رئيس التحرير
عصام كامل

عائلة ألمانية تأوي أسرتين لاجئتين من سوريا

لاجئى سوريا - صورة
لاجئى سوريا - صورة أرشيفية

وافقت السلطات الألمانية للعائلات السورية المقيمة بألمانيا استقدام أقاربها من سوريا شرطَ تحمل تكاليف السفر ونفقات الإقامة.

DW عربية زارت إحدى العائلات في برلين للوقوف على معاناتها وسط الحرب وشعورها بعد مغادرة سوريا.

"كان يصعب علينا أن نخلد للنوم في الليل لأننا كنا نخاف أن تسقط علينا الصواريخ والقذائف"، "كنت أخاف على عائلتي وعلى أصدقائي، وأنا حزينة لأنني تركت بيتي وحارتي ومدرستي". بتلك العبارات تلخص الطفلتان سدرة، 9 أعوام، وقريبتها راما، 10 سنوات، معاناتهما خلال الحرب الأهلية السورية قبل رحيلهما إلى ألمانيا رفقة عائلتيهما، اللتان حالفهما الحظ وحصلتا على تأشيرة سفر بعد أن تقدم قريبهما الألماني غونتر أورت وزوجته ذات الأصول السورية بطلب استقبالهم لدى السفارة الألمانية ببيروت.

ومنذ وصول العائلتين إلى برلين تغيرت العديد من الأشياء سواء عند العائلة الألمانية أو العائلتين السوريتين. يشرح تيم البالغ من ثمانية عشر عامًا من العمر ذلك قائلًا: "في السابق كنا أربعةَ أشخاص في البيت، أبي وأمي وأختي وأنا، أما الآن فأصبحنا إثنا عشر شخصًا، نقتسم غرفنا معهم، لكنه ينتابنا شعور جيد لأنهم بدءوا يشعرون بالأمان ويعرفون أننا بجانبهم".

آلاف الضحايا من الأطفال
ليس العائلتان السوريتين فقط هما اللتان تشعران بالأمان في ألمانيا بل العائلة الألمانية المضيفة أيضًا، يوضخ غونتر الأمر قائلًا: "منذ بداية الأحداث وأنا وزوجتي نتابع باستمرار التليفزيون للاطمئنان على أقاربنا وأصدقائنا في سوريا"، ومع مرور الوقت أصبحت مشاهدة عمليات القتل تتسبب لعائلة غونتر في "كوابيس وحالات الخوف المتواصل" كما تقول زوجته، التي تضيف أن أختها الحامل "أجهضت بسبب دخول شظايا في بطنها" وهو مازاد من "خوفهم على أقاربهم" كما تقول. فمنذ انطلاق النزاع في سوريا فإن أكثر من 11 ألف طفل قُتلوا، كما تعرضت عشرات القاصرات للاغتصاب، حسب العديد من المصادر الحقوقية.

ألمانيا تفتح أبوابها للمزيد من اللاجئين السوريين
ففي شهر أغسطس من العام الماضي أعلنت وزارة الداخلية الاتحادية أن ألمانيا ستستقبل عددا أكبر مما ألتزمت به أوربيا، وهو 5000 شخص، من اللاجئين السوريين الذين يغادرون بلادهم هروبًا من الحرب. وقالت وزارة الداخلية في برلين في ذلك الوقت، إن عددًا من الولايات الاتحادية الألمانية أعلنت عن استعدادها استقبال المزيد من اللاجئين السوريين.

بيد أن السلطات الألمانية وضعت شرطا لاستقبال المزيد من السوريين الفارين يتمثل في أن يتولى أقارب اللاجئين المقيمين في ألمانيا تكاليف معيشتهم في البلاد.

منذ أن فتحت السلطات الألمانية المجال أمام العائلات السورية المقيمة في ألمانيا لاستقدام أقاربها، بدأ غونتر وزوجته الإجراءات اللازمة من أجل استقدام أقاربهم.

في هذا الصدد يقول غونتر:"قمنا بكل الإجراءات اللازمة وتكلفنا بكل شيء، ولا نحصل على أي مساعدة لإيجاد مسكن للعائلتين ولا مدرسة لأطفالهما".

غير أنه تم التغلب على المشاكل الكبيرة بسبب مساعدة بعض الأصدقاء والمعارف "هناك من أعطانا المال وهناك من أعطانا سيارة كبيرة تستوعب إثنا عشر فردًا في تنقلاتنا معهم إلى المصالح الإدارية أو لقضاء مختلف الأغراض".

وبالنسبة لأحمد الذي كان يعمل من قبل في مكتب عقاري فحلمه الكبير هو أن يدخل أبناؤه المدرسة وأن يتعلم هو اللغة الألمانية ويبحث عن عمل محترم. وعن مقامه في برلين يقول: "أصبحنا نشعر بالأمان بعد أن كنا متعودين على الصواريخ والقنابل ورؤية الجثث في الشوارع". أما زوجة أخيه هانة فتصف تجربتها المريرة في سوريا قائلةً: "كلما سمعت صوت الرصاص أو الصواريخ، أسرعتُ في حمل أبنائي والهروب بهم إلى الخارج، خصوصًا وأننا أفلتنا يومًا من صاروخ نزل على بيتنا".

صور الحرب ترسختْ في أذهان الأطفال
صور الصواريخ والقنابل والجنود لا تزال عالقة في أذهان العائلتين اللاجئتين خصوصًا الأطفال اللذين يرسمونها بدلًا من رسم الشمس والسماء الزرقاء كما يفعل الأطفال عادةً. يقول عمار، مجيبًا على سؤال لموقعنا حول أسباب رسم الجنود والمروحيات والقنابل: "أرسم هذه الأشياء لأنني رأيتها، أرسمها لأوضح للآخرين الذين لم يكونوا هناك ما عشناه في حياتنا".

أما الطفلة راما فرغم الأمان الذي تشعر به في ألمانيا إلا أنها لاتزال تفكر في حيها وبيت عائلتها، أما المدرسة فأصبحت تكرهها منذ أن "رأت جنودًا يقتادون رجلًا بالقوة وأدخلوه إلى أحد غرف المدرسة التي حولها الجنود إلى معتقل"، كما تقول.

إضافة إلى الجولات التي يقوم بها غونتر وزوجته مع العائلتين الفارتين من الحرب في حدائق المدينة والأماكن الجميلة في برلين للترفيه عنهم قليلًا لينسوا كوابيس الحرب، يقوم أيضًا ابنا غونتر بمجهود كبير لكي يتعلم الأطفالُ اللغة الألمانية. يوضح تيم ذلك قائلًا: "عندنا سبورة لتعلم اللغة وحتى الآن لقد تعلم الأطفال الحروف الأبجدية والعديد من الكلمات المهمة في اللغة الألمانية، كما أننا نلعب معهم طوال الوقت".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل...

الجريدة الرسمية