لماذا دخل سيدنا موسى القرية على حين غفلة من أهلها؟ الشعراوي يوضح (فيديو)
تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي، في خواطره حول سورة القصص، قصة ضرب نبي الله موسى لشخص وموته، موضحا سبب دخول نبي الله القرية على حين غفلة من أهلها.
سورة القصص الآية 15
قال تعالى: «وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ».

تفسير الشعراوي للآية 15 من سورة القصص
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: أراد موسى عليه السلام أن يدخل القرية على حين غفلة من أهلها، لأن بني إسرائيل كانوا مُضطهدين، وكان القبط في بعض المدن ذاتَ الكثافة العددية منهم يُحرِّمون على بني إسرائيل دخول قراهم؛ لذلك اختار موسى وقت غفلة الناس، لكنه لم يدخل في الليل لأنه لا يهتدي إلى الطريق، فقيل: دخلها وقت القيلولة والناس في بيوتهم.
موت شخص على يد النبي موسى
وتابع الشيخ الشعراوي: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هذا مِن شِيعَتِهِ} [القصص: 15]، يعني: من بني إسرائيل {وهذا مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص: 15]، يعني: القبط {فاستغاثه} [القصص: 15]، أي: طلب منه العَوْن والنجدة {فَوَكَزَهُ موسى} [القصص: 15]، يعني: ضربه بجُمْع يديه، فجاءت نهاية القبطي وأجله مع هذه الضربة، لا أنه مات بها، وكثيرًا ما تحدثُ هذه المسألة في شجار مثلًا بين شخصين، فيضرب أحدهما الآخر فيقع ميتًا، وبتشريح جثته يتبين أنه مات بسبب آخر.
وضرب الشعراوي مثالا لذلك قائلا: حين تكلِّف شخصًا بقضاء حاجة لك، أو تُوسِّطه في أمر ما، فيدخل عند المسئولين ويسعى إلى أن يقضي لك حاجتك فتقول: (فلان قضالي كذا وكذا) وهو في الحقيقة ما قضى في الأرض إلا بعد أن قضى الله في السماء، لكن الله تعالى أراد أنْ يُكرم الواسطة، فجعل قضاءها موافقًا لقضائه سبحانه، فنقول في هذه الحالة: قضي الله المصلحة معه لا به.
واختتمالشيخ الشعراوي حديثه بقوله: كان القبط كما قُلْنا يكرهون بني إسرائيل ويُعذِّبونهم، فلما قتلَ موسى القبطي زاد غضبهم وكراهيتهم لبني إسرائيل؛ لذلك أحسَّ موسى أن هذا العمل من الشيطان، ليزيد هذه العداوة {إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} [القصص: 15].
معلومات عن الشيخ محمد متولي الشعراوي
نشأ الشيخ الشعراوي في بيئة ريفية بسيطة، إذ ولد بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، في 15 أبريل عام 1911م، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
مؤلفاته
وقد حفظ الشيخ الشعراوي علمه وكتب له البقاء لعديد الأجيال في عدة مؤلفات علمية منها: “معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة”.
وفاة إمام الدعاة
وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ الشعراوي عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.