رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. سجون خمس نجوم..فنجسال سجن الـ LCD والطبخ والمزيكا.. استغرق بناؤه 10 أعوام بتكلفة 252 مليون دولار يتسع لـ 252 سجينا ومركز العدالة زجاجي "الزنازين".. ويتسع لـ 205 سجناء

فيتو

المعروف عن السجن أنه مكان مرتفعة أسواره، كلاب للحراسة وجنود هنا وهناك، كل هذا وأكثر لحرمان المحكوم عليه من حريته وممارسة حياته بصورة طبيعية عقابًا على جرم اقترفه.

لكن بعض سجون أوربا وأمريكا لها شأن آخر، حيث يرى القائمون على المنظومة الأمنية بها أن السجن وسيلة جديدة لتأهيل السجناء وتعليمهم كي يستطيعوا الاندماج في المجتمع عقب خروجهم من السجن، بالإضافة لتغيير نظرة المجتمع عن السجين بعد خروجه من محبسه، والسبل الكفيلة بعدم عودته مرة أخرى للجريمة والسجن، بل إن بعض الدول سعت إلى توفير حياة مرفهة بداخل تلك السجون وهو ما ظهر في بعض منها، حيث شملت عنابر عائلية، كما التزمت أخرى بتدريب السجناء يوميًا على الرقص الجماعي، بالإضافة السجن الترفيهي الذي بدا وكأنه فندق ضخم يحوى العديد من سبل الترفيه للسجناء، وهو ما برر بأنه وسيلة لخلق مناخ وحياة جديدة للسجناء حتى لا يعودوا إلى ممارسة أعمالهم الإجرامية السابقة.

"هالدن فنجسال" هو سجن نرويجي، إذ أنه من الطبيعي أن يذهب المجرمون والخارجون على القانون إلى السجن، هكذا يحدث في كل دول العالم وهكذا يحدث في النرويج ولكن مع فارق بسيط، فالسجن في النرويج يعني شاشات LCD ودروس لتعلم الطبخ وفرق للموسيقى وساحات للألعاب الرياضية يبدأ تميز سجن هالدن من المكان الذي تم بناؤه فيه، حيث تم بناؤه وسط الأشجار والنباتات في إحدى الغابات، وأتقن المعماريون جعله يتناسق ويتناغم مع البيئة المحيطة ليبدو كما لو كان جزءًا منها.

لذا استُعمل القرميد الأحمر والحديد المطلي وخشب الخيزران في واجهات مبنى السجن، وتمت إحاطته بسور أسمنتي بارتفاع ستة أمتار لكن مع تغطيته بالأشجار.

استغرق بناء سجن هالدن 10 أعوام و252 مليون دولار بطاقة استيعابية تصل لـ252 سجينًا، وتم تزويده بمرافق وتجهيزات تجعل من حياة النزلاء مريحة وميسرة من خلال تزويد عنابرهم بشاشات LCD وأجهزة كهربائية صغير لحفظ المأكولات والمشروبات، بجانب وجود غرف جلوس ومطبخ مشترك لكل 10-12 عنبر.

أما سجن مركز العدالة في ليوبين – النمسا يقع في مقاطعة ستيريا، ويتسع لنحو 205 سجناء وهو سجن زجاجي فخم يبدو كما لو كان مقرا لإحدى الشركات العالمية.

التنافس والتفرد في إسبانيا جاء من خلال سجن أرانجويز، والذي يعد السجن الوحيد في العالم الذي يحتوي على عنابر عائلية تُشعر السجين كما لو كان في منزله، فالزنزانة تحتوي على صور شخصيات كارتونية معلقة على الحائط، ويضم السجن أماكن لعب الأطفال ليقضوا فيها أوقاتًا ممتعة مع آبائهم! يقع السجن على بعد 40 كيلومترًا جنوب مدريد، ويحتوي على 36 عنبرًا عائليًا.

أما سجن "سان بيدرو" يعد أكبر سجن في لاباز، بوليفيا، ويضم نحو 1500 سجين، وخلافًا عن غيره من السجون عبر العالم، فإن سجن سان بيدرو يعتبر مدينة صغيرة يعيش فيها السجناء مع عائلاتهم، وينظمونها بأنفسهم يبيعون ويشترون فيها ويفتتحون مطاعم وصالونات للحلاقة ومتاجر لبيع المواد الغذائية بل يحوي فندقًا يستقبلون فيه السياح من جميع أنحاء العالم!

ينقسم سان بيدرو إلى ثمانية أقسام، منها الفقيرة جدًا والفاخرة التي توفر للسجناء الميسورين ماديا فرصة العيش في زنزانات أو بالأحرى غرف مريحة وواسعة مزودة بحمام ومطبخ خاص إضافة إلى جهاز التلفاز والجاكوزي.

وعلى الرغم من أن السلطات تمنح السجناء حرية نسبية، فهي بالمقابل تجبرهم على دفع ثمن إقامتهم في الزنازين، مهما كان حجمها صغيرة أو كبيرة، نظيفة كانت أو قذرة. 

كما تعرض بعضها للبيع إذ يبلغ سعر الزنزانة الفاخرة في قسم "لا بوستا" نحو 1000 إلى 1500 دولار أمريكي لقضاء مدة العقوبة كاملة، ولكن مع ذلك يعيش معظم السجناء في زنازين مزدحمة وقذرة.

ولدفع الإيجار أو شراء الزنازين، يشتغل معظم السجناء مثلهم مثل الأحرار، إذ يعمل بعضهم بائعين في محال البقالة أو المحال الأخرى، وبعضهم في النجارة والحلاقة.

سجن "سيبو هو" يقع في مدينة سيبو في الفلبين، وفيه يدرب السجناء يوميًا على الرقص الجماعي كنوع من أنواع الترفيه والعلاج النفسي للسجناء، يشترك في هذه العروض نحو 1500 سجين، ويتم بيع العروض التي يقومون بتأديتها وتوزيع أرباحها على إدارة السجن والسجناء.

وفي السبت الأخير من كل شهر تقوم الجهة الحكومية المسئولة عن السجن "سيبو كابيتال" في جزيرة سيبو الفلبينية بتأمين باصات تنقل مجانا الراغبين بزيارة السجن لمشاهدة النزلاء الراقصين هناك.

ولدى وصول الزوار السجن يستقبلهم السجناء بحماس شديد، قبل أن تصدح مكبرات الصوت في تمام الساعة الثالثة ظهرًا بموسيقى راقصة يتحول معها السجناء إلى راقصين محترفين.
الجريدة الرسمية