رئيس التحرير
عصام كامل

حكم التكسب من حفظ القرآن الكريم

القرآن الكريم، فيتو
القرآن الكريم، فيتو
18 حجم الخط

حفظ القرآن الكريم عبادة ينبغي لصاحبها أن يبتغي بها وجه الله والثواب في الآخرة، وبغير هذه النية لن يكون له أجر بل وسيعذَّب على صرفه هذه العبادة لغير الله عز وجل، ويجب على حافظ القرآن الكريم ألا يقصد بحفظه تحصيل منافع دنيوية لأن القرآن الكريم  ليس سلعة يتاجر بها  المرء في الدنيا، بل هي عبادة يقدمها بين يدي ربِّه تبارك وتعالى. وفيما يلي نستعرض معكم حكم التكسب من حفظ القرآن الكريم 

 

آداب حفظ القرآن الكريم

لحفظ القرآن الكريم آداب ينبغي الانتباه لها نذكر منها ما يلي:

 أولًا: الإخلاص لله تعالى:

لا يخفى أنَّ الإخلاص وإرادةَ وَجْه الله تعالى شرطٌ لصحَّة العمل وقبولِه إنْ كان عباديًّا محضًا؛ كالصَّلاة والصِّيام والحجِّ وغيرها، كما أنَّه شَرْط للثَّواب ونيل الأجر في الأمور المباحة؛ كالنَّوم والأكل وحسن معاشرة الخَلْق وغيرها في حال احتسابها وإنَّ من تلبيس إبليس على مَنْ أراد أن يشتغل بحفظ القرآن أن يُسوِّل له الانقطاع عمَّا هو فيه من الخير بسبب عدم خلوص النِّيَّة، فإنَّ حُسْنَ النِّيَّةِ مرجوٌّ لمَنِ اشتغل بحفظ كتاب الله - إن شاء الله - ببركة هذا الحفظ. 

 

ثانيًا: استشعار عظمة القرآن ومعرفة منزلته:

على مَنْ أراد أن يحفظ القرآن أنْ يستشعر عظمته، ويستحضر عظمة الله في نفسه، فيُقبل على القرآن العظيم محبًّا له، ومؤثرًا له على غيره؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]. 

 

ثالثًا: معرفة أنَّ الأصل في تلقِّي القرآن حِفْظُه:

حِفْظُ القرآن العظيم هو الأصل في تلقِّيه، قال تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾ [العنكبوت: 49]. فقد أكرم الله تعالى هذه الأمة بأنْ جعل قلوبَ صالحيها أوعيةً لكلامه، وصدورَهم مصاحف لحفظ آياته.

 

رابعًا: الرَّغبة القويَّة الصَّادقة:

الرَّغبة القويَّة الصَّادقة لها أكبر الأثر في الإقبال على الحفظ والاستمرار فيه وتحمُّل مشاقِّه، إذ بدون ذلك يخور الإنسان ويتهاون، ويكون الأمر مجرَّد أُمنية وحُلُمِ يقظة.

 

خامسًا: التَّقلُّل من الدُّنيا:

التعلُّق بالدُّنيا وشهواتها وملذَّاتها يُضيِّع على المسلم جُلَّ وقته، ويجعله دائم الفكر فيها،  واللهُ تعالى ذمَّ الذين اتَّبعوا شهواتهم، فشغلتهم عمَّا خُلِقوا له من طاعة الله وعبادته، وبيَّن سبحانه أنَّ مَنْ أراد الدُّنيا وجعلها همَّه الوحيد قد ينالها، ولكن مصيره الهلاك في الآخرة: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﴾ [الإسراء: 18].

 

سادسًا: الدُّعاء والالتجاء إلى الله:

الدُّعاء هو روح العبادة، والالتجاء إلى الله تعالى والرُّكون إلى جانبه يُهوِّن كلَّ أمرٍ عسير، وحِفْظُ كتاب الله تعالى، والتَّفقُّه في دينه، عطيَّة وهبة، يهبها الله تعالى لمَنْ شاء من عباده، فأكْثِرْ من سؤاله واللُّجوء إليه سبحانه أنْ يجعلك من أهل العلم والحفظ والفَهْم والعمل بما تعلم، فإنَّ مَنْ أدام قَرْعَ الباب أُوشِكَ أن يُفتح له.

 

 

مزايا حافظ القرآن في الدنيا

اختصَّ الله تعالى حافظ القرآن بخصائص في الدنيا وفي الآخرة، ومنها:

1- أنه يُقدَّم على غيره في الصلاة إمامًا فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه رواه مسلم (673).

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا  رواه البخاري (660).

2- أنه يقدَّم على غيره في القبر في جهة القبلة إذا اضطررنا لدفنه مع غيره لما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى "أحد" في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم رواه البخاري (1278).

3- يقدّم في الإمارة والرئاسة إذا أطاق حملها فعن  عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر رضي الله عنه بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال: من استعملتَ على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى! قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا ! قال: فاستخلفتَ عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين رواه مسلم (817).

 

حكم التكسب من حفظ القرآن الكريم 

تعلم القرآن الكريم عبادة عظيمة، يجب أن يكون خالصًا لوجه الله، وليس من أجل التكسب به فقط، وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك، روى أبو داود في سننه ـ وصححه الألباني ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. يعني ريحها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية