"مجايبكم "

"مجايبكم".. من المؤكد أنك مثلى سمعت هذا المصطلح كثيرا جدا جدا - لدرجة دفعتك للتفكير فى الرد بأسلوب لا يتناسب ووضعك الإجتماعى والأدبى- ، منذ حكومة الدكتور "عصام شرف" التى باركها ميدان التحرير بعد أسابيع قليلة من رحيل نظام "مبارك"، وعندما فشلت الحكومة فى إنقاذ ما لايمكن انقاذه، لاحت فى الأفق السياسى والشعبى كلمة "مجايبكم"، ورحل "شرف" ليكمل الدكتور "كمال الجنزورى" المسيرة وتأتى النهاية بــ"مجايبكم" ويرحل "الجنزوري" مأسوفاً عليه.

وما بين رئيس الحكومة الأول - مجايبنا- ورئيسها الثانى - مجايبنا برضه -، ظل المجلس العسكرى، وبالمناسبة هو "مجايبنا" لأننا صرخنا فى ميدان التحرير" الجيش والشعب إيد واحدة"، حاكماً بأمره فى مصر الثورة ، يدير جلسات الحوار مع أحزاب "نص لبة" ، ويتابع الأزمات من نفس الغرفة التى كان يتابع منها "مبارك" التظاهرات الغاضبة التى خرجت لتطالب بــــ"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".

رحل "شرف" و"الجنزورى".. وكانت الانتخابات البرلمانية، وما هى إلا شهور قليلة وتم "حل" البرلمان "مجايبنا برضه" لندخل بعده مباشرة فى الانتخابات الرئاسية، التى لم يكن بها واحد -يوحد ربنا- من "مجايبنا"، وهو ما ترتب عليه حالة من الانقسام دفعت الشارع - وقتها- لأن يضطر لسياسة " الليمونة" وينتهج طريقة "العصر السياسي" ويقبل بالرئيس الدكتور محمد مرسى - رئيس أهلى وعشيرتى فيما بعد - وكان ما كان.

"مرسى " اقتنص المقعد الرئاسى، و"شفيق" - على فكرة هو الشخص الوحيد الذى لم يكن "مجايبنا"- وحاولنا التعاطى مع الموقف وتصورنا أن الرئيس الإخوانى سيصبح "مجايب الشعب" لكنه أبى ألا يترك "الدرب الإخواني"، فما هى إلا أشهر قليلة وعاد من جديد مصطلح "مجايبكم"، وبات الجميع ينتظر الذكرى الثانية لثورة 25 يناير - مجايبنا - للتأكيد على أن "مجايبكم" لا تخصنا نحن بقدر ما تخص الذين يريدون أن "تسير المركب..وتتحرك قاطرة التنمية" وهؤلاء - للأسف - لا يدركون أن المركب قاربت على الغرق بما عليها ومن فيها، إلا من رحم ربي، وأن قاطرة التنمية لن تسير لأن "التنك" فارغ، والبلد بها أزمة بنزين وغاز.. وللعلم هذه الأزمات لم تكن يوما "مجايبنا" لأنها دائما.. "مجايبكم"!