رئيس التحرير
عصام كامل

الرائد الإذاعي الكبير فهمي عمر لـ"فيتو": فضلت الإذاعة على النيابة.. الراديو لن يفقد قيمته ولا صولجانه.. وهذه نصائحي لتطوير الأثير

المذيع فهمى عمر
المذيع فهمى عمر
18 حجم الخط

فهمى عمر، هو شيخ الإعلاميين وعميد الإذاعيين العرب، لُقب بـ ساحر الميكروفون، والمذيع الصعيدى بسبب لهجته الصعيدية فهو من قبيلة هوارة بقنا وحفيد شيخ العرب همام، وهو نجم الإذاعة فى الزمن الجميل، وأول المعلقين الرياضيين فى الإذاعة وصاحب فكرة اذاعة الشباب والرياضة، ترأس الإذاعة المصرية، ووصفه الرئيس السيسى بكبير المقام.

 التقت "فيتو" بالمذيع القدير فهمى عمر وسط حديث عن الذكريات الإذاعية بمناسبة العيد الـ 91 للإذاعة، وكان الحوار كالتالي:

كيف كانت البداية مع الإذاعة؟ 

بعد تخرجى عملت محاميا تحت التمرين في مكتب الدكتور محمد صالح العميد الأسبق لكلية الحقوق الذي أبلغنى يوما بأن الإذاعة المصرية تطلب مذيعين ومقدمي برامج واقترح عليَّ التقدم لها، وبالفعل تقدمت ونجحت  فى اختبارات الإذاعة عام 1950 بسبب صلاحية صوتى للإذاعة ونطقى للغة العربية، وتم اعتمادي مذيعا في الإذاعة مع إيقاف التنفيذ لأن لهجتى كانت صعيدية، وجاءني التعيين بالنيابة فى نفس التوقيت لكنى فضلت الإذاعة بالرغم من أنني مكثت خارج الهواء أكثر من عام استقبل الضيوف وأرتب إجراءات التسجيل معهم ومع مهندس الصوت وكانت هذه الفترة من أغنى فترات حياتى، حيث تعرفت على كوكبة من القمم في مختلف المجالات فقابلت العقاد وسليمان نجيب وأم كلثوم وعبد الوهاب وفكرى أباظة وكامل الشناوى وعملت بينى وبين نفسى على التخلص من اللهجة الصعيدية.

ماذا تقول عن الإذاعة المصرية بعد مشوارك الطويل معها فى يوم عيدها؟

ــ هى بيت الكلمة الحلوة واللحن الشجي والبرنامج المجتمعي، كانت الإذاعة منذ النشأة شيئا جميلا في حياتنا، لا في حياة المصريين وحدهم بل العرب جميعا، حين جعلتهم يستمعون بتلاوة آي الذكر الحكيم من أساطين القراء رفعت والشعشاعى وأبو شعيشع، كما قدمت الأغانى الجميلة من الحناجر العظيمة أم كلثوم وعبد الوهاب والأطرش والعندليب وفيلق كبير من المطربين والمطربات، كما تضاعفت ثقافتهم وهم يستمعون إلى طه حسين والعقاد ومحمد عوض محمد وفكرى أباظة وغيرهم من الكتاب والمفكرين والمثقفين، ويوم انطلاق الإذاعة 31 مايو يعتبر من الأيام الخالدة فى تاريخ مصر، فهو حدث ذو قيمة وتأثير فى تاريخ مصر يوم انطلق فيه صوت مصر إلى أنحاء العالم "هنا القاهرة" التى رددها أحمد سالم.

كيف كان تأثير الإذاعة على المواطن؟

كان للإذاعة دور كبير جدا فى تهيئة الجو العام الثقافى فقد ساهمت ببرامجها المختلفة فى تثقيف الفلاح الأمى، كان بث الإذاعة لا يتجاوز 9 ساعات، زادت إلى 24 ساعة على مدار اليوم بعد ثورة يوليو وتعددت شبكات البث فكانت الأنيس والجليس للاسرة المصرية والعربية، أيضا كان لها تأثير إيجابى علينا جميعا، فقد علمت الإنسان احترام الوقت فنشرة الأخبار كانت تبث فى الثامنة والنصف صباحا إلى جانب البرامج والفقرات التى تم تحديد مواعيدها، أيضا لعبت الإذاعة المصرية دورا كبيرا من الناحية الوطنية فأججت مشاعر المواطنين وحثتهم على المطالبة بجلاء الإنجليز عن مصر، فضلا عن أن أبناءها هم الذين حملوا على عاتقهم مهمة إنشاء إذاعات عديدة فى الكثير من البلدان العربية.

فهمى عمر اثناء تكريم الرئيس السيسى له 
فهمى عمر أثناء تكريم الرئيس السيسى له 


ما أول برنامج قدمته فى الإذاعة؟

أجاب فهمى عمر بدأت ببرنامج "التعليق على مباريات الدورى العام"، وكان مدته خمس دقائق تذاع في السابعة وخمس دقائق أيام المباريات الأحد والجمعة، وكان بناء عن فكرة الصحفى عبد الرحمن فهمى فى وقت ولم تكن هناك وسيلة إعلامية أخرى تقدم رياضة، ونال البرنامج جماهيرية واسعة ليس في مصر وحدها بل في العديد من البلدان العربية التي كانت تشجع الكرة المصرية من بعده جاء برنامج “ربع ساعة رياضة”، كما قدمت برنامج "مجلة الهواء" وهو منوعات صاحب فكرته الكاتب احسان عبد القدوس، والإذاعة هى بيتى ولحم كتافى من خيرها.

ما سر عشقك للكرة والتعليق الرياضي؟

البداية كانت مع فريق الاتحاد وجامعة الإسكندرية الذي نظم رحلة إلى القاهرة بخمسين قرشًا تشمل تذكرة السفر بالقطار والعودة ودخول المباراة التي جمعت فريقى الاتحاد وفاروق ـ الزمالك حاليا ـ على كأس الملك فاروق عام ‏1948، وفاز‏ بها الاتحاد بنتيجة ‏2/1‏ وكان الزمالك يضم يحيي إمام وعبد الكريم صقر والجندي وحنفي بسطان وغيرهم، ‏أما الاتحاد فكان على رأسه نجما ظهرت براعته في ذلك اليوم هو "الديبة" الذي أحرز هدف الفوز وكان عمره ‏19‏ عاما فقط وعدنا إلى الإسكندرية واحتفلنا بالفوز وسهرنا حتى الصباح‏، وتعرفت على محرر الرياضة في الأخبار محمد شميس الذى كان يصطحبنى في المباريات ومن هنا عشقت كرة القدم، واعترف هنا أن جماهيرية الكرة هى التي صنعت جماهيريتي، فالرياضة أعطتني أكثر مما كنت أحلم، وجعلتني أزور مختلف دول العالم، إذ كنت أرافق الفرق الرياضية في جولاتها حول العالم ,

ما أسس ومبادئ العمل فى الإذاعة؟

أنا ابن ميكروفون الإذاعة ومنذ أن دخلت الإذاعة في خمسينات القرن الماضي تربيت على أسس معينة تلقيناها على أيدي أساتذتنا العظام الذين علمونا، كنا ندخل إلى الاستوديو بكامل الأناقة بالبدلة الكاملة والطربوش، وكان أستاذنا حافظ عبد الوهاب رحمة الله عليه يقول لنا إن المستمع يجب أن يستشعر أناقة المذيع من خلال الميكروفون، لأن ذلك ينعكس على كلام المذيع وأسلوبه في الأداء وثقته في نفسه وهو يتكلم، وتربيت على مبادئ معينة منها انه حين يتحدث الضيف  يسكت المذيع ولا يقاطعه، وعليه احترام الضيف وعدم التعالي على الجمهور، كما تعلمنا احترام المواعيد والقدوم مبكرا عن الموعد ولا زلت حتى الآن أحرص على هذه المسألة، وللأسف الشديد هذه الأمور نفتقدها كثيرا هذه الأيام بين من يعملون في الإعلام، فمثلا كثير من مقدمي البرامج في التلفزيون يحرك جسمه ويديه كثيرا وهذا خطأ لأنه مذيع وليس مؤديا، وكلها أمور أنتقدها في بعض إعلاميي هذا الجيل.


وماذا عن البرنامج العام؟

إذاعة البرنامج العام هى الاذاعة التى تربينا فيها لأنها تمتلك الأساس السليم والأسس المنضبطة التى قامت عليها لكن هذا لا يمنع أننى بين الحين والآخر اتجول داخل إذاعات أخرى كالقرآن الكريم والشرق الأوسط.

هل هناك فرق بين مذيع زمان ومذيع الآن؟

قديما كان المذيع يمر على خمس وست اختبارات، وأنا على سبيل المثال مررت بخمس اختبارات حتى التصفيات النهائية، والمذيع يجب أن يكون جعبة معلومات، وهذا ليس موجودا الآن وهذا ما أعيبه على بعض العاملين فى مجال الإعلام حاليا، وأرى أنه ليس من حق أى شخص كان أن يسطو على مهنة الإعلام سواء كان فنانا أو لاعب كرة أو غير ذلك، المذيع يجب أن يدخل من الباب الرسمى للمهنة وليس من النافذة كما يحدث الآن.

ما مستقبل الراديو من وجهة رأيك؟ 

طغت علي الراديو الموبايلات والفضائيات لكن لن يفقد الراديو قيمته ولا صولجانه، ومازلت ارى انه هو وسيلة الإعلام الأولى عالميا فأي حدث يقع ينشره فى الراديو أولا، لأن نشر الخبر مصورا يحتاج لوقت أطول ولو أذاع التلفزيون الخبر من دون صورة فكأنه خبر إذاعي، كما أن للراديو مكانته مع الملايين من أصحاب السيارات وسيدات البيوت وعشاق السهر، فالراديو لن يموت وسيظل وسيلة الإعلام الأولى.

ما نصائحك لتطوير حال الإذاعة؟

إن يزيد دور الإذاعة ويصبح فعالا فى التثقيف والتعليم وأن تتجول فى ربوع مصر لتعكس هموم المواطن الحقيقية وترصد شكواهم ومشاكلهم وطموحاتهم وآمالهم على الواقع، وكذلك تستخرج طاقاتهم ومواهبهم فى شتى المجالات خصوصا أنها أسهل وأبسط وسيلة اعلامية ولا تتكلف أى عبء سوى ضبط مفتاح الراديو على المناسبة حتى انت تقود سيارتك، وأقول لكل إعلامى اخلقوا أنتم القوة لتعود الإذاعة كما كانت بالبحث عن الخامات الجيدة والكتابات الجذابة لتعود البرامج الجماهيرية الناجحة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية