فخ ويتكوف.. خبراء يفندون بنود الوثيقة الأمريكية لوقف إطلاق النار فى غزة.. السفير رخا أحمد: محاولة فرض أمر واقع بهدف تحسين صورة الاحتلال
أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلى موافقتها على مقترح المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن غزة، ولم ترد عليه حركة حماس حتى الآن. ويتضمن المقترح الذى قدمه المبعوث الأمريكى وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما، ضمان الرئيس ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها، وإطلاق 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 جثة بحيث يتم إطلاق نصفهم (5 أحياء و9 جثث) فى اليوم الأول من الاتفاق، والنصف الآخر (5 أحياء و9 جثث) فى اليوم السابع، وإرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار ويتم احترام أى اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات للسكان المدنيين طوال فترة الاتفاق، وقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية فى غزة فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وخلال فترة وقف إطلاق النار، وتعليق الحركة الجوية (العسكرية والاستطلاعية) فى قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا، أو 12 ساعة يوميا فى الأيام التى تتم فيها عمليات تبادل الأسرى والرهائن.
تنص الوثيقة على أنه فى اليوم الأول بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، سيتم إعادة الانتشار فى الجزء الشمالى من قطاع غزة وفى ممر نتساريم، وفقا للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وبناء على خرائط يتم الاتفاق عليها، وفى اليوم السابع، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين سيتم إعادة الانتشار فى الجزء الجنوبى من قطاع غزة، وفقًا للمادة 3، وبناء على خرائط يتم الاتفاق عليها، وتبدأ المفاوضات فى اليوم الأول برعاية الوسطاء-الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم، وتُطلق إسرائيل سراح 125 أسيرا محكومين بالمؤبد، و1111 معتقلا من غزة وتم احتجازهم بعد 7 أكتوبر 2023.
ومنذ قدوم إدارة ترامب إلى البيت الأبيض، تولى ويتكوف مهام الوساطة لإنهاء الحرب فى غزة، فمن هو ويتكوف؟
ولد ويتكوف سنة 1957، وهو ملياردير أمريكى مستثمر ومطور عقارات وهو مؤسس ورئيس مجموعة ويتكوف فى عام 2024، تم تعيينه مبعوثًا خاصًا إلى الشرق الأوسط من قبل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب. كان والده صانع معاطف السيدات فى مدينة نيويورك، وبدأ حياته المهنية كمحام عقاري، قبل أن ينتقل إلى الاستثمار والتطوير العقاري.
فى هذا السياق يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العرف الدبلوماسى للمفاوضات، هو أن يتواصل الوسيط مع طرفى الصراع للتوصل إلى صيغة متوافقة بينهما وتقريب وجهات النظر فى النقاط الخلافية، ولا يجوز الإعلان عن مقترح بناء على موافقة أحد الأطراف والطرف الآخر لم يوافق عليه بعد.
مضيفا: المقترح الذى تقدم به ستيف ويتكوف كان منحازا بشكل كبير للمطالب والشروط الإسرائيلية متجاهلا لدرجة كبيرة الشروط والضمانات التى تطالب بها حركة حماس، حيث تركز حماس على استمرار وقف إطلاق النار واستمرار تقديم المساعدات والضمان لتنفيذ هذه الاتفاقية، وهذا لم يقدمه مقترح ويتكوف.
وأكد رخا أحمد أن الوسيط الأمريكى يعطى الرأى لإسرائيل أولا، وهذا المقترح يعتبر فرض أمر واقع من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ومحاولة لتشوية حركة حماس أمام المجتمع الدولى وإظهارها على أنها هى التى ترفض السلام.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق: على الرغم من أن حماس أبدت أكثر من مرة عن استعدادها للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب فى قطاع غزة، إلا أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يصرون على استمرار الحرب لضمان بقاء الحكومة، ويماطلون لكسب الوقت وعدم التقيد بجدول زمنى لوقف الحرب.
واستطرد: هذا المقترح هو تكرار للاتفاق السابق الذى تم توقيعه بين حماس وإسرائيل والتزمت فيه المقاومة وسلمت الرهائن إلا أن إسرائيل رفضت الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق لوقف دائم للحرب فى غزة، وواصلت حكومة نتنياهو المماطلة لضمان استمرار الحرب.
ونوه رخا أحمد، إلى أن هذا التحرك الأمريكى الإسرائيلي، ما هو إلا محاولة لتحسين صورة الاحتلال أمام المجتمع الدولى بعد الجرائم التى ارتكبها بحق المدنيين من النساء والأطفال وتجويع أهالى قطاع غزة، وخاصة قبل انعقاد مؤتمر نيويورك للاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة أن هناك ضغوطا بالتوصل إلى هدنة قبل عيد الأضحى.
وأوضح أن هناك ضغوطا أوروبية خاصة من فرنسا وإسبانيا وبريطانيا لوقف الحرب فى غزة، وذلك بسبب الضغوط الشعبية والبرلمانية فى أوروبا، فقادة هذه الدول يخشون على فقدان ثقة شعوبهم والمصداقية أمام العالم.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الاحتلال الإسرائيلى يسعى لكسب مزيد من الوقت حتى يتمكن تنفيذ هدفه العسكرى من وراء خطة توزيع المساعدات الغذائية على أهالى غزة من خلال شركة أمن أمريكية، والتى تعتبر بمثابة مصيدة للتعرف على أهالى عناصر حركة حماس وتصفيتهم.
وأكد أن التقارير الأممية التى كشفت المجازر والجرائم والتجويع الذى يرتكبه جيش الاحتلال بحق المدنيين بغزة فضحت سياسة الاحتلال العنصرية أمام المجتمع الدولي، وهو ما شكل ضغطا كبيرا على إدارة ترامب واعتبرها شريكا فى هذه المجزرة، خاصة مع عودة المظاهرات إلى بعض الجامعات الأمريكية.
وتوقع السفير رخا أحمد حسن، أن تؤدى المواقف الأوروبية والدولية الكبيرة التى ظهرت مؤخرا والتحول الكبير نحو دعم القضية الفلسطينية إلى اعتراف عدد كبير من دول القارة العجوز بالدولة الفلسطينية وذلك سيكون تأثيره أكثر صدمة للاحتلال من عملية طوفان الأقصى.
وأعرب رخا أحمد عن أمله فى أن تؤدى هذه الضغوط الأوروبية والدولية إلى حصول دولة فلسطين على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، وتقليص التعاون العسكرى والاقتصادى مع حكومة الاحتلال.
وفى السياق ذاته قال الباحث السياسي، محمد الجزار، إن مقترح ستيف ويتكوف هو واحد من ضمن سلسلة مقترحات قدمتها الإدارة الأمريكية بهدف أساسى يتمثل فى محاولة الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين ودعم حليفها الرئيسى فى الشرق الأوسط رئيس نتنياهو فى ظل تصاعد ضغوط عائلات الرهائن الإسرائيليين، والضغط الدولى على إدارة ترامب بسبب الجرائم التى يرتكبها جيش الاحتلال فى قطاع غزة.
وأضاف محمد الجزار: إن الإعلان عن قبول المقترح بمثابة دعاية سياسية يريد نتنياهو من ورائها تسكين الوضع الداخلى المشتعل بسبب التداعيات الكارثية الناجمة عن طول أمد الحرب وعدم تحقيقها لأهدافها حتى الآن، مع إيهام أهالى الرهائن بأن مسألة الإفراج عن أبنائهم المتسبب فيها حماس وليس حكومة نتنياهو.
وتابع: إن حكومة نتنياهو المتطرفة ترغب فى تخفيف الضغط والإدانة الدولية المتصاعدة ضدها وخاصة بعد تغيير مواقف عدة دول غربية كانت داعمة لإسرائيل مثل فرنسا وسيرها نحو الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة، وهو ما يؤرق مضجع نتنياهو، وبالتالى يريد أن يظهر كرجل سلام يسعى لوقف إطلاق النار فى صفقة ظالمة يعلم أن حماس سترفضها بنسبة كبيرة.
واستطرد: ورغم إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلى عن موافقتها المبدئية على بنود مقترح ويتكوف، إلا أن هذا المقترح من المتوقع ألا يكتب له النجاح بصورة كبيرة وذلك بسبب انحيازه الواضح لإسرائيل، وعدم اشتماله على خطة كاملة لإنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
وأكد الجزار: إن الهدنة المقترحة لمدة 60 يوما بمثابة فرصة لإسرائيل للمماطلة وكسب مزيد من الوقت لضم المناطق التى استولت عليها، مع إعادة تموضع قواتها وتأهليها من جديد خلال هذه الفترة، بل إن بنود المقترح المتعلقة بإطلاق سراح 1236 سجينا فلسطينيا، لا توجد عليه ضمانات قوية تؤكد عدم استهداف إسرائيل لهؤلاء الأسرى بعد إطلاق سراحهم كما فعلت من قبل.
واختتم محمد الجزار حديثه قائلا: إنه من المتوقع أن يفشل مقترح ويتكوف لأنه شديد الانحياز لإسرائيل ولا يلبى مطالب حماس الأساسية المتمثلة فى أن تتحول الهدنة المؤقتة إلى وقف إطلاق النار بصورة دائمة، بجانب عدم ضمان الصفقة لعودة دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة بصورة يومية خلال وقف إطلاق النار.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
