بدون أدوية، طرق طبيعية لتقليل التهابات الجسم
طرق طبيعية لتقليل التهابات الجسم، تُعدّ الالتهابات من أبرز المشكلات الصحية التي يعاني منها الإنسان في مراحل عمره المختلفة، فهي استجابة طبيعية يقوم بها الجهاز المناعي للدفاع عن الجسم ضد أي عدوى أو إصابة.
ولكن حين تتحول هذه الاستجابة من حالة مؤقتة إلى مزمنة، تصبح مصدرًا للألم والإجهاد وتفتح الباب أمام أمراض عديدة مثل التهاب المفاصل، وأمراض القلب، والسكري، وحتى بعض أنواع السرطان.
وعلى الرغم من أن الأدوية المضادة للالتهاب قد تُخفف الأعراض بسرعة، فإن الاعتماد الدائم عليها قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة.
لذلك، أصبح الاتجاه نحو الطرق الطبيعية لتقليل التهابات الجسم خيارًا صحيًا وآمنًا وفعالًا على المدى الطويل.
أوضحت الدكتورة مها سيد اخصائية التغذية العلاجية، أن تقليل الالتهابات في الجسم لا يعتمد فقط على علاج مؤقت أو دواء معين، بل هو أسلوب حياة متكامل يبدأ من الوعي الغذائي وينعكس على نمط النوم، والحركة، والحالة النفسية.
أضافت الدكتورة مها، أن هناك بعض العادات الصحية التي إذا ادخلناها في روتيننا اليومي، نستطيع بمرور الوقت استعادة توازن أجسامنا وتعزيز قدرتها الطبيعية على الشفاء. فالطبيعة منحتنا الكثير من الوسائل البسيطة لتجديد خلايانا وحمايتنا من الأمراض — فقط علينا أن نستمع لجسدنا ونعامله بالاهتمام الذي يستحقه.
وسائل طبيعية تساعدك على مقاومة الالتهابات
في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة مها، أبرز الوسائل الطبيعية التي تساعدك على مقاومة الالتهابات، بدءًا من النظام الغذائي، مرورًا بالعادات اليومية، وصولًا إلى أسلوب الحياة المتوازن.
أولًا: النظام الغذائي المضاد للالتهاب
الغذاء هو أول وأهم سلاح في مواجهة الالتهابات، فهناك أطعمة ترفع من مستوى الالتهاب، وأخرى تعمل على تهدئته.
1. الإكثار من الخضراوات والفواكه الطازجة
الخضراوات الورقية مثل السبانخ، والجرجير، والبروكلي، والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت، والرمان، والكرز، تحتوي على مركبات نباتية تقي من الالتهاب مثل البوليفينولات والفلافونويدات. هذه المركبات تعمل على تحييد الجذور الحرة التي تهاجم خلايا الجسم وتسبب الالتهاب.
2. استخدام الدهون الصحية
الدهون المشبعة والمتحولة (الموجودة في الوجبات السريعة والمقليات) تُعدّ من أكثر مسببات الالتهاب. في المقابل، تساعد الدهون الجيدة مثل زيت الزيتون البكر، والأفوكادو، والمكسرات، وبذور الكتان، على تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب.
كما أن أحماض أوميجا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك الدهنية (كالسلمون والسردين والتونة) لها تأثير قوي في مقاومة الالتهاب، إذ تقلل من إنتاج المركبات الالتهابية في الجسم.
3. الابتعاد عن السكريات والكربوهيدرات المكرّرة
السكريات الزائدة ترفع مستوى “السيتوكينات” الالتهابية في الجسم، لذلك يُنصح بالحد من المشروبات الغازية والحلويات والخبز الأبيض واستبدالها بالحبوب الكاملة مثل الشوفان والكينوا.
4. تناول التوابل المضادة للالتهاب
بعض الأعشاب والتوابل لها مفعول طبي مذهل، منها:
الكركم: يحتوي على مادة الكركمين، وهي من أقوى مضادات الالتهاب الطبيعية. يمكن إضافته للطعام أو تناوله كمشروب مع الحليب.
الزنجبيل: يقلل من آلام العضلات والمفاصل ويكافح الالتهابات المزمنة.
القرفة والثوم أيضًا لهما خصائص قوية في محاربة الالتهابات وتعزيز المناعة.

ثانيًا: الترطيب الجيد وشرب الماء بانتظام
الماء ليس فقط لترطيب البشرة أو تنشيط الدورة الدموية، بل يلعب دورًا أساسيًا في طرد السموم وتقليل الالتهاب. فالجفاف يعيق عمل الخلايا ويؤدي إلى تراكم المواد الضارة في الجسم. يُنصح بشرب 8 أكواب ماء على الأقل يوميًا، ويمكن تعزيز الفائدة بإضافة شرائح الليمون أو النعناع أو الخيار.
ثالثًا: النوم الجيد وموازنة الهرمونات
قلة النوم أو النوم غير المنتظم تُحفّز إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، التي بدورها ترفع مستوى الالتهابات في الجسم. لذا، احرصي على:
النوم من 6 إلى 8 ساعات يوميًا.
تجنب الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.
خلق بيئة هادئة ومظلمة في غرفة النوم.
النوم الكافي لا يُقلل الالتهاب فقط، بل يعزز أيضًا المناعة ويعيد للجسم قدرته على التجدد.
رابعًا: النشاط البدني المنتظم
الحركة اليومية من أقوى الوسائل الطبيعية لمكافحة الالتهاب. ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي السريع، أو اليوغا، أو السباحة تساعد على تحسين الدورة الدموية وتنظيم مستوى السكر في الدم وتقليل الالتهاب.
لكن يجب تجنب المبالغة في التمارين العنيفة التي قد تؤدي إلى إجهاد العضلات وزيادة الالتهاب مؤقتًا. الاعتدال هو المفتاح هنا.
خامسًا: إدارة التوتر والضغط النفسي
التوتر المزمن أحد الأسباب الخفية للالتهابات المستمرة. فحين يظل الجسم في حالة “استنفار” طويلة، يُفرز الكورتيزول والأدرينالين بشكل مفرط مما يؤدي إلى تدمير الخلايا وزيادة الالتهابات الداخلية.
يمكنك تقليل التوتر بطرق بسيطة وفعالة مثل:
ممارسة التأمل أو التنفس العميق لعدة دقائق يوميًا.
قضاء وقت في الطبيعة أو الاستماع للموسيقى الهادئة.
الكتابة التعبيرية لتفريغ المشاعر السلبية.
الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الداعمة، فهي ترفع من هرمونات السعادة وتقلل التوتر النفسي.
سادسًا: تجنّب السموم والمواد الكيميائية
التعرض المستمر للسموم البيئية مثل دخان السجائر، والعطور الصناعية، والمنظفات الكيميائية، وحتى بعض منتجات التجميل، يمكن أن يُحفّز الالتهابات داخل الجسم. لذا يُفضل استخدام بدائل طبيعية قدر الإمكان، مثل الخل الأبيض للتنظيف، والزيوت العطرية الطبيعية، ومستحضرات العناية الخالية من المواد الكيميائية القاسية.
سابعًا: دعم القناة الهضمية
صحة الأمعاء مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمستوى الالتهابات في الجسم. فحين تتضرر بكتيريا الأمعاء النافعة، يُصبح الجسم أكثر عرضة للالتهاب.
لدعم الجهاز الهضمي:
تناولي الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكفير والمخللات الطبيعية.
احرصي على تناول الألياف يوميًا من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة.
تجنبي الإفراط في تناول المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا النافعة.
ثامنًا: الأعشاب والمشروبات الطبيعية
يمكن أن تساعد بعض المشروبات اليومية في تهدئة الالتهابات مثل:
شاي الكركم والزنجبيل: مزيج مضاد قوي للالتهاب.
شاي البابونج: يخفف التوتر ويريح الجهاز العصبي.
ماء الليمون الدافئ صباحًا: يساعد في طرد السموم وتحفيز الكبد.
مغلي النعناع أو إكليل الجبل: يحسّن الهضم ويقلل الانتفاخات.