رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تثبيت الكثبان الرملية.. مهمة صعبة يخوضها "بحوث الصحراء" لفتح آفاق الاستثمار الزراعي في سيوة

الدكتور عبد الله
الدكتور عبد الله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء
تمثل الكثبان الرملية تهديدا واضحا على مخططات التوسع في الرقعة الزراعية بصحراء واحة سيوة، وهو ما يعمل مركز بحوث الصحراء أحد الأذرع البحثية لوزارة الزراعة على مواجهته بالسبل العلمية الدقيقة من خلال قسم الكثبان الرملية بالمركز.


 وتقدر الكثبان الرملية بقرابة 16% من إجمالي مساحة مصر أي أكثر من 1600 كيلو متر مربع، ويوجد 82% من تلك الكثبان في الصحراء الغربية في بحر الرمال الأعظم، وتمثل عائقا لاستثمارات التوسع الزراعي والعمراني إلى جانب تهديدها الطرق والمجاري المائية المقامة بالقرب منها بالطمر، وهو ما عمل مركز بحوث الصحراء منذ تأسيس قسم الكثبان الرملية منتصف الثمانينيات على إعداد الدراسات والبحوث التطبيقية لمواجهة خطورة تحرك الكثبان الرملية بفعل الرياح حيث يمكن للرمال التي تحملها الرياح السريعة أن تشكل أثرا مدمرا على المناطق العمرانية والمشروعات الاستثمارية والبنية التحتية.


محرر فيتو خلال لقاءه مع الدكتور عبد الله زغلول أعلى احدى الكثبان الرملية في سيوة

"فيتو" رافقت فريقاً علمياً من مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي يرأسه الدكتور عبد الله زغلول رئيس المركز لتفقد واستكشاف الكثبان الرملية في سيوة التي تقع على بداية الحافة الشمالية لبحر الرمال الأعظم.

وكشف الدكتور عبد الله زغلول أن المركز نفذ خلال العقود الثلاثة الأخيرة عدة نماذج تطبيقية لتثبيت الكثبان الرملية في مصر ومنها ما تم في واحة سيوة التي تقع على الحافة الشمالية من بحر الرمال الأعظم  وتوجد بها مساحات كبيرة من الكثبان الرملية وتعتبر متأثرة  جدا بمخاطر الكثبان الرملية بسبب انخفاضها عن سطح البحر بقرابة 26 متراً، ونجح المركز من خلال مشروع تثبيت الكسبان الرملية من خلال استغلال مياه الصرف الزراعي في السيطرة على مساحات كبيرة من الكثبان ووقف أثرها السلبي بعمليات التثبيت التي تعتمد على دراسة اتجاهات الرياح وتحديد المناطق الأكثر تأثرا بحركة الكثبان الرملية، وتثبيتها بزراعة أنواع مجربة من الأشجار التي تعمل على منع حركة الرمال مثل أشجار الكافور والجازورين والبروسوبس، وريها بمياه الصرف الزراعي، إلى جانب تثبيت مصدات رياح من جريد النخيل.



الدكتور عبد الله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء يتفقد احدى مصائد الرمال

ولفت إلى أن واحة سيوة قبل بدء عمل مركز بحوث الصحراء في تطبيق نماذج تثبيت الكثبان كانت  تنقسم إلى جزئين الأول يضم كافة الزراعات القديمة ويحدها مصرف زراعي متاخم لمساحات شاسعة من الصحراء لم يكن يقبل الأهالي على زراعتها بسبب زحف الكثبان الرملية قبل تطبيق نماذج مركز بحوث الصحراء والتي تأتي ضمن عمليات التوسع الأفقي في الرقعة الزراعية، لسد الفجوة الغذائية، ويمكن أن نحقق ذلك خلال السنوات المقبلة خاصة مع اتساع مساحة الكثبان إلى قرابة 1600 كيلو متر مربع في كامل مساحة مصر.

خلال رحلتنا لاستكشاف سيوة تعرفنا على الدكتور أنور بكر نائب رئيس محطة بحوث سيوة التي تتبع مركز بحوث الصحراء، وهو من أهالي الواحة، هؤلاء  اللذين اثقلتهم التجارب ليكونوا في خدمة أهالي سيوة وترس في عجلة تنميتها.



الدكتور أنور أبو بكر نائب رئيس محطة بحوث سيوة

يعتبر الدكتور أنور أحد الرواد في تنفيذ النماذج التطبيقية التي بدأها مركز بحوث الصحراء في مناطق الكثبان الرملية بواحة سيوة  قبل عقدين، وكانت المرشد الأول لأهالي الواحة للتوسع في الزراعة في محيط الكثبان دون القلق من طمر زراعاتهم أو المصارف والترع التي تنقل المياه لأراضيهم.

يقول أبو بكر: قسم الكثبان الرملية في مركز بحوث الصحراء هو الوحيد من نوعه في كافة الهيئات البحثية المصرية المهتم بدراسة هذه الطبيعة النادرة ، فبدون تثبيت للكثبان بدراستها بعمق نفوت على أنفسنا استغلال 16% من مساحة مصر وهي المساحة التي تغطيها الكثبان وبها بالفعل مناطق مبشرة وصالحة للاستصلاح الزراعي ونمو المجتمعات، وخلال السنوات الأخيرة نشأت زراعات واسعة أسفل مناطق الكثبان بعد تثبيت الكثبان الرملية فيها.

وسرد أبو بكر طريقة تثبيت الكثبان من بدايتها  بزراعة مصائد الرمال أسفل الكثيب، وهي 8 أعمدة معدنية قصيرة على جافتها العليا فتحات طولية الشكل، ويتم تثبيتها بشكل دائري في الاتجاهات الرئيسية الأربعة، وبعد تثبيت المصائد يتم قراءة النتائح مع كل شهر لتحديد الاتجاه الرئيسي الذي تنشط فيه الرايح مملة باكبر كميه من الأتربة وعند تحديد هذا الاتجاه فإنه يكون هو الموضع الرئيسي لحركة الكثبان وعندها تقوم الفرق العلمية المتخصصة  بنشر المصدات أولا ثم يمكن زراعة الغابات الشجرية، وبعدها يمكن العمل على تأسيس المزارع أسفل الكثبان بعد السيطرة على مخاطرها الكبيرة التي تهدد الاستثمارات ونشأة التجمعات الزراعية الكبيرة. 
Advertisements
الجريدة الرسمية