رئيس التحرير
عصام كامل

بين سعاد حسني ومحمد رمضان !

كثيرون يعرفون أن الكاتب والشاعر والمؤلف والممثل عبد الرحمن الخميسي هو من اكتشف النجمة الراحلة سعاد حسني.. كانت سعاد حسني قد نالت لأسباب مختلفة حظا بسيطا من التعليم لكن عبد الرحمن الخميسي لم يستسلم لذلك وذهب سريعا معها إلي عملية صناعة نجمة حقيقية تمتلك -علي الأقل- الأسس الطبيعية لأي فنان فكانت جلسات مكثفة معها واستقدم لها الفنان الكبير إبراهيم سعفان ليعلمها العربية بشكل جيد ويدربها علي مخارج الألفاظ والنطق السليم للجمل والمصطلحات وأثر فيها جدا وحولها بالفعل إلى مستوى آخر مما دفعها لأن ترد له الجميل فيما بعد وتفتح له أبواب العمل في السينما !


بعد عبد الرحمن الخميسي -الذي أنهي مهمته وراح يكتشف آخرين وأخريات مثل شمس البارودي- وجدت سعاد حسني ضالتها في الشاعر والمبدع الكبير الراحل صلاح جاهين الذي أضاف كثيرا لوعي سعاد حسني واستطاع ان يحول طريقة تفكيرها لتمتلك عقلا نقديا قادرا منفردا علي التحليل والتقييم واتخاذ المواقف ورغم ذلك لم يتخل عنها بل كان شريكا في اختيار أعمالها التي لم يكتبها هو فضلا عما كتبه مثل "خلي بالك من زوزو" و" أميرة حبي أنا" و"شفيقة ومتولي" وصولا إلي "هو وهي" !

طائرة ياسمين صبرى!

ثم كان زوجها علي بدرخان الذي أضاف إلي ما أضافه صلاح جاهين الذي كان صوت ثورة يوليو وزعيمها وكان المعبر عنها فنيا مع آخرين مثل أحمد شفيق كامل وآخرين.. بينما كان بدرخان يساريا له مواقف بعضها يتفق مع جاهين وبعضها يختلف.. لكن في كل الأحوال أضاف إلى شخصية النجمة الكبيرة سعاد حسني أبعادا أخرى وصارت هي جزءا من جلسات السياسيين في مرحلة السبعينيات ولم يكن أغلبهم أو حتي جميعهم علي اتفاق مع السلطة وقتها !!

هاجر عبد الرحمن الخميسي وانشغل إبراهيم سعفان وغادر علي بدرخان حياتها ورحل صلاح جاهين.. لكن بقي ما زرعوه وصنعوه في شخصيتها.. وحولها إلى نجمة ذات تركيبة خاصة تتطلع لتؤدي دور تحية عبد الناصر وجعلها تسجل برامج شعرية في إحدي الإذاعات وترفض بكبرياء مساعدة بعض أمراء الخليج لها وتقبل العلاج على نفقة وطنها !

الحل الوحيد لحوادث الطرق!!

إنتهى المقال.. ليس في سيرة محمد رمضان ما يمكنه أن ينافس أو يقارن بسندريلا العرب سعاد حسني إلا ما نعرفه وتعرفونه والذي أدى به وهو في هذه السن الصغيرة إلي كل هذه المشاكل والسقطات.. فلا معلم ولا أبا روحيا.. تركوه هكذا ولم يقدم له أحد النصيحة المخلصة.. وقد يكون ضحية من حوله.. لكن.. هذا ما جري.. والسلام!
الجريدة الرسمية