رئيس التحرير
عصام كامل

في أوروبا والدول المتقدمة.. وفي بلادنا؟!

18 حجم الخط

في أوروبا والدول المتقدمة كل شخص من أفراد المجتمع يتم وضعه في مكانه الصحيح تمامًا، اللهم إلا حالات واستثناءات قليلة جدًا لا تشكل نسبة تذكر وبالتالي لا تؤثر على السياق العام، كل شخص في المجتمع توكل إليه مهمة ووظيفة يضطلع بها وبواجباتها على أكمل وجه بكل إخلاص وجد، كونه مؤهلًا لها تماما ومتخصصًا فيها، حيث إن هذه المجتمعات المتحضرة المتطورة تؤمن أشد الإيمان بمبدأ التخصص في جميع مجالات الحياة.


فكل إنسان له مواهب وقدرات ومؤهلات خاصة في مجال معين يتخصص فيه ويلتزم به، حتى يعطي ويبدع فيه، كي يفيد المنظومة التي يعمل بها أيما إفادة بصفة خاصة ومجتمعه وبلده بصفة عامة، وفي هذا المناخ الصحي تكاد تختفي عوامل الواسطة والمحسوبية والعشوائية وآفة تفضيل أهل الثقة على أهل الخبرة والكفاءة التي هي للأسف أساس ومنهج مجتمعاتنا العربية ودول العالم الثالث! 

وسبب رئيس مع أسباب أخرى في تراجعنا وتخلفنا بسنوات ضوئية عن دول العالم المتقدمة، في كافة نواحي الحياة الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والسياسية والثقافية والإعلامية والفنية إلى أخره، والأخيرتان لنا معهما وقفة في السطور التالية..

الشللية والواسطة 

تعرضنا كثيرًا في مقالات سابقة لموضوع الشللية والواسطة في الوسط الفني والإعلامي، وقلنا إنه آفة هذا الوسط وخطيئته الكبرى، التي أفسدت كل شيء فيه وقضت على اليابس والماء وتركته يعاني من أمراض عديدة مزمنة ومشاكل لا حصر لها، انعكست بشكل سلبي جدًا على مستوى كل ما يقدم من أعمال فنية ومن برامج بعيدة كل البعد عما يحتاجه الناس، بل وكثيرا ما تسيء لهم وتستخف بعقولهم وتضحك عليهم.


ومرجع كل هذا احتكار عدد من الشركات والكيانات لا يتعدى أصابع اليد الواحدة حديثة العهد والخبرة ومحدودة الكفاءة العملية الإنتاجية بكل عناصرها، من فنانين ومخرجين ومؤلفين وفنيين ومحطات فضائية ومذيعين وكوادر إلى أخره.. 

ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فإنهم يقومون بالاعتماد فقط على المقربين منهم ومن أعضاء شللهم وممن يدينون لهم بالولاء ويداهنوهم ويطبلون لهم على طول الخط، وأغلب هؤلاء من محدودي وعديمي الموهبة والقدرات، في حين يتجاهلون مع سبق الإصرار أصحاب المواهب والكفاءة الحقيقين في مختلف فروع الفن والإعلام.
ومعظم القائمين على هذه الشركات والكيانات المحتكرة للفن والإعلام لا يتسمون بالتخصص ولا المواصفات التي يجب توافرها فيمن يتصدى لهذه المهام، ومن ثم تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ولا تحب بالطبع.

 تراجع كمًا وكيفًا 

وبإطلالة سريعة على دفتر أحوال الفن وأهله في مصر خلال السنوات الأخيرة، سنجد أنه قد شهد تراجعًا مخيفا كمًا وكيفًا، على مستوى الدراما التليفزيونية ورمضان المنقضي خير شاهد على ذلك، حيث كان يتم إنتاج نحو 70 عملًا في شهر رمضان من كل عام، متنوعًا بين الكوميديا والاجتماعية الإنسانية والدينية والتاريخية والفوازير.. 

صارت منذ أحداث يناير 2011 لا تزيد عن 30 أو 40 عملًا فقط، أغلبها مسلسلات كوميدية وجريمة وعنف وتشويه للقيم والتقاليد المتوارثة.. وهو نبه إليه وحذر منه رئيس الجمهورية مؤخرا في إحدى ندوات القوات المسلحة. 

 

وعلى مستوى السينما التي تمتلك فيها مصر تاريخا حافلًا ومضيئا، أصبح الحاضر والمستقبل الخاص بها لا معالم له، فبعد أن كنا نتباهى بتقديم أكثر من 100 فيلم في العام الواحد أغلبها أعمال جيدة ومحترمة، أضحينا لا نشاهد أكثر من 25 أو 30 فيلمًا سنويًا على الأكثر معظمها دون المستوى، يسيطر عليها اللون الكوميدي الذي يعتمد على الإفيه والنكتة لانتزاع الضحك من الجمهور دون أن يفلح في ذلك، أبطال هذه الأعمال لا علاقة لأغلبهم بالفن من قريب أو من بعيد.

وجوه مشوهة 

وعلى مستوى المهرجانات الفنية نجد أن أغلب القائمين على تأسيس أو إدراة أو تنظيم هذه المهرجانات وما أكثرها بمصر في السنوات الأخيرة من غير المتخصصين في الفن بمختلف فروعه، بل هم من الهواة الباحثين عن الشهرة والمال أو من محاسيب أصحاب النفوذ والسلطة! والنتيجة احتفالات وريد كاربت وتكريمات ومجاملات وجوائز وألقاب لا قيمة لها، ومظاهر لا تفيد الفن ولا تحقق الهدف المأمول منها ولا تسمن ولا تغني من جوع.


أما بالنسبة للإعلام والبرامج فأصبحت لغته السائدة بعد يناير 2011 لدى غالبية مقدمي البرامج هي الصوت العالي والزعيق والتطبيل والنفاق والرياء وتشويه الحقائق ولوي عنقها، من أجل مداهنة وكسب ود الكبار وأصحاب النفوذ والسلطان والقائمين على المحطات والمؤسسات الإعلامية، سواء عامة أو خاصة أو أجنبية، وذلك لأجل الحفاظ على مكتسباتهم ومواقعهم وزيادة وتراكم ثرواتهم.

 


ومن ثم شاهدنا ومازلنا وجوهًا إعلامية مشوهة تجاوزها الزمن وعفا عليها ولفظها الناس، ولكنهم مازالوا يقاومون ويكابرون وينكرون ويفرضون علينا فرضًا.. ولكن أخيرًا ماذا لو جربنا يومًا أن نعطي العيش لخبازه ونضع كل شخص في مكانه الصحيح الذي يناسبه، ويكون مؤهلا له مثلما يحدث في أوروبا والدول المتقدمة ؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية