فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

طموح الرئيس وأداء الحكومة!

هل الحكومة الحالية على قدر طموح الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ وهل استوعبت فلسفته في الإدارة ورؤيته لبناء الإنسان والدولة الحديثة؟ وهل حققت الأداء الذي يوازي حجم ما دعا إليه من دقة اختيار وكفاءة إعداد وتأهيل؟ وماذا عن أدائها الاقتصادي الذي أثقل الموازنة العامة  بأعباء ضخمة وديون لا طاقة لنا بها؛ ناهيك عما يذوقه المواطن من معاناة لا مبرر لها؟!

ثمة أسئلة تفرض نفسها كلما تحدث الرئيس بصدق ووضوح عن جوهر الإصلاح الإداري، مؤكدًا أن بناء الدولة لا يقوم على المجاملة ولا على التجريب، بل على الكفاءة والانضباط وحسن الاختيار.

قال الرئيس السيسي: لا يمكن أن أسمح بضخ دماء جديدة في مؤسسات الدولة إلا بعد أن تأخذ فترة رعاية، وقبلها انتقاء وفرز. وكلما كان الاختيار دقيقًا كانت النتائج مختلفة، وكلما كان التأهيل والإعداد جيدًا وقويًا وناجحًا كانت النتائج مختلفة أيضًا.. 

كلمات الرئيس تكشف رؤية واعية تؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الإنسان، وأن تجديد المؤسسات لا يكون بالشعارات أو تبديل المناصب، بل ببناء كوادر تمتلك العلم والانتماء والقدرة على الفعل.

غير أن الواقع يثير التساؤل: هل التقطت الحكومة هذه الرسالة؟ وهل أصبحت عملية الاختيار داخل مؤسساتها خاضعة فعلًا لمعايير الجدارة والكفاءة؟ أم ما زالت بعض المواقع تُدار بروح البيروقراطية القديمة التي تُقدِّم الولاء على الكفاءة، وتحافظ على الوجوه ذاتها رغم محدودية العطاء؟ 

الرئيس حين يتحدث عن الانتقاء والرعاية لا يقصد بها مجرد تدريب شكلي، بل تأهيلًا حقيقيًا يضمن أن يكون كل مسؤول قادرًا على الفهم والتخطيط والإبداع، لا مجرد تنفيذ الأوامر.

إن ضخ دماء جديدة في الدولة هو تجديد لروحها، شرط أن تكون هذه الدماء مؤهلة وقادرة على حمل الرؤية الوطنية، لأن الخطأ في الاختيار ينعكس على الأداء العام ويهدر الجهد والمال. لذلك فإن بناء الكوادر ليس ترفًا بل ضرورة، والإعداد الجيد هو الضمانة الحقيقية لاستمرار الدولة في طريقها نحو التنمية والحداثة.

يبقى السؤال الذي ينبغي أن يطرحه الجميع: هل استطاعت الحكومة أن تجسّد ما يريده الرئيس من مؤسسات قوية تضع الكفاءة معيارها الأول؟ أم أن الفجوة ما زالت قائمة بين ما يُقال في الخطاب وما يُمارس في الواقع؟ 

الإجابة الحقيقية لن تُقاس بالكلمات، بل بما يلمسه المواطن في حياته اليومية من كفاءة في الأداء وعدالة في الاختيار، عندها فقط يمكن القول إن الحكومة أصبحت فعلًا على قدر طموح الرئيس، وعلى قدر حلم الوطن في مستقبل يليق بتضحياته.. وقبل هذا وذاك أن تنفذ الحكومة ما قاله الرئيس!