رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في ذكري ميلاد «الجنرال».. «محمود الجوهري» مؤسس نظام الاحتراف.. شارك في حرب 73.. صعد بالفراعنة للمونديال في 90.. أزمته مع «المايسترو» أنهت مسيرته في الأهلي.. والجماهير هتف


يعد محمود الجوهري، رائدًا من رواد لعبة كرة القدم في مصر ولا يستطيع أحد أن ينسي إنجازات "الجنرال الراحل" فقد بدأ لاعبا، فمدربًا ثم خبيرًا، ومات بعيدا عن وطنه ليظل ذكري سعيدة تتحدث عنها الأجيال.


يحتفل عشاق الرياضة المصرية بذكري ميلاد "جنرال الرياضة المصرية" والتي تخلد دائمًا كلوحة زيتية دائمًا يراها الجميع دائمًا بأجمل صورة، غاب عنا الجنرال الجوهري بجسده ولكنه سيظل حيًا في ذكرانا.

مولده
ولد محمود الجوهري 20 فبراير 1938، بحي حلوان، بدأ ضابطًا في الجيش المصري وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973م حيث كان ضابطًا برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة، متزوج وله ابنتين وولد واحد أحمد لم يكمل مشواره في كرة القدم بعد أن لعب لعدة سنوات في نادي هليوبوليس، ولكنه اعتزل وتفرغ لعمله الخاص.

ومحمود الجوهري هو من ذرية الإمامين الحسن والحسين وسيف الله المسلول خالد بن الوليد من البطون، فزوجة جده الأكبر الشيخ أحمد الجوهري الكريمي الخالدي.

مشواره مع كرة القدم
بدأ محمود الجوهري تاريخه مع كرة القدم منذ أن كان في المرحلة الإعدادية عندما برزت موهبته ولفتت نظر أحد أساتذته فطلب منه الانضمام إلى النادي الأهلي وكان ذلك عام 1955 وبعد عام واحد فقط انضم للفريق الأول بالنادي بعد أن لمع اسمه في صفوف الناشئين وأحرز أول أهدافه للقلعة الحمراء في أبريل من عام 1965 وكان في مرمى فريق الإسماعيلي في مسابقة الدوري العام وهي المباراة التي انتهت بفوز الأهلي بهدفين مقابل لا شيء ليعلن الجوهري عن نفسه ويصبح أحد نجوم الكرة الكبار.

اعتزاله
تاريخ الجوهري كلاعب كان قصيرا نظرا لاعتزاله المبكر نتيجة لتعرضه لإصابة خطيرة في ركبته اليسري وفشل الأطباء وقتها في علاجه ليضطر بعدها لإعلان اعتزاله، لكنه رغم قصر فترة بقائه في الملاعب فإنه حقق إنجازات عديدة وبطولات كثيرة حيث فاز مع الأهلي بـ6 بطولات للدوري العام وثلاث لكأس مصر وواحدة في دوري القاهرة وبطولة لكأس الجمهورية العربية المتحدة.

أزمته مع الأهلي
لـ «الجوهري» بطولات وحكايات وأزمات وصراعات، لكن أزمته مع مجلس إدارة الأهلي عام 1985 هي الأشهر في مشواره، حيث انتهت بسببها علاقته بالقلعة الحمراء، وعلاقته بأقرب صديق إليه، صالح سليم، فقبل لقاء الأهلي والزمالك في دور الثمانية بكأس مصر عام 1985 بـ10 أيام، قدم «الجوهري» استقالته من تدريب الفريق، بدعوى تدخل حسن حمدي، المشرف العام على الكرة، وهاني مصطفى، مدير الكرة، في عمله.

اشترط «الجوهري» للعودة إلى تدريب الفريق الأول، أن يتولى بنفسه كل الشئون الفنية والإدارية، أي أنه لا يريد هاني مصطفى، مديرًا للكرة، أو حسن حمدي، مشرفًا على الكرة، على أن يحاسبه مجلس الإدارة في نهاية الموسم، وهو ما رفضه مجلس الأهلي بقيادة صالح سليم، رئيس النادي آنذاك.

وأخطر حسن حمدي لاعبي الفريق باستقالة «الجوهري»، فانزعج اللاعبون من استقالة «الجنرال»، واتجهوا إلى منزله ليتعرفوا على أسباب الاستقالة، ومطالبته بالاستمرار في مهمته.

وأدلي «الجوهري» بتصريحات للصحف صعّد بها الأزمة، حيث قال إن نصف مجلس الإدارة بما فيهم صالح سليم، رئيس النادي كانوا ضد تعيينه، وإن حسن حمدي يتدخل في عمله، ويتعدى حدود مهامه، وإن إعداد وتطوير أرضية ملعب «مختار التتش» تأخر عن الموعد المحدد، وترتب على ذلك أن تدرب الفريق على ملعب خارج النادي وهو ملعب اتحاد الشرطة مما يقلل من تركيز اللاعبين.

بعد ذلك انعقد مجلس إدارة الأهلي، وقرر بالإجماع قبول استقالة «الجوهري»، دون أن يستدعيه المجلس لمناقشته في الاستقالة، وذلك بسبب تصريحاته الإعلامية، وقرر تعيين هاني مصطفى، مدربًا عامًا، وتكليف حسن حمدي، عضو مجلس الإدارة، بتولي منصب مدير الكرة، وأصدر المجلس بيانًا أعلن فيه قراراته، ورد على تصريحات «الجوهري»، التي اتهم فيها المجلس بمحاولة عرقلة مسيرته.

وعلى مستوى طرق اللعب، كان أول من طبق طريقة لعب 5-4-1 في كأس العالم 90 والتي اتبعها كل المدربين المصريين بعد ذلك، وأول من استخدم طريقة 4-4-2 من المدربين المصريين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002، بل كان المدرب الوحيد الذي طبق 2-1-2-1-4 الذي ابتدعها الإيطالي أريغو ساكي.

مؤسس نظام الاحتراف
الجوهري هو مؤسس نظام الاحتراف في مصر منذ عام 1990، وأكثر من شجع اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف في أوربا وعلى رأسهم هاني رمزي وأحمد حسن وغيرهم، وعلى الرغم من اعتراف الجوهري بعد ذلك بأن نظام الاحتراف في مصر لا يزال قاصرا، فإنه أكد أن الإيجابيات موجودة، أبرزها أن اللاعب بات يبذل قصارى جهده ليستطيع الانتقال إلى ناد أفضل وأنه قنن حركة اللاعبين إلى أوربا بدلا من انتقال المواهب مجانا دون استفادة الأندية منهم.

صراعه مع المرض
الصراع الجوهري لم يستمر طويلا مع المرض، مثلما تصارع مع كرة القدم حتى كتب اسمه في تاريخ الكرة العربية، ليرحل صاحب أشهر هتاف عرفته الكرة المصرية في تاريخها الطويل "جوهري- جوهري" الذي كان يرج أنحاء القاهرة عقب تأهل الفراعنة لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، وذلك بعد غياب 56 عاما، وبعد كل انتصار يحققه المنتخب المصري بعد ذلك، حتى أن الجماهير كانت تقف أمام منزل الرئيس المصري السابق حسني مبارك لتهتف باسم الجوهري ولم يكن الأمن يتدخل في ذلك على عكس الأحوال الطبيعية وقتها.

وعلى الرغم من فوز الجوهري بالدوري الممتاز ست مرات مع النادي الأهلي، وفوزه بلقب هداف كأس الأمم الأفريقية عام 1959 التي انتزعت مصر كأسها، فإن سيرته كمدرب فاقت هذه الإنجازات وطغت عليها.

Advertisements
الجريدة الرسمية