محيي اللباد يكتب: غاب الرقم القياسي
في مجلة "صباح الخير" وبعد رحيل فنان الكاريكاتير صلاح جاهين، كتب الفنان محيى اللباد مقالا بعنوان "فنان الرقم القياسى".
ويقول اللباد في مقاله:
كان الرقم القياسى الذي ينتظره الجميع كل صباح، كاريكاتيره المليء باللماحية والذكاء والوعى والعبث والمرح الطفولى والقدرة المعجزة على التوصيل والتواصل، على طول سنواته ظل صلاح جاهين رقما قياسيا بالنسبة لرسامى الكاريكاتير المصريين والعرب لأنه ظل قادرا بشكل عام على العثور على الصيغة المستحيلة التي يفاجئ بها رسامى الكاريكاتير كل صباح.
منذ بدايته احتل جاهين بجدارة مكانه كنجم جماهيرى واسع الانتشار سواء في "صباح الخير" كرسام الكاريكاتير الأول في مصر، أو فيما بعد في الأهرام كصاحب "الافتتاحية بالكاريكاتير" للجريدة السياسية الأولى، وبالرغم من التقلبات السياسية والاجتماعية الحادة ظل صلاح جاهين في موقعه يرسم بانتظام، فلم يكن لنجم له هذا الموقع أن يتوقف أحيانا أو أن يتجاهل حدثا أو شعارا سياسيا إذا ما أراد.
كانت مكانة النجم تستعبد صلاح، فلم يكن أمامه سوى خيارين إما أن يمشى على الصراط الدقيق الشائك في مختلف الفترات السياسية بشعاراتها المتناقضة ليخرج عمله في ظرف ولباقة أو أن ينسحب إلى الظل.
لم يكن ممكنا أن ينسحب إلى الظل والصمت ولا أن تنقطع صلته بالجمهور الذي ينتظر تعليقاته يوميا بشكل فوري على الأحداث والتحولات، هكذا أصبحت رسومات جاهين جزءا من وجداننا وضميرنا وعمرنا تفجر فينا الأمل والمرح والوعى.
