عميد طب قصر العيني: نعاني نقص الموارد ونعتمد على التبرعات.. والمالية ترفض زيادة الموازنة.. والخصخصة مستحيلة.. ونواجه خطر الاندثار ( حوار )
>> قرارات العلاج على نفقة الدولة غير مدرجة فى موازنة المخصصات المالية
>> نسعى لانضمام القصر العيني لمظلة التأمين الصحى الشامل
>> لدينا أزمة فى التمريض، ونعاني نقصًا بنسبة 20% من احتياجنا
>> لا أزمة فى هجرة الأطباء.. وما يحدث فى مصر يحدث فى أوروبا أيضا
>> نقدم الخدمة لـ 2 مليون مريض سنويا
>> نقدم 160 جراحة روبوتية مجانا ونتائجها متميزة
تقترب كلية طب قصر العيني، بجامعة القاهرة، من الاحتفال بمرور 200 عام على إنشائها، حيث أنشئت عام 1827، وتعتبر أقدم كلية طب فى مصر، وأعرق كليات الطب فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
طيلة هذه الأعوام استمرت الكلية فى تخريج دفعات عديدة من كبار الأطباء المصريين وأمهرهم على الإطلاق، كما أنها اعتبرت كعبة الطب فى العالم العربي، حيث يفد إليها القاصى والدانى من الراغبين فى دراسة أحدث أساليب الطب.
لم يتوقف الأمر عند الجانب التعليمى فقط، ولكن المستشفيات الجامعية التابعة للكلية استمرت فى تقديم خدمات طبية متميزة لأبناء مصر من كافة الأقاليم وليس فقط القاهرة الكبرى، وحققت نجاحات طبية فى جراحات دقيقة وصعبة جعلتها مثار حديث واهتمام العالم.
مع مرور 200 عام على إنشائها تواجه مستشفى قصر العينى الكثير من التحديات، من أهمها التطوير الذى بات أمرا ملحًا لمواكبة الزيادة المطردة فى أعداد المرضى والطلاب.
ولكى نضع أيدينا على المشكلات والتحديات ونجد حلولا لها، حاورت "فيتو" الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني، ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، وأستاذ المخ والأعصاب.

*بداية، نود أن نتعرف على إنجازات الكلية من حيث حصولها على الاعتمادات الدولية؟
نحن فى قصر العينى لدينا استراتيجية واضحة، وهى تقديم خدمة طبية متميزة بمعايير دولية، وليس معايير محلية، لأننا نطمح فى الوصول إلى المستويات الأعلى، ولأن كلية طب قصر العينى نشأت دولية، فبالفعل حصلنا على اعتمادات دولية كثيرة لعدد من الأقسام بالكلية.
*وما المشكلات التى تواجهكم فى قصر العينى لاستمرار تقديم الخدمات؟
دائما وأبدا ستظل مشكلة القطاعات الكبيرة فى الإدارة هى توافر السيولة المالية، وفى قصر العينى جزء كبير من الخدمات التى نقدمها تكون عبارة عن خدمات علاجية بقرارات العلاج على نفقة الدولة، لكن للأسف القرارات لا تغطى تكلفة الخدمة كاملة، وهذا أصبح معوقا كبيرا بالنسبة لنا، لذلك نعتمد على التبرعات لسد الفجوة، خاصة وأن هذه الخدمة غير مدرجة فى موازنة المخصصات المالية من الدولة، لأنها تعتبر خدمات خارجية.
*وأين تذهب مخصصات موازنة الدولة لقصر العيني؟
نحن نعتمد بشكل أساسى على موازنة الدولة فى العلاج والمستلزمات الطبية للمرضى المستحقين المنقسمين إلى جزأين، المقيمين داخل المنشأة، والمترددين على العيادات الخارجية والطوارئ، والأولوية دائما ما تكون للمرضى المقيمين، لكن وحدة العلاج على نفقة الدولة، هى وحدة ذات طابع خاص، لها دوران مستقل، ولا تأخذ أى دعم مالى من موازنة الدولة، وبالتالى للأسف من يعملون بهذه الوحدة، يعملون فى بيئة صعبة، فالأستاذ المتفرغ لهذا العمل، لا يأخذ أجرا غير راتبه الطبيعى لأستاذ الجامعة، ويقدم هذه الخدمة لكى يحصل على اعتماد دولي، بل بالعكس هو يسعى للحصول على تبرعات أيضا لتغطية الفجوة فى المصروفات.
*وكم تبلغ قيمة التبرعات التى يحصل عليها قصر العيني؟
التبرعات ليست آلية للاستدامة المالية، ونحن نواجه صعوبات شديدة فى جمع التبرعات، لكنها تسد فجوة يجب علينا حلها طوال فترة الإدارة، وأحيانا يرى البعض أن هناك وحدات رابحة بقصر العيني، لكن فى الحقيقة أن التبرعات هى التى تحملت الفارق، والتبرعات تمثل حوالى 25% من دعم قصر العيني، وقصر العينى يصرخ من قلة الموارد.
*ولماذا لا تخاطبون وزارة المالية لزيادة المخصصات المالية لقصر العيني؟
طالبنا وزارة المالية مرات عديدة بزيادة الموازنة، لكن ذلك لم يحدث، برغم حدوث التضخم فى الدولة والذى يصل من 10 إلى 30%، رغم ذلك فإن الموازنة المقدمة لنا مازالت كما هي، والعام الماضى على سبيل المثال كانت لدينا فى قصر العينى مشكلة فى بند التغذية وخاطبت وزارة المالية من خلال مجلس النواب لتوفير تكلفته، والمالية رفضت، ولم يقتنعوا بأن الغذاء للمريض كالدواء وتوفيره أمر ضرورى جدا، وكانت المفاجأة أن الوزارة طلبت أن نتولى الصرف على هذا البند من وحدات العلاج بأجر، فى حين أن تلك الوحدات لها دورة مالية معينة، وتغطى تكاليفها بنفسها لكى تستديم وتستمر فى تقديم خدماتها، وإذا ما أخذنا من مواردها لتغطية هذا العجز ستنتهى، ولن تكن قادرة على القيام بدورها، كما أنه حل سريع للمشكلة أثناء وجودى كعميد للقصر العيني، لكن من سيأتى بعدى سيواجه مشكلات عديدة.
*ماذا عن خطة تطوير قصر العيني والمدة الزمنية المحددة للانتهاء منها؟
اجتمعنا مع رئيس مجلس الوزراء فى سبتمبر الماضي، طبقا لتوجيه من القيادة السياسية لمشروع تطوير قصر العيني، وفى الحقيقة فإن القيادة السياسية وضعت المشروع فى أولويات توجهها لأهمية القصر ولما له من أمان قومى للمريض المصري، وبرؤية الجميع فإن قصر العينى إذا لم يتطور سيندثر.
*وما الذي يعيق تنفيذ خطة التطوير؟
فى الواقع لدينا مشكلتان الأولى هى البنية التحتية، والتى بدونها لن يعتمد قصر العينى فى التأمين الصحى الشامل، علما بأنه يقدم خدمات لـ 2 مليون مريض سنويا، وقصر العينى من الضرورى أن يدخل ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، وإلا هؤلاء المرضى لن يكون لهم أى نظام علاجي، إضافة لذلك فإن هناك إجراءات من بعض القطاعات الأخرى بالدولة، مازلنا فى انتظارها.
*لكن هل خطة التطوير تم وضعها بالكامل أم مازالت قيد الدراسة؟
قصر العينى قام بوضع الخطة كاملة، وانتهى من كافة جوانبها، من حيث الناحية الطبية، وخطة تجهيز المشروع بما لا يؤثر على تقديم الخدمات الطبية للمرضى، كما أن المشروع سيرفع من مستوى الخدمة الطبية، ليتمكن قصر العينى من تحقيق المتطلب الدستورى للمواطن المصرى بتقديم خدمة لائقة ذات جودة عالية، فى مكان لائق.

*الحديث عن التطوير دائما ما يقودنا إلى تقديم الخدمة بأجر بعد أن كانت مجانية وما يتردد عن خصخصة قصر العيني، ما ردك على ذلك؟
قصر العينى لن يخصخص، هذا مستحيل، ونحن نسعى لانضمامه لمظلة التأمين الصحى الشامل، لكننى أطالب الدولة بالإسراع فى تطويره لأننى أرى المستقبل، وبخبرتى فى العمل فى قصر العيني، واطلاعى على المؤسسات العلاجية فى العالم ونقاط قوتها وضعفها، أقول وبكل صراحة أن قصر العينى اذا لم يتطور سيندثر.
*هل مازالت لديكم أزمة فى التمريض؟
نعم، لدينا أزمة فى التمريض، ونقص بنسبة 20% من احتياجنا، وهذه النسبة تمثل فرقا كبيرا فى التشغيل بالنسبة لنا، وفى زيادة عدد أسرة الرعاية، خاصة وأنه فى المخطط الجديد وفقا للمعايير الدولية فإن 15% من الأسرة ستكون أسرة رعاية.
*بالأرقام، ماذا قدم قصر العينى للمبادرات الرئاسية للصحة؟
المبادرات الرئاسية من أحد أهم التغيرات النوعية فى صحة المواطن المصري، وبالتحديد 100 مليون صحة، وفى الحقيقة أن القضاء على فيروس سى إنجاز كبير، مثل البلهارسيا فى الثمانينات، كان اختفائها انجاز أيضا، والقصر العينى يشارك فى قوائم الانتظار بشكل فعال جدا، ولنا مايقرب من 45 ألف إجراء منذ بداية المبادرة ما بين عمليات جراحية أو تدخلات غير جراحية.

*حقق قصر العينى نجاحات طبية فى إجراء جراحات تحدث عنها العالم، هل من الممكن أن تطلعنا على أهمها؟
نعم، هذه الجراحات هى من أهم ما يميز قصر العيني، ومن أحد النقاط المضيئة الجراحات الروبوتية، فلدينا 160 جراحة روبوتية وجميعها تقدم مجانا، ونتائجها متميزة، ولدينا أيضا خدمات أخرى تقدم فى وحدة الإيكمو، والتى لايوجد لها مثيل فى الشرق الأوسط وأفريقيا، والتى أسس لها أساتذة فى وحدة الحالات الحرجة بقصر العينى، هناك أيضا جراحات زراعات اليد والأطراف المبتورة، والتى كانت فى الماضى يقوم بها الأساتذة فقط، الآن بإمكان زملائنا من أعضاء هيئة التدريس ممن فى بداية السلم الوظيفى القيام بها.
*كطبيب أولا وعميد لقصر العينى ثانيا، كيف ترى هجرة الأطباء؟
كلمة هجرة فى رأيى هى تعبير غير دقيق، لأن الهجرة تعنى عدم العودة للبلد مرة أخرى وهذا لا يحدث، والطبيب الذى يسافر فإنه إما يرغب بالالتحاق بهيئات أو مؤسسات يرى أنها أفضل من تلك التى يوجد فيها، وهؤلاء لا يبحثون عن عائد مادي، خاصة وأن أجور الأطباء فى أوروبا متدنية، أو أنه يسافر للحصول على وضع أفضل وأسرع ماليا يستطيع الاستفادة منه، ويلبى احتياجاته.
*وما الإجراءات التى يجب اتخاذها لإنهاء أزمة هجرة الأطباء فى رأيك؟
أنا لا أرى أنها أزمة، صحيح أن هناك احتياجا لبعض الأطباء المسافرين، لكن الفجوة الكبيرة ما بين الأجور فى دول الخليج وفى مصر لا يمكن أن تنتهي، وهناك أطباء من ألمانيا ودول أوروبا يذهبون للخليج لممارسة الطب هناك بحثا عن العائد المادى الكبير، كما أن أطباء أوروبا يذهبون إلى أمريكا لنفس السبب، ليس فقط المصريين، أما عن الإجراءات فأنا لا أقول إنه يجب تمييز فئة على غيرها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
