فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

العناية بالبشرة بعد انقطاع الطمث، دليل شامل لجمال المرأة في مرحلة النضج

العناية بالبشرة بعد
العناية بالبشرة بعد انقطاع الطمث، فيتو

مع انقطاع الطمث، تدخل المرأة مرحلة جديدة من حياتها تحمل الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية، وأحد أبرز هذه التغيرات يظهر على البشرة. 

فمع انخفاض هرمون الإستروجين، تتراجع نضارة الجلد وتقل مرونته، ويزداد الجفاف وظهور الخطوط الدقيقة.

لكن هذه المرحلة لا تعني نهاية الجمال أو الشباب، بل بداية مرحلة تحتاج إلى رعاية مختلفة وواعية تساعد البشرة على التكيّف مع التحولات الهرمونية واستعادة إشراقها بطريقة طبيعية وآمنة.

في هذا التقرير، نستعرض بالتفصيل أهم التغيرات التي تطرأ على البشرة بعد انقطاع الطمث، مع تقديم نصائح فعّالة وخطط عناية شاملة تساعد المرأة على الحفاظ على نضارة وجهها وجمالها الداخلي والخارجي، وفقًا لموقع OnlyMyHealth.


أولًا: كيف يؤثر انقطاع الطمث على البشرة؟

يبدأ انقطاع الطمث عادة بين سن 45 و55 عامًا، ويترافق مع انخفاض تدريجي في هرمون الإستروجين، الذي يعدّ أحد أسرار شباب البشرة. هذا الهرمون يحفّز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، ويحافظ على الترطيب الطبيعي من خلال دعم إفراز الزيوت في الجلد. ومع نقصه، تظهر عدة تغيرات منها:

فقدان المرونة: تقل كمية الكولاجين بنسبة قد تصل إلى 30% خلال السنوات الخمس الأولى بعد انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى ترهّل البشرة.

الجفاف الشديد: نتيجة لانخفاض إفراز الزيوت الطبيعية، تصبح البشرة أكثر جفافًا وخشونة، خصوصًا في منطقة الوجه والرقبة.

ظهور التجاعيد: الخطوط الدقيقة حول العينين والفم تصبح أكثر وضوحًا بسبب ضعف الأنسجة الداعمة.

شحوب البشرة: يقل تدفق الدم في الأوعية الدقيقة، مما يجعل البشرة تبدو باهتة وغير متجانسة اللون.

زيادة الحساسية: بعض النساء يلاحظن أن بشرتهن أصبحت أكثر حساسية تجاه المستحضرات أو أشعة الشمس.

بشرتك بعد انقطاع الطمث
بشرتك بعد انقطاع الطمث، فيتو

ثانيًا: خطوات العناية اليومية بالبشرة بعد انقطاع الطمث 

1. التنظيف اللطيف

يجب تجنّب الغسولات القاسية أو التي تحتوي على كحول أو عطور قوية، لأنها تجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية. يُفضل استخدام غسول كريمي أو رغوي لطيف يحتوي على مكوّنات مرطبة مثل حمض الهيالورونيك أو الجلسرين.

نصيحة: اكتفي بغسل الوجه مرتين يوميًا فقط، صباحًا ومساءً، لتجنّب الجفاف الزائد.

2. الترطيب العميق

الترطيب هو أهم خطوة في هذه المرحلة. استخدمي كريمات غنية بالزيوت الطبيعية مثل زيت الأرغان أو الأفوكادو أو اللوز الحلو، إضافة إلى مكونات تدعم إنتاج الكولاجين مثل الريتينول أو الببتيدات.

لروتين مثالي: استخدمي مرطب نهاري خفيف قبل وضع المكياج، وكريم ليلي غني بالعناصر المغذية قبل النوم.

3. واقي الشمس ضرورة يومية

حتى لو كنتِ لا تتعرضين مباشرة للشمس، فإن الأشعة فوق البنفسجية تسرّع الشيخوخة الجلدية. اختاري واقيًا بمعامل حماية +30 SPF على الأقل وطبّقيه يوميًا قبل الخروج من المنزل أو حتى أثناء التواجد بالقرب من النوافذ.

4. التقشير المنتظم

يساعد التقشير الخفيف مرتين أسبوعيًا على إزالة خلايا الجلد الميتة وتجديد البشرة. يُفضّل استخدام مقشّرات طبيعية تحتوي على حمض اللاكتيك أو أحماض الفواكه (AHA) بدلًا من المقشرات الخشنة التي قد تسبب التهيج.

5. العناية بالعينين والشفاه

المنطقتان حول العينين والشفاه هما أول من يُظهر علامات التقدّم في السن. استخدمي كريم عيون غني بالكولاجين أو الكافيين، وبلسم شفاه يحتوي على فيتامين E وزبدة الشيا للحفاظ على الترطيب والامتلاء الطبيعي.

ثالثًا: التغذية الداعمة لجمال البشرة

ما يدخل إلى الجسم لا يقل أهمية عما يوضع عليه. التغذية السليمة تساعد على تجديد الخلايا وتعويض الفاقد من الكولاجين.

أكثري من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C (كالبرتقال والفلفل الأحمر) لأنها تساعد على تكوين الكولاجين.

أضيفي الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 (مثل السلمون والجوز وبذور الكتان) لدعم مرونة البشرة.

اشربي كميات كافية من الماء لا تقل عن لترين يوميًا، فالجفاف الداخلي يظهر سريعًا على مظهر الوجه.

قللي من الكافيين والسكريات لأنها تسرّع شيخوخة الخلايا.

رابعًا: العناية من الداخل – توازن الهرمونات ونمط الحياة

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بالعلاج الهرموني التعويضي (HRT) بعد تقييم دقيق للحالة، إذ يساعد على تحسين مرونة البشرة وتقليل الجفاف. لكن هناك طرق طبيعية داعمة أيضًا، مثل:

ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وتجديد الخلايا.

النوم الكافي من 7 إلى 8 ساعات يوميًا، حيث يُنتج الجسم الكولاجين أثناء النوم العميق.

تخفيف التوتر من خلال التأمل أو اليوغا أو المشي في الهواء الطلق، فالتوتر يرفع هرمون الكورتيزول الذي يسرّع الشيخوخة.

بشرتك بعد انقطاع الطمث
بشرتك بعد انقطاع الطمث، فيتو

خامسًا: العلاجات التجميلية الممكنة

بعض النساء قد يلجأن إلى تقنيات بسيطة لتحسين مظهر بشرتهن دون تدخل جراحي، منها:

جلسات الميزوثيرابي أو البايوريفاتالايزيشن التي تعيد الترطيب العميق.

العلاج بالليزر أو الموجات فوق الصوتية لتحفيز الكولاجين الطبيعي.

البوتوكس أو الفيلر الخفيف لتقليل التجاعيد بطرق آمنة ومعتدلة.
لكن يظلّ الأهم هو الاعتدال واختيار ما يناسب نوع البشرة وحالتها بعد استشارة طبيب الجلدية.

 

سادسًا: الجمال النفسي قبل كل شيء

انقطاع الطمث ليس فقدانًا للأنوثة، بل تحول في طاقتها. فالبشرة تتأثر بحالة المرأة النفسية، وكلما شعرت بالرضا والسلام الداخلي، انعكس ذلك إشراقًا على وجهها.

خصّصي وقتًا لنفسك يوميًا للعناية والراحة.

ابتسمي أمام المرآة كل صباح، فالإشراق يبدأ من الداخل.

لا تقارني نفسك بالماضي، بل احتفي بنضجك وجمالك المختلف.


البشرة بعد انقطاع الطمث تحتاج إلى رعاية أكثر واهتمام أعمق، لكنها قادرة على استعادة إشراقها بفضل روتين متوازن يعتمد على الترطيب، التغذية، الحماية، والدعم النفسي. فالجمال لا يتوقف عند عمر معيّن، بل يتجدد مع كل مرحلة جديدة من حياة المرأة، حين تتعامل مع نفسها بحبّ ووعي.