رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة الأرثوذكسية تبدأ الصوم الكبير.. يحظر فيه أكل ذات الروح والأسماك لمدة 55 يوما.. يبدأ بـ"أحد الكنوز" وينتهي بأسبوع الآلام.. يختلف موعده من عام لآخر حسب عيد القيامة

الكنيسة الأرثوذكسية
الكنيسة الأرثوذكسية - صورة أرشيفية
18 حجم الخط

بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أمس الإثنين الصوم الكبير الذي يستمر 55 يومًا، وهو أحد الأصوام المسيحية الذي تختتمه الكنيسة باحتفالات عيد القيامة.


ويعد الصيام الكبير هو أحد طقوس الكنيسة الشرقية وأطلق عليه الصوم ( الكبير أو الطويل ) نظرًا لطول مدته ويضم هذا الصيام أسبوع الاستعداد، وكذلك الأربعين يومًا التي صامها المسيح صوما انقطاعيا، وأسبوع الآلام الذي تعذب فيه المسيح على يد اليهود.

وفقًا للطقوس الكنسية فإن الصيام فترة للنمو الروحي، والقراءات والصلوات، والقداسات الإلهيى، وإن موعد ذاك الصيام يختلف من عام لآخر وفقًا لقاعدة حسابية تحدد وفقًا لقدوم عيد القيامة الذي لا يتزامن مع موعد عيد الفصح وإنما في الأسبوع التالي له، وهو ما تسير عليه المسيحية منذ قرونها الأولى.

وكان البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قال خلال عظته الأسبوعية الأربعاء الماضي إن " البعض يطلق على فترة الصيام الكبير موسم التوبة، لكن التوبة في كل وقت، لكنها فترة متضمنة أسبوع الآلام وهي فترة تحتاج لاستعداد ذهني وقلبي وجسدي ".

وشدد البابا على أن يجتهد الجميع خلال أيام الصوم لتكون فترة مغايرة تماما وينشغل الإنسان بالله والسماء والحياة الروحية، وهو الأمر الذي ينعكس على حياة كل إنسان وأسرته.

ويستمر الصوم الكبير سبعة آحاد وفي الأحد وفي ختامها تكون احتفالات العيد، فإذا يلقب يوم الأحد للأسبوع الأول بأحد الكنوز أو الهداية وذلك لأنه تبدأ أنظار الصائمين إلى التحول إلى ـ الملكوت ـ والتوبة والصلوات.

والأحد الثاني إحدى التجارب التي جرب فيها المسيح الشيطان وانتصر عليه، وهو إشارة لانتصار الإنسان على العثرات والشهوات الأرضية.

أما الأحد الثالث يلقب بأحد الابن الشاطر نسبة لتحنن الله على الخاطئين الذين عادوا بتوبه، والأحد الرابع يدعى أحد السامرية إشارة إلى قوة الإنسان حال التزامه بالأقوال الكتابية والصلوات.

ويدعى الأحد الخامس " المخلع" رمزا إلى الخاطئ الذي هدته الخطيئة وقد شدده الله وشفاه، والسادس هو أحد التناصر يرمز للاستنارة بالمعمودية والحياة الجديدة.

أما عن الأحد السابع في الصيام فيسمى أحد الشعانين والذي استقبل فيه اليهود المسيح بالزعف وأغصان الزيتون، ورمز لاستقبال التائبين لله، ويعقبه أسبوع الآلام الذي دائمًا ما تقام فيه صلوات وطقوس كنسية معينة تسمى " البصخة " التي ترمز لتعذيب المسيح وصلبه وقيامته، ويعقبها عيد القيامة.

وأسبوع الآلام هو الذي يقام خلاله صلوات تقديس " زيت الميرون " المسحة المقدسة، والمقرر إقامتها في دير الأنبا بيشوي برئاسة البابا تواضروس وحضور أعضاء المجمع المقدس، وفقًا لما انفردت به" فيتو " والذي يبدأ تقديسه في أبريل المقبل، ويظل الميرون بالدير لحضور صلوات أسبوع الالآم كاملة.

جدير بالذكر أن الصيام الكبير الذي بدأ اليوم يحظر فيه أكل ما فيه روح والأسماك، مثل الصوم الصغير أو صيام الميلاد، وهذا إشارة إلى مزيد من التقشف والزهد.
الجريدة الرسمية