وداعا لطفي لبيب.. بدأ رحلته من خنادق الحرب.. المسرح كتب البداية الفنية.. وهذه أبرز أعماله في السينما والتلفزيون

رحل عن عالمنا منذ قليل، الفنان لطفي لبيب عن عمر يناهز الـ 77 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، الذي كان السبب في اعتزاله الفن أوائل يناير الماضي استعدادًا لإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم بالحنجرة. 

وفاة لطفي لبيب

كان لطفي لبيب أحد أبرز الوجوه الفنية في مصر والعالم العربي، ليس فقط لموهبته الفذة التي سمحت له بالتنقل بسلاسة بين الكوميديا والتراجيديا، بل لكونه قصة نجاح تتجاوز حدود التمثيل، فهو أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وكاتب، ومفكر، ومثال يُحتذى به في التفاني والعطاء.

رحلة لطفي لبيب من الحرب إلى الفن

وُلد لطفي السيد لبيب في 18 أغسطس 1947 بمركز ببا بمحافظة بني سويف. منذ نعومة أظافره، بدا عليه شغفه بالفن، ما دفعه لدراسة الآداب، ثم الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، ليتخرج منه عام 1970.

ورغم تخرجه في 1970، تأخرت انطلاقته الفنية قرابة عقد من الزمان. فبعد التخرج، أدى لطفي لبيب خدمته العسكرية لمدة 6 سنوات، شهد خلالها انتصار حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وكان أحد أبطالها الذين دافعوا عن تراب الوطن. بعد ذلك، سافر خارج مصر لمدة أربع سنوات، ليعود في عام 1981 ويبدأ مسيرته الفنية بشكل فعلي.

لطفي لبيب من خشبة المسرح إلى الشاشة

بدأ لطفي لبيب مسيرته الفنية بمسرحية "المغنية الصلعاء" ثم "الرهائن"، وسرعان ما أثبت قدرته على الأداء التلقائي والكوميدي، ليصبح اسمًا لامعًا في سماء الفن المصري، وتمتع الفنان بتاريخ كبير في السينما والدراما، حيث شارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي، وأكثر من 30 عملًا دراميًا.

في السينما والدراما، عمل لبيب مع كبار النجوم، مقدمًا شخصيات لا تُنسى، من أبرز تعاوناته كانت مع الزعيم عادل إمام في عدد من الأعمال، كان آخرها فيلم "السفارة في العمارة" حيث قدم شخصية السفير الإسرائيلي ببراعة واحترافية عالية لاقت إشادة واسعة، كما عمل معه في مسلسلات مثل "عفاريت عدلي علام" و"صاحب السعادة".

لم يقتصر نجاح لبيب على الأدوار الكوميدية، بل أثبت جدارته في تقديم الأدوار التراجيدية أيضًا. كما كان مساندًا للعديد من النجوم الشباب في بداياتهم، ووقف بجانبهم في أولى بطولاتهم، مثل مي عز الدين، حسن حسني، محمد سعد، وأحمد مكي.

من أبرز أعماله السينمائية التي لا تُنسى: "كتكوت"، "جاءنا البيان التالي"، "زكي شان"، "واحد من الناس" (الذي أظهر فيه جانبه التراجيدي العميق)، "عسكر في المعسكر"، "بلبل حيران"، "كباريه"، و"بوبوس" وشارك في فيلم "أنا وابن خالتي"، أما عن آخر أعماله، فكان فيلم "مرعى البريمو" بطولة محمد هنيدي، والفنانة غادة عادل.

وعلى صعيد الدراما التلفزيونية، كان له حضور طاغٍ في مسلسلات تاريخية ودرامية واجتماعية مثل: "رأفت الهجان"، "بكيزة وزغلول"، "المال والبنون"، "زيزينيا"، "يوميات ونيس"، و"أوراق مصرية". 

لطفي لبيب الفنان، الكاتب، والمفكر

لم يكتفِ لطفي لبيب بموهبته التمثيلية، بل امتد عطاؤه ليشمل عالم الكتابة والتأليف. فقد قدم العديد من المؤلفات، سواء للأطفال أو غيرهم. وكما صرح في أحد اللقاءات التليفزيونية، فإن ابتعاده عن التمثيل لفترات سمح له بالتركيز على الكتابة. 

من أبرز أعماله المكتوبة، سيناريو فيلم "الكتيبة 26"، الذي كشف فيه تفاصيل دقيقة عن تجربته الشخصية خلال خدمته العسكرية التي استمرت 6 سنوات، وشملت مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة، كما كتب العديد من مسلسلات الأطفال وساهم في إنتاجها. 

وتقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة وعطائه الكبير، تم تكريم الفنان لطفي لبيب في الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري في أغسطس 2019.

كما تلقى دعوة للتكريم من السفارة الإسرائيلية في القاهرة، بعد نجاحه في فيلم "السفارة في العمارة" بتجسيد شخصية السفير الإسرائيلي ‏ولكنه رفض احتراما لتاريخه المشرف في حرب أكتوبر. 

وفي بداية العام سبق وأعلن الراحل أنه في ظل ظروفه الصحية الحالية أصبح غير قادر على تقديم الأدوار التمثيلية بالشكل الذي يرضيه، وهو ما دفعه لاتخاذ قرار الاعتزال، وأوضح أنه لا يرى جدوى من الاستمرار في التمثيل إذا كان نصف جسده لا يتحرك أو إذا فقد صوته، معتبرا أن الأفضل في هذه الحالة هو التفرغ للكتابة التي أصبحت تعوضه حاليًا، وأشار إلى أن الكاتب هو المبدع الأول بينما الممثل يُعد المبدع الثاني. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.