في ذكرى الهجرة النبوية، تاريخ السفر إلى الحبشة وأحداثها
في ذكرى الهجرة النبوية، تاريخ الهجرة إلي الحبشة وأحداثها، لم تكن الهجرة النبوية إلي المدينة المنورة اعتباطا ولاعملا فجائيا، بل إن الهجرة النبوية إلي المدينة سبقتها هجرتان إلي الحبشة فبعد أن اشتدّ أذى المشركين بالمسلمين، حثّهم النبي على الذهاب للحبشة، وكان لهذه الهجرة إلي الحبشة العديد من الأسباب والنتائج، وخلال السطور التالية نستعرض معكم تاريخ الهجرة إلي الحبشة وأحداثها فإلي التفاصيل

أسباب اختيار النبي للحبشة
أمّا في ما يتعلَّق بسبب اختيار الرسول للحبشة حتى تكون المكان الأول الذي يهاجر إليه المسلمون، ففيه عدّة أمور، منها:[
فراغ أرض الحبشة من القبائل العربيّة؛ فعدم وجود القبائل فيها يُغلق الباب أمام قريش للتحالُف معها، وتكوين قوة ضدّ المسلمين.
ملك الحبشة وهو النجاشيّ كان معروفًا بعَدله؛ نتيجة عِلمه بالتوراة والإنجيل، وقد عَرف أهل مكة عنه ذلك؛ بسبب حركة التجارة المُتبادلة فيما بينهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه عندما أشار عليهم بالهجرة للحبشة: (إنَّ بأرضِ الحَبَشةِ ملِكًا لا يُظلَمُ أحدٌ عندَه؛ فالحَقوا ببِلادِه حتى يَجعَلَ اللهُ لكم فَرَجًا ومَخرجًا. فخرَجْنا إليه أرسالًا، حتى اجتَمَعْنا، فنزَلْنا بخيرِ دارٍ إلى خيرِ جارٍ، أمِنَّا على دِينِنا).
أهل الحبشة كانوا نصارى من أهل الكتاب، وهم أقرب مودّة للذين آمنوا، قال -تعالى-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).
كونها أرضًا يعمُّها الأمان، والراحة، والطمأنينة. ومع أنّ الحبشة بعيدة عن مكّة -وقد يُعدّ هذا عيبًا- إلّا أنّه كان لصالح المسلمين؛ نظرًا لكونه بعيدًا عن قريش وامتداد نفوذها.
كونها بلد مُستقِلّة سياسيًّا ولا تخضع لأحد، ولها اسمها، وقوّتها، وتجارتها، واقتصادها الخاص والعظيم بين القبائل.
إضافة إلى أنّ تبادُل الهدايا والمراسلات فيما بينهم كان ممّا ساعد على تأمين الحماية، وتوفيرها لهم، ولاستقرارهم هناك.
الهجرة الأولي إلي الحبشة ورجالاتها
كانت الهجرة للحبشة أول هجرة في الإسلام،وكانت الهجرة الأولى في شهر رجب سنة خمس من البعثة، وذلك بعد أن اشتدّ أذى المشركين بالمسلمين، فحثّهم النبي على الذهاب للحبشة لوجود الملك العادل فيها، وهاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة، وكان هذا الفوج مكونًا من اثني عشر رجلًا وأربع نسوة، كان في مقدمتهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رحيلهم تسللًا تحت جنح الظلام حتى لا تشعر بهم قريش، فخرجوا إلى البحر عن طريق جدة، فوجدوا سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، ولما علمت قريش بخبرهم خرجت في إثرهم، وما وصلت إلى الشاطئ إلا وكانوا قد غادروه في طريقهم إلى الحبشة، حيث وجدوا الأمن والأمان، ولقوا الحفاوة والإكرام من ملكها النجاشي الذي كان لا يظلم عنده أحد، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد وصفت أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحدث فقالت: ( لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، والفتنة في دينهم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله عليه وسلم إن بأرض الحبشة ملكًا لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه، فخرجنا إليها أرسالًا - أي جماعات - حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمِنَّا على ديننا ولم نخش منه ظلمًا ) رواه البيهقي بسند حسن.
الهجرة الثانية إلى الحبشة
كانت الهجرة الثانية إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة، حسبما جاء في بعض كتب السيرة النبوية وذكر الواقدي أن الهجرة الثانية إلى الحبشة كانت سنة خمس من المبعث.
ثم أذن لهم في الهجرة ثانيا إلى الحبشة، فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا، إن كان فيهم عمار، فإنه يشك فيه، ومن النساء ثمان عشرة امرأة، فأقاموا عند النجاشي على أحسن حال، فبلغ ذلك قريشا، فأرسلوا عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة في جماعة، ليكيدوهم عند النجاشي، فرد الله كيدهم في نحورهم،

فضل الصحابة المهاجرين إلى الحبشة
للصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة منزلة عظيمة عند الله -تعالى-، ويتّضح ذلك من خلال حوار أسماء بنت عميس؛ وهي من المهاجرات إلى الحبشة، وبين عمر بن الخطّاب حين كانت زائرة عند حفصة بنت عمر، فدخل عمر عليهما، ولمّا عرف أنّها أسماء، قال لها إنّهم أحقّ برسول الله من الذين هاجروا إلى الحبشة. فغضبت وقالت: (كذَبْتَ يا عُمَرُ كَلَّا، وَاللَّهِ كُنْتُمْ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا في دَارِ، أَوْ في أَرْضِ البُعَدَاءِ البُغَضَاءِ في الحَبَشَةِ، وَذلكَ في اللهِ وفي رَسولِهِ)، وأخبرت رسول الله بما دار بينهما من الحديث، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ بأَحَقَّ بي مِنكُمْ، وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ)، فزاد الفرح في قلوبهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
