رئيس التحرير
عصام كامل

الله أعطى الصابرين درجة كبيرة، علي جمعة يستعرض قضية الابتلاء والاختبار في الدنيا

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، فيتو
18 حجم الخط

استعرض الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، في حلقة اليوم من برنامج "نور الدين والدنيا"، قضية الابتلاءات والاختبارات في الحياة الدنيا.

وقال الدكتور علي جمعة: هذه الدنيا دار اختبار، هذا هو الواقع، وهذا هو الشأن الذي خلق الله الدنيا عليه، الدنيا ليست دائمة، بل فانية، وهي دار ابتلاء واختبار وامتحان، وينبغي للإنسان حتى يكون سعيدا في هذه الدنيا، ناجحا في التعامل معها أن يعاملها ويفهم صفاتها، فإذا فهم المؤمن هذه الصفات وما وراءها من حكمة الله، سبحانه وتعالى، في خلقها، اطمأن قلبه وحسن عمله.

واضاف: ونريد أن نجري نقاشا حول هذه المسألة، وما يجول في أذهان الناس بشأنها، خاصة الشباب الذين يحضرون معنا اليوم. النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، يقول كمدخل لهذا الأمر: "إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه"، وهذا على مستوى الفرد، ويقول أيضا: "إن الله إذا أحب قوما (وهذا على مستوى المجتمع) ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".

التعامل مع الأزمات

وتابع: ينبغي علينا أن ندرك أن هذا نوع من أنواع الاختبار الذي من شأنه أن يخرج قوة الصبر عند الإنسان، وعندما يكون الإنسان صبورا، ويدرب نفسه على التعامل مع الأزمات، ولا ينهار أمامها، ولا يضعف بشأنها رفعه الله، سبحانه وتعالى، رفعة ما بعدها رفعة، حيث قال: "إن الله مع الصابرين"، والعارف بلغة العرب يعرف أن كلمة "مع" تدخل على الشيء العظيم، فنقول مثلا: جاء الوزير مع السلطان؛ لأن السلطان أعظم شأنا ورتبة من الوزير، ولا نقول: جاء السلطان مع الوزير، لأن السلطان أعلى رتبة.

وقال: "مع" تدخل على العظيم، ونقول: جاء الرجل مع أبيه، أو جاءت البنت مع أبيها، لأن الأب أعلى رتبة في الوجود وفي الدرجة من الابن، ولانعكس.. والله هنا يقول: "إن الله مع الصابرين"، فدخلت مع على "الصابرين"، لا يقول هذا إلا الله؛ لأنه منح الصابرين درجة كبيرة جدا، وأعلى قدرهم لهذا الشأن.
إذن فكلمة الصبر هذه، وهي منها اسم الله تعالى "الصبور"، تجعل الإنسان قادرا على النجاح في الدنيا، وسعادة الدارين، قادر على ألا ينهار وينهزم أمام المشكلات، والابتلاءات. هذا المدخل سيهيئ لنا مناقشة حول هذا المعنى؛ أن الله يحب الصبر، أن الصبر له فائدة.. فائدة للقوة.. أن هذه الحياة الدنيا بها ابتلاءات، على مستوى الفرد، وعلى مستوى المجتمع.. أن هذه الابتلاءات ينبغي علينا أن نتجاوزها بنجاح، وأن نتعداها بانتصار، وهذا لايكون إلا بالصبر.

غير الصبور يكاد يخرج عن نطاق السعادة

وقال علي جمعة: “الإنسان غير الصبور يكاد يخرج عن نطاق السعادة، والنجاح، ونطاق التعامل المتزن مع مجريات الحياة، وهو يسخط على نفسه وعلى العالم، وقد يسخط، أيضا، والعياذ بالله، على ربنا، سبحانه وتعالى، وجل جلاله. الله يطلب منا أن نحمده ونشكره، أن نسجد له، ولو عرفنا نعم الله، سبحانه وتعالى، التي أحاطنا بها، وما أعد للمؤمنين من ثواب يوم القيامة.. شيء مذهل، ينبغي علينا أن نسجد لله منبهرين بهذا الكرم الرباني، لا أن نسخط عليه، بل أن نرضى وأن نسلم بقوة، وكل هذا سره الصبر عند الابتلاء”.

واضاف: "سمع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أحدهم يقول: اللهم إني أسألك الصبر، قال: "لم تفعل هذا"؟! "لقد سألت هكذا نزول البلاء"؛ لأن الصبر لايكون إلا عند البلاء، إنما اسأل الله السلامة، فإذا لاقيت البلاء نثبت بما تعلمناه من صبر، ونخرج حينئذ الصبر حتى نواجه هذا الأمر. مثل القتال مع الأعداء، نحن لا نريد القتال: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله، لكن عندما نغزى، ونقاتل، ويضطرونا للقتال نثبت ونصبر ونقاتل في سبيل الله؛ لأنني أدافع عن ذاتي ووجودي وكياني”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية