الكرنك.. فاز بجائزة أحسن عمل سياسي ضمن قائمة أفضل 100 فيلم.. كواليس استبعاد أحمد زكي بسبب سعاد حسني.. ولماذا رفض أحمد مظهر دور خالد صفوان؟

فيلم الكرنك، فى قائمة استفتاء أجرته الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما لاختيار أفضل 100 فيلم سياسى فى تاريخ السينما المصرية، شارك فيه نخبة من النقاد والسينمائيين والأكاديميين، اجتمع الاستفتاء على اختيار فيلم الكرنك كأحسن فيلم سياسى، وكما أكد الأمير أباظة رئيس الجمعية أنه سيتم الاحتفاء بالكرنك أثناء انعقاد مهرجان الإسكندرية السينمائى الذى يعقد فى الثانى من أكتوبر القادم.

أخذ فيلم الكرنك عن قصة قصيرة بنفس الاسم للأديب الكبير نجيب محفوظ، وكتب له السيناريو والحوار ممدوح الليثى وأنتجه أيضا، يشارك فى التمثيل بالفيلم أكثر من 40 فنانا وفنانة ومجموعة من الشباب أصبحوا نجوما فيما بعد، الفيلم بطولة سعاد حسني، كمال الشناوي، نور الشريف، محمد صبحي، فريد شوقي، تحية كاريوكا، يونس شلبي، شويكار، عماد حمدي، صلاح ذو الفقار، حسن حسني، مصطفى متولي، عبد العزيز مخيون، وأحمد توفيق، أحمد بدير، أسامة عباس، فايز حلاوة، وإخراج علي بدرخان.

واحد فى تاريخ السينما المصرية 

 احتل فيلم " الكرنك " مكانا بارزا بقمة أفلام السينما المصرية على مدار تاريخها، منذ عرضه عام 1975، وأثير حوله جدل شديد ويحمل كواليس كثيرة، واختير واحدا ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

 يتناول فيلم الكرنك قصة مجموعة من الشباب الجامعي الذي يتم اعتقالهم دون جريمة بسبب التقائهم في مقهى “الكرنك” الذي عرف عنه تجمع بعض المفكرين فيه وتعرضهم أحيانا لنقد الثورة، وفي المعتقل يتم تعذيبهم وإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، ويتم إجبار البعض منهم على العمل كجواسيس لصالح النظام وأجهزة الأمن داخل الجامعة وكتابة تقارير عن أي نشاط أو فكر معارض داخل أسوار الجامعة، وينتهي فيلم “الكرنك” بقيام ثورة التصحيح في بداية عهد الرئيس الراحل أنور السادات وصدور قرار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإذا بالضابط الكبير الذي كان يقوم بإصدار أوامر التعذيب وانتزاع الاعترافات الملفقة يدخل هو نفسه المعتقل. 

نجيب محفوظ يسجل الأحداث 

 وفى كتابه "أصداء السيرة الذاتية" الذي وضعه الكاتب رجاء النقاش عن قصة حياة الأديب نجيب محفوظ، يروي محفوظ كيف ولدت فكرة "الكرنك" قائلا: إن فكرتها وردت إلى ذهني وأنا أستمع إلى أصدقاء مقهى ريش وهم يقصون علي ما لاقوه من صنوف التعذيب أثناء فترة اعتقالهم. فقلت لنفسي لماذا لا أسجل هذه الأحداث في عمل روائي لألفت الأنظار إلى هذه القضية؟ واختمرت الفكرة في رأسي بعد أن قابلت اللواء حمزة بسيوني الذي كان مديرًا للسجن الحربي، وجلست أتأمل في ملامحه التي لا تظهر عليها علامات الخشونة والجفاء بما يتفق مع ما كان مشهورا عنه من غلظة في التعامل، وكان وقتها قد خرج من الخدمة.

كواليس قبول ورفض 

 من كواليس فيلم الكرنك ترشيح الفنان أحمد زكى ــ وكان فى بدايته ــ لأداء الدور الذى لعبه نور الشريف فى الفيلم لكن اعترض المنتج رمسيس نجيب على إعطاء دور البطولة لأحمد زكى وقال: سعاد حسنى تحب الولد الأسمر ده، ليرد عليه ممدوح الليثي كاتب سيناريو الفيلم: ليست سعاد حسنى يا أستاذ رمسيس، دى زينب دياب بنت المعلم دياب بياع لحمة الرأس في حارة دعبس بالحسينية، فقال رمسيس نجيب: هى مازالت سعاد حسنى السندريلا بتاعتنا اللى عملت الحب الضايع وبئر الحرمان وزوزو، لو ده حصل الفيلم هيسقط سقوطًا شنيعًا والجماهير حتضربكم.. لأنهم مش هيوافقوا إن سعاد تحب الولد ده.

 فجأة وبدون مقدمات قيل للراحل أحمد زكي أن دوره في فيلم " الكرنك"  ذهب إلى الفنان نور الشريف، دون أن يخبره أحد بذلك أو يشرح له الأمر، وهو ما جعله يدخل في حالة نفسية سيئة لدرجة أنه حاول إنهاء حياته عبر قطع شرايينه، وتم نقله إلى المستشفى في حالة حرجة، لكن عوضته بعد ذلك سعاد حسنى باختياره لدور البطولة أمامها فى فيلم شفيقة ومتولى.

 أيضا من كواليس فيلم الكرنك أنه عرض الفيلم في البداية على الفنان أحمد مظهر، وكان نجما متألقا للقيام بدور خالد صفوان ــ مدير المخابرات ــ في الفيلم رفض رفضا تاما، وقال كيف أخون رفيق دفعتي وصديقي جمال عبد الناصر زعيم الضباط الأحرار واعتذر عن الدور الذي قبله وقام به الفنان كمال الشناوي بعد ذلك.

 ويحكي المخرج علي بدرخان قصة إخراجه لفيلم الكرنك ويقول: قرأت يوما الأهرام فوجدت أن هناك قصة لنجيب محفوظ اسمها الكرنك فهاتفته تليفونيا وطلبت شراء القصة لكنه فاجأني وقال إن ممدوح الليثي اشترى حقوقها قبل ربع ساعة، فطلبت ممدوح الليثي وطلبت منه إخراج القصة في فيلم فوافق لكني تعرضت للاعتقال لمدة أسبوعين فكانت فرصة لدراسة المعتقل وتجسيده على الشاشة في فيلم الكرنك الذي استغرق تصويره ستة أسابيع.

سعاد حسني.. النسخة المصرية الأصلية للسندريلا.. اكتشفها الخميسي وقدمها عبد الوهاب في «حسن ونعيمة».. ممثل معروف علمها القراءة والكتابة.. ورحلت في مثل هذا اليوم في حادث مأساوي

نور الشريف فيلسوف الفن.. «كمال عبد الجواد» أول أدواره.. دخل في صراع مع المثقفين بسبب فيلم «ناجي العلي».. وحصل على أكثر من 150 جائزة

 جاء عرض فيلم الكرنك بعد عودة النصر في أكتوبر مع بداية حقبة السادات في الحكم ويحسب للسادات عرض هذا الفيلم الجريء في عهده الذى أثار عاصفة من الجدل واعتبره البعض تجميلا لحقبة السادات في الحكم، لكن يوسف السباعى وكان وزير للإعلام والثقافة أصدر قرارا بمنع عرض الفيلم وحذف شخصية "حلمي" الطالب المثقف اليساري الذي أداه الفنان محمد صبحي من الفيلم؛ الأمر الذي دفع منتج الفيلم ممدوح الليثي أن يستنجد بالسادات ويطلب مقابلته شخصيا. 

السادات يأمر بعرض الفيلم  

 ولم يصرح بمواصلة عرض الفيلم إلا بعد موافقة الرئيس السادات الذي أرسل رسالة إلى وزارة الثقافة يقول فيها (وافق السيد الرئيس محمد أنور السادات على التصريح بعرض فيلم الكرنك كاملا وبدون حذف بدار سينما ريفولي بعد انتهاء الفيلم المعروض بها حاليا، وعلى السيد وزير الثقافة والإعلام العمل على تنفيذ ذلك)، وكان رد ممدوح الليثي عند عرض الفيلم تجاريا تبرعه بإيرادات فيلم الكرنك عن شهر مايو لصالح القوات المسلحة، ورد عليه السادات برسالة شكر طالبا المزيد من إنتاج الأفلام الهادفة المعبرة عن مبادئ ثورة التصحيح. 

جائزة أحسن سيناريو وإنتاج  

 بعد ذلك أن نظمت وزارة الثقافة عام 1977 مسابقة لأحسن فيلم وفاز فيلم الكرنك كأحسن إنتاج وأحسن سيناريو وأحسن حوار، وقام الوزير يوسف السباعي بنفسه في حفل كبير بتسليم ممدوح الليثي الجائزة الأولى في الإنتاج وفي السيناريو والحوار. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.