رئيس التحرير
عصام كامل

خفض الفائدة.. ومأزق من باعوا ذهبهم وشققهم

18 حجم الخط

«ياواخد البنك على ماله، تروح الفايدة ويفضل المودع على حاله»، مقولة تنطبق على كل من راهن على ارتفاع أسعار الفائدة البنكية وباع شقته ومصوغاته ووضع عوائدها في شهادات بنكية.

منذ التعويم الأول في مصر نوفمبر 2016 وما فرضه من غلاء فاحش في الأسعار وصعوبة المعيشة، وبالتبعية ارتفاع التضخم لوجود علاقة طردية بينهما، لجأ البنك المركزي إلى رفع الفائدة على الودائع البنكية تدريجيا إلى أرقام غير مسبوقة، لتصل في ذروتها إلى 25% كمتوسط للشهادات 3 سنوات في مارس 2024، مما وضع مصر بقائمة الدول ذات الفائدة الأعلى رغم أنها لم تتجاوز أيام مبارك 12%.

 

غير أن البنك المركزي بدأ منذ أبريل الماضي رحلة خفض سعر الفائدة 4 مرات بنسبة 6.25% خلال العام الجاري من 25% إلى 16%، وحسب وزارة المالية فإن كل 1% خفضًا يوفر 80 مليار جنيه من عبء الدين على الموازنة العامة للدولة، ويعني ذلك بالنسبة للاقتصاد المصري أن إجمالي التراجع في سعر الفائدة سيساهم في تراجع تكلفة الدين بنحو 500 مليار جنيه.

 

لكن خفض الفائدة مؤخرًا أوقع كثير من المصريين في مأزق، ذلك أنهم إزاء الرقم المغري للفائدة، لجأوا إلى إيداع أموالهم في البنوك في شكل شهادات للحصول على عائد كبير ومضمون، لدرجة أن أسعار الفائدة المرتفعة امتزجت بدراما المسلسلات التي تنتجها الشركة المتحدة، وصرنا نري مشاهد يشجع أبطالها الناس على إيداع المدخرات في البنوك، حتى ارتفعت ودائع الجهاز المصرفي إلى رقم غير مسبوق وهو 14.7 تريليون جنيه مايو الماضي.

 

بل دفعت الضغوط المعيشية التي نعيشها جميعًا بالبعض، إلى بيع كل مدخراته من الذهب وعمل وديعة في البنك تدر له عائدًا ثابتًا يقتات منه ويعينه على تكاليف الحياة، كان سعر الجرام عيار 21 عند أول تعويم 630 جنيهًا، اليوم وصل سعر نفس الجرام إلى 5330 بالمصنعية، وهناك تكهنات باقترابه من 6000 جنيه خلال 2026.

 

المثير للدهشة أن بعض من كان يمارس نشاطًا تجاريًا أغلقه ولجأ لنفس المنهج، أحدهم قال لي بتفاخر إنني كنت أحرق دمي طوال الشهر وأعيش في توتر وقلق ولا أحقق نصف الأرباح التي يمنحها لي البنك، وقررت أن أريح نفسي من أعباء والتزامات وملاحقات كثيرة ومنها ما تفرضه على الأحياء والضرائب وغيرها، فقمت بتصفية نشاطي التجاري وأحصل الآن من البنك على عائد شهري مريح وأنا جالس أضع ساقًا على ساق ومرتاح البال.

 

بل وصل الأمر ببعض الناس إلى بيع شققهم التمليك ووضع ثمنها في البنك واستبدالها بشقق إيجار مستفيدين بالفارق بين فائدة عائد البيع الكبيرة وسعر الإيجار.

 

من باعوا ذهبهم وشققهم أخطأوا خطأً جسيمًا بالنظر تحت أقدامهم وعدم قراءتهم المشهد الاقتصادي في مصر جيدا، واعتقدوا أن الفائدة المرتفعة ستدوم عشرات السنين وليست مرحلة عابرة ومؤقته فخسروا الرهان، وكانت النتيجة أن تضاعفت أسعار ماباعوه 200% و300% بينما انخفضت عوائد مدخراتهم 40%.

 

ومصر ليست أول دولة بالعالم ترتفع بها الفائدة البنكية، تركيا بلغت أسعار الفائدة بها في يوليو الماضي 46%، وزيمبابوي تشتهر بامتلاكها أعلى سعر فائدة في العالم، وصلت إلى 130% بسبب التضخم المفرط، وتأتي الأرجنتين وفنزويلا في مرتبة متقدمة من حيث ارتفاع الفائدة المرتبطة بالتضخم المرتفع.

 

زيادة الفائدة البنكية سلاح ذو حدين، يفيد البسطاء والغلابة ويضر أصحاب المشروعات الأثرياء، والعكس صحيح، وفي حالة ظروف الغلاء الضاغطة التي يعيشها المصريون حاليًا وبالتبعية استمرار التضخم، وبمنطق التخفيف عنهم، فإن الأمر كان يتطلب استمرار منهج الفائدة المرتفعة بدلا من الخفض.. 

فالمستفيدون منها هم أصحاب المدخرات الصغيرة من الغلابة والبسطاء وأصحاب المعاشات ومن كانو ينتمون للطبقة المتوسطة وأصبحوا من الفقراء، ويقومون بتسيير أمور حياتهم بالعائد منها.
 

والحقيقة أن التضخم لم ينخفض في مصر ليتم خفض الفائدة بالتبعية، ودليل عدم انخفاضه أن الحكومة -حسب ما أعلنه الدكتور مصطفي مدبولي- على وشك الإقدام على الزيادة رقم 12 والأخيرة لأسعار البنزين منذ 2016، فكل زيادة جنيه واحد في سعر لتر البنزين، يقابلها زيادة في تكلفة المعيشة لكل أسرة من 4 أفراد بمقدار 4 آلاف جنيه.. 

فما بالنا إذا كانت الزيادة حسب مايتردد 3 جنيهات، وهو ما يعني زيادة أسعار كل شيىء وزيادة الأعباء، كذلك مازالت الأسعار مرتفعة ولا نرى خفضًا إلا على الشاشات وفي تصريحات المسئولين، وهناك زيادات منتظرة في أسعار الكهرباء والغاز مطلع العام المقبل، كما أننا في موسم دخول المدارس والجامعات بما يفرضه من ضغوط وأعباء مالية كبيرة على كل الأسر المصرية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية