رئيس التحرير
عصام كامل

«الخطبة المكتوبة» آخر آليات وزير الأوقاف لمواجهة التطرف.. «العواري»: تحول الخطباء إلى قارئي نشرات.. تعرقل إبداع الأئمة.. سعاد صالح تطالب بحوار مجتمعي.. أبو هاشم: خطوة في طريق تجديد

فيتو

منذ أيام قليلة، أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن تشكيل لجنة علمية لإعداد موضوعات خطب الجمعة بشكل يتناسب مع روح العصر، وتعميم الخطبة المكتوبة.


اقرأ..«الأوقاف» تشكل لجنة علمية لإعداد وصياغة «خطب الجمعة»

يأتى ذلك بعد عامين بالتمام والكمال من تجربة تعميم الخطبة الموحدة على جميع مساجد الجمهورية، والتي أقرها وزير الأوقاف، منتصف يوليو من عام 2013 عقب الإطاحة بحكم الإخوان مباشرة، لمواجهة التطرف والإرهاب.

اقرأ أيضًا.. وزير الأوقاف: الخطبة الموحدة ضرورية لمنع الخلايا النائمة

استياء العلماء
وأثار القرار استياء بعض علماء الأزهر، وإشادة البعض الآخر، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الأوقاف، أن موضوع خطبة الجمعة المكتوبة ليس سياسيا، وسيبدأ هو بنفسه أولا.

شاهد.. وزير الأوقاف: الخطبة المكتوبة ليست سياسية

فيما حشد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، قيادات الوزارة لتأييد الخطبة المكتوبة بعد أن عقد اجتماعا بهم مساء الإثنين الماضي، وأعلن في بيان، إشادة مسئولى الديوان العام بها.

ومن المقرر، أن يعقد الدكتور محمد مختار، اجتماعا مع وكلاء الوزارة على مستوى الجمهورية، لشرح فكرة الخطبة المكتوبة وضوابطها.

في الوقت نفسه، قال الدكتور عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن الكلية تخرج نواة ومشاريع علماء، والخريجين يستطيعوا من خلال اطلاعهم وقراءاتهم المختلفة، أن ينشئوا الكلام إنشاء.

وأضاف العوارى في تصريح خاص لـ"فيتو،" أن تعميم موضوع الخطبة المكتوبة على أئمة المساجد سيحولهم إلى قارئى نشرات إخبارية، مطالبا وزارة الأوقاف بأن تحدد هي موضوع الخطبة، وتترك الفرصة للإمام ليبدع ويتأمل ويفكر، ويبنى خطبته بناء على الموضوع المحدد مسبقا.

وأشار عميد كلية أصول الدين، إلى أنه لابد من ترك الدعاة لفكره وتحديد الموضوعات من قبل وزارة الأوقاف، وإن وجدت فيها أي مخالفات تتم محاسبته فورا، لافتا إلى أن ترك الإمام يبدع ويستعين بالعلوم التي درسها وبما فتح له الله به، سيكون له تأثير كبير على المصلين، الذين لا تحدثهم الخطبة المكتوبة.

وأوضح العوارى، أن تقديم الخطبة مكتوبة للأئمة، سيجعلهم ليسوا في حاجة إلى القراءة والاطلاع، وينتظرون الموضوع المكتوب كل أسبوع، وسيغلق ذلك باب التفكير والإبداع والتجديد.

ونوه عميد كلية أصول الدين إلى أنه لن يتأتى التجديد طالما يلتزم الإمام بما مكتوب ومسطور له في الورقة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة سعاد صالح أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن هناك بعض أئمة المساجد المتشددين يتحدثون خلال خطبة الجمعة عن موضوعات لا تجذب الناس إلى الإسلام وخاصة الشباب.

وأضافت في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن هناك الكثير من المشكلات التي تواجه الشباب في العصر الحالى، ولم يتعرضوا لها على الإطلاق، ضاربة المثل بختان الإناث الذي يمارس حاليا في القرى والأرياف، والعلاقات الزوجية وغيرها.

ولفتت أستاذ العقيدة والفلسفة، إلى أن ترك الخطباء يختارون بأنفسهم موضوع الخطبة، من الممكن أن يؤدى إلى قيام البعض منهم ببث سمومه الفكرية وأفكاره التشددية في أذهان الناس، ما يؤدى إلى حدوث ما لا يحمد عقباه.

وقالت إنه لا بد من إجراء حوار مجتمعى يشارك فيه أئمة من مستويات مختلفة، وتتم مناقشتهم في المشكلات التي تشهدها مصر حاليا، وبناء عليه يتم الابتعاد عن تعميم الخطبة المكتوبة، ويسيروا في تيار صفته الوسطية، وكل منهم يعبر بأسلوبه.

فيما، أشاد الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، بقرار وزير الأوقاف، بتشكيل لجنة علمية لإعداد خطب الجمعة بما يتوافق مع روح العصر الحديث من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية، وتعميم الخطبة مكتوبة على مساجد الجمهورية.

تجديد الخطاب الديني
وقال أبوهاشم في تصريح لـ«فيتو»، إن الخطبة المكتوبة تجعل الموضوع الذي يتناوله الإمام مركزًا ومحددًا، والكلمات مضبوطة شكلًا، فضلًا عن تحديدها بوقت يلتزم به الجميع الأئمة، ما يقضي على حالة النفور التي تحدث للمصلين بسبب الإطالة.

وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، أن موضوع الخطبة المكتوبة مطبق في معظم الدول العربية، وفيه يلتزم الأئمة بما هو مكتوب، وتجنب الإتيان بأي عبارة تفسد الخطبة بشكل عام، لافتًا إلى أنها خطوة جيدة في طريق تجديد الخطاب الديني.
الجريدة الرسمية