رئيس التحرير
عصام كامل

مصر الإخوانية وإيران الشيعية


يبدو أن موقف جماعة الإخوان من إيران ملتبس بعض الشىء، فكما يعرف الجميع فإن الإخوان جماعة وحزبا، رئاسة وحكومة، قد تمارس وفقا لقواعد السياسة لعبة توزيع الأدوار بين الحزب والجماعة والرئاسة، وقد يزيد الأمر التباسا أن جيل الإخوان الأول كان موقفه إيجابيا من إيران وكان يسعى للتقريب بين السنة والشيعة، فى حين أن الجيل الحالى يقف موقف المعارض لأى تقارب مع إيران الشيعية، وإذ وصل الإخوان للحكم فى مصر فإن تبليس إبليس قد نراه هينا بجانب التباس الإخوان.

يخبرنا الأستاذ يوسف ندا بأن وفدا من الإخوان ذهب إلى إيران لتوجيه التهنئة لهم بالثورة، وبغض النظر عما حدث وعن كيفية استقبال الإيرانيين للإخوان إلا أن هذه الخطوة كانت إشارة لرغبة الإخوان فى تفعيل علاقتها بإيران ذات الثورة الإسلامية، ولكن بعد اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981 اضطر الإخوان إلى التمهل، فجريمة قتل السادات كانت جريمة مرتكبة من فصيل إسلامى، وكانت البلاد بعدها تسير فى خط متزايدة نحو مواجهة التيار الإسلامى الذى حمل السلاح، وفى أوقات الأزمات الضخمة يكون شعار الإخوان هو ( فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة )، ولاشك أن ذكر إيران والإخوان فى هذا الوقت كان من شأنه أن يثير زوابع وعواصف ضد الجماعة التى من باب الحفاظ على كيانها تؤثر السلامة فى بعض الأحيان، إلا أن هذا لم يمنع جماعة الإخوان من أن تنشئ لنفسها فرعا فى إيران تابعا للتنظيم الدولى للجماعة.
وأذكر أننى كتبت قبل الثورة أن « البعض يراهن على أن الإخوان سيصلون إلى الحكم فى مصر وسيحكمونها فعلا، وحين أفترض هذا مع المفترضين فإن مشاعر غزلان والشاطر ومحمود عزت وأصحابهم لن يكون لها آنذاك التأثير الأكبر على خريطتهم السياسية، دعك من الدكتور محمد بديع الذى لا حول له ولا قوة فى الجماعة، ولكن ستتحدد الخريطة السياسية لمصر من خلال التنظيم الدولى للجماعة، حينها سيقوم فرع الإخوان فى إيران بدور كبير فى التقارب، لا فى التقارب بين السنة والشيعة ولكن فى التقارب بين الإخوان وإيران، عفوا بين مصر والشيعة، عفوا، بين مصر الإخوانية وإيران الشيعية ... حاجة تلخبط .
الجريدة الرسمية