الإمساك عند الأطفال، الأسباب والأعراض وطرق العلاج
علاج الإمساك عند الأطفال، يُعتبر الإمساك من المشكلات الصحية الشائعة التي قد يواجهها الأطفال في مختلف المراحل العمرية، وهو يعني صعوبة في إخراج البراز أو قلة عدد مرات التبرز عن المعدل الطبيعي للطفل.
ورغم أن هذه المشكلة تبدو بسيطة في البداية، إلا أنها إذا استمرت يمكن أن تؤثر على راحة الطفل وحالته النفسية وصحته العامة. لذلك من المهم أن يتعرف الأهل إلى أسباب الإمساك، طرق الوقاية، وأساليب العلاج الفعّالة سواء الطبية أو الطبيعية.
أكدت الدكتور محمد حامد اخصائي أمراض الأطفال، أن الإمساك عند الأطفال مشكلة شائعة عند معظم الأطفال، لكنها قابلة للعلاج والوقاية إذا تعامل الأهل معها بوعي واهتمام.
أولًا: ما هو الإمساك عند الأطفال؟
يُعرّف الإمساك عند الأطفال بأنه خروج براز صلب وجاف، مع عدد مرات تبرز أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، وغالبًا يكون مصحوبًا بألم أو صعوبة أثناء الإخراج. في بعض الحالات قد يؤدي الإمساك المزمن إلى حدوث تشققات شرجية أو خوف الطفل من دخول الحمام مما يزيد المشكلة سوءًا.
ثانيًا: أسباب الإمساك عند الأطفال
الأسباب متعددة، ومن أبرزها:
النظام الغذائي غير المتوازن: قلة تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه، والإفراط في تناول الأطعمة الجاهزة أو الغنية بالدهون.
قلة شرب الماء والسوائل: نقص الترطيب يؤدي إلى جفاف البراز وصعوبة مروره.
التغيرات الروتينية: مثل بدء المدرسة أو السفر، ما يغير مواعيد تناول الطعام أو دخول الحمام.
الإمساك الوظيفي: حين يتجاهل الطفل الرغبة في التبرز خوفًا من الألم أو بسبب انشغاله باللعب.
أسباب طبية نادرة: مثل قصور الغدة الدرقية أو مشاكل في الأمعاء أو التشوهات الخلقية.

ثالثًا: أعراض الإمساك عند الأطفال
قلة عدد مرات التبرز.
خروج براز صلب أو متقطع يشبه الحصى.
ألم وانتفاخ في البطن.
فقدان الشهية أو الميل إلى الغثيان.
قطرات دم على سطح البراز نتيجة حدوث شق شرجي.
قلق أو بكاء أثناء التبرز.
رابعًا: طرق علاج الإمساك عند الأطفال
1. التعديلات الغذائية
الإكثار من الألياف: إدخال الخضروات الطازجة مثل الجزر، الكوسة، والخيار، والفواكه مثل التفاح، الكمثرى، التين، والخوخ، حيث تساعد على تليين البراز.
الحبوب الكاملة: مثل الشوفان، الخبز الأسمر، والأرز البني، وهي بدائل صحية تعزز حركة الأمعاء.
شرب السوائل بانتظام: الماء هو الخيار الأول، بالإضافة إلى العصائر الطبيعية مثل عصير البرتقال أو البرقوق.
2. العادات الصحية
تخصيص وقت منتظم لدخول الحمام: يفضل تشجيع الطفل على الجلوس بعد الوجبات الرئيسية لعدة دقائق حتى تتعود الأمعاء على روتين ثابت.
وضعية جلوس صحيحة: يمكن استخدام مقعد صغير أسفل قدمي الطفل ليسهل عملية الدفع أثناء التبرز.
تشجيع الطفل على الحركة: النشاط البدني يحفز حركة الأمعاء، لذا يُنصح بممارسة الرياضة البسيطة مثل القفز أو الجري.
3. العلاج الدوائي (عند الحاجة)
في بعض الحالات قد يحتاج الطفل:
الملينات الخفيفة: مثل اللاكتولوز أو البولي إيثيلين جلايكول، وهي آمنة للأطفال تحت إشراف طبي.
التحاميل أو الحقن الشرجية: تستخدم فقط عند الضرورة القصوى وبوصفة طبية، ولا يُنصح بالاعتماد عليها لفترات طويلة.
4. العلاجات الطبيعية المنزلية
الزيوت الطبيعية: إضافة القليل من زيت الزيتون إلى الطعام قد يساعد على تليين البراز.
الأعشاب: مثل منقوع البابونج أو اليانسون، حيث تساهم في تهدئة المعدة وتحفيز الهضم.
العسل: للأطفال فوق عمر السنة، يمكن إعطاؤهم ملعقة صغيرة يوميًا للمساعدة في تحسين حركة الأمعاء.
خامسًا: الوقاية من تكرار الإمساك
الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.
تشجيع الطفل على شرب الماء بانتظام.
مراقبة أوقات التبرز وعدم إهمالها.
تقليل تناول الحلويات المصنعة والمشروبات الغازية.
تعليم الطفل التعبير عن شعوره وعدم الخوف من دخول الحمام.

سادسًا: متى يجب استشارة الطبيب؟
رغم أن معظم حالات الإمساك يمكن السيطرة عليها منزليًا، إلا أن هناك مؤشرات تستوجب مراجعة الطبيب فورًا:
استمرار الإمساك لفترة تزيد عن أسبوعين.
فقدان الوزن أو ضعف النمو.
وجود دم متكرر في البراز.
ألم شديد بالبطن أو قيء متكرر.
تاريخ عائلي بأمراض الأمعاء المزمنة.
سابعًا: الدعم النفسي للطفل
الإمساك قد يسبب قلقًا وخوفًا للطفل، خصوصًا إذا ارتبط بآلام متكررة. لذلك على الأهل:
طمأنة الطفل بأن المشكلة مؤقتة وقابلة للعلاج.
عدم توبيخه أو السخرية منه إذا واجه صعوبة في الحمام.
مكافأته عند التزامه بالنظام الغذائي أو الروتين الصحي.