احتياطي النقد الأجنبي
أعلن البنك المركزي زيادة احتياطياته من النقد الأجنبي إلى 49,5 مليار دولار. فماذا يعنى ذلك ودلالاته؟ ابتداء هذا أعلى رقم سجلته احتياطيات البنك المركزي، وهو رقم يزيد عن واردات ثلاثة شهور ، وهو المعدل الآمن لأي احتياطيات من النقد الأجنبي لأي دولة.
غير أن ذلك لا يعني أننا بلغنا مرحلة التوازن بين إنفاقنا ومواردنا من النقد الأجنبي بعد.. فمازال إنفاقنا يزيد على مواردنا، وهذا يعني أننا ما زلنا رغم زيادة احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي نحتاج لاتخاذ مزيد من الإجراءات والقرارات لخفض إنفاقنا من النقد الأجنبي وزيادة مواردنا..
وتخفيض انفاقنا من النقد الأجنبي الطريق الفعّال لتحقيقه هو خفض وارداتنا من الخارج لفترة زمنية، وهذا كما قلنا سابقا مرارا هنا هو مسئولية الحكومة وليس البنك المركزي.. أما زيادة إنفاقنا فهو يحتاج لزيادة استثماراتنا الصناعية والزراعية أساسا، وليست فقط العقارية التى شهدنا فيها طفرات كبيرة مؤخرا.
أيضا من بين احتياطيات البنك المركزي ودائع لدول عربية مثل السعودية والكويت، ونحن نمد أجل سداد هذه الودائع سنويا الآن، وإن كنّا نتطلع لاستبدالها باستثمارات داخل البلاد، على غرار ما حدث بالنسبة لودائع الإمارات في إطار مشروع رأس الحكمة.
والخلاصة أن زيادة احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي أمر جيد ومهم لمواجهة أي أزمة طارئة في النقد الأجنبي، بما لا يؤثر على قدرتنا لتوفير احتياجاتنا من الخارج، ولكننا مع ذلك مازلنا نحتاج لسد الفجوة الدولارية حتى نحمي عملتنا من هبوط جديد، يزيد التضخم الذي نأمل انخفاضه ويحمى الناس من الغلاء..