الاعتدال في تناوله مع شرب كميات كافية من الماء لتعويض الفقد.
البديل الصحي: القهوة الخضراء أو شاي الأعشاب مثل البابونج والنعناع، فهما يُهدّئان الجهاز العصبي ولا يُجهدان البشرة.
سابعًا: اللحوم المصنعة
النقانق، اللانشون، والبرجر الجاهز تحتوي على نسب عالية من الصوديوم والمواد الحافظة، التي تؤثر مباشرة على الدورة الدموية وصحة الجلد. كما أن النترات الموجودة فيها تُنتج مركّبات ضارة تؤدي إلى أكسدة الخلايا وتسريع الشيخوخة الجلدية.
البديل الصحي: اللحوم الطازجة المشوية أو المسلوقة، وخصوصًا الدجاج منزوع الجلد والسمك، لأنها غنية بالبروتين النقي اللازم لتجديد الخلايا.
ثامنًا: منتجات الألبان كاملة الدسم
بالرغم من أن الألبان مفيدة كمصدر للكالسيوم، فإن بعض الدراسات تشير إلى أن منتجات الألبان الكاملة قد تُحفّز الالتهابات الجلدية، خاصة لدى من يعانون من حب الشباب أو البشرة الحساسة. كما أن الهرمونات الطبيعية في الحليب قد تُخلّ بتوازن الهرمونات الأنثوية، مما يؤدي إلى ظهور الحبوب وبهتان اللون.
البديل الصحي: اللبن النباتي مثل حليب اللوز أو الشوفان، أو الألبان قليلة الدسم مع مراعاة الاعتدال في الكمية.