رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل أنطون سعادة، فيلسوف لبنان الذي أعدموه في ليلتين

انطون سعادة، فيتو
انطون سعادة، فيتو
18 حجم الخط

قبل 76 عامًا، وتحديدًا في فجر 8 يوليو 1949، استيقظ اللبنانيون على واحد من أسرع وأغرب أحكام الإعدام في تاريخ الشرق الحديث. أنطون سعادة، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي أُعدم بعد أقل من 48 ساعة من محاكمته، في مشهد أثار الكثير من الجدل وما يزال صداه يتردد في ذاكرة التاريخ السياسي العربي.

من هو أنطون سعادة ؟

ولد أنطون سعادة في 1 مارس 1904 في الشوير بلبنان، وسط عائلة مثقفة، وكان والده طبيبًا درس في أمريكا اللاتينية.

 سافر أنطون صغيرًا إلى البرازيل ثم عاد ليؤسس واحدة من أكثر الحركات الفكرية والسياسية إثارة للجدل في المشرق العربي "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، الذي دعا إلى وحدة بلاد الشام الكبرى سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، العراق وقبرص، ضمن هوية قومية علمانية تتجاوز الطوائف والمذاهب.

كانت فكرته ثورية في زمنٍ كانت القوميات العربية والدينية تتصارع على النفوذ، فطرح مشروعًا يرى أن الدين لله والوطن للجميع، وأن النهضة لا تقوم إلا بالقوة المنظمة، لا بالشعارات.

صعود أنطون سعادة.. وأسباب مطاردته

لم يكن الحزب الذي أسسه عام 1932 مجرد حركة فكرية، بل صار قوة شبابية تنظيمية لها قواعدها وهيكلها الصارم، مما أثار مخاوف السلطات الفرنسية حينها، ثم الحكومات اللبنانية المتعاقبة. 


اعتُقل سعادة أكثر من مرة، وعاش مطاردًا، متنقلًا بين بيروت ودمشق وفلسطين والأردن، حتى اضطر في الأربعينات إلى الهرب نحو الأرجنتين.

لكن في مارس 1947، عاد سعادة إلى بيروت في لحظة سياسية مضطربة، كان لبنان قد نال استقلاله حديثًا، لكن الخلافات الطائفية والانقسامات السياسية كانت تتفاقم. وعاد الزعيم كما يسميه أتباعه، ليجد حزبه يواجه تضييقًا متزايدًا، ومحاصرًا من أكثر من جهة.

وفي يوليو 1949، وبعد تصاعد التوتر بين الحزب القومي والدولة اللبنانية، خاصة بعد صدامات دموية في منطقة الشمال، قام عناصر من الحزب بمحاولة مسلحة ضد مراكز للسلطة في بيروت وبعض المدن. 


ورغم محدودية التحرك، ردّت الحكومة اللبنانية بقوة، وبطلب من رئيسها رياض الصلح، تم القبض على أنطون سعادة وسُلّم من سوريا إلى لبنان، في عملية يقال إن جمال باشا الشيشكلي، رئيس أركان الجيش السوري، كان طرفًا فيها، بدعم غير مباشر من أطراف عربية أخرى.

محاكمة وإعدام في ليلتين

ما حدث بعد ذلك كان بمثابة تصفية سياسية سريعة: في ظرف 48 ساعة فقط، تم تقديم سعادة إلى محكمة عرفية، دون محامٍ، دون استئناف، دون رأي عام. صدر الحكم بالإعدام ليلًا، ونُفّذ فجر 8 يوليو 1949 في باحة وزارة الدفاع في بيروت.

يقول كثيرون: إن القرار كان سياسيًّا بامتياز، وجاء بتنسيق إقليمي، خاصة أن سعادة كان يهدد التوازنات الطائفية والحدود المستحدثة بعد الاستقلال.

ويرى أنصاره أن ما جرى لم يكن سوى اغتيال مقنّع، لإسكات رجل أراد بناء أمة، لا طائفة لذا لم يمت أنطون سعادة في ذاكرة أتباعه ولا يزال "الزعيم"  كما يلقبونه  حاضرًا في خطاب الحزب القومي، وصوره ترفع في المسيرات، وخطبه تُدرّس كمراجع فكرية. أما خصومه، فظلوا يرونه مشروعًا سلطويًا مغلفًا بشعارات الحداثة.

ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على إعدامه، يبقى سعادة واحدًا من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ اللبناني، بين من يراه فيلسوفًا سبق عصره، ومن يعتبره قائدًا متهورًا جرّ حزبه إلى معركة خاسرة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية