آمال فهمي.. ملكة الكلام ومذيعة أطول برنامج إذاعي.. حكاية تقديم أول فوازير رمضانية.. وسر تقديم مصلحة البريد شكوى ضدها إلى مجلس الوزراء

آمال فهمى، إذاعية قديرة، أشهر من قدمت برامجها بالإذاعة في وقت لم يكن التلفزيون قد بدأ بعد أن اشتهرت بتقديم برنامجها على الناصية الذى استمر تقديمه أكثر من نصف قرن من الزمان، وكانت آمال فهمى هي صاحبة فكرة تقديم فوازير رمضان بالإذاعة.

وكانت تقدم موضوع جديد للفوازير كل عام، ولم تكن تقتصر على التسلية وإنما كانت فوازير تثقيفية، تقدم معلومات ومعرفة بشكل جذاب ومشوق ولذلك كان الناس ينتظرونها من العام للعام. 

أول فتاة تسجل اسمها فى كشوف الناخبات

وآمال فهمى هى أول سيدة تم تعيينها مديرا لإذاعة الشرق الأوسط فى 1964، وأول من أدخل التحقيقات الإذاعية فى برامج الإذاعة، وأول مذيعة تحصل على جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية، وصاحبة أطول برنامج إذاعى، وحصلت على لقب “ ملكة الكلام ” فى 1960 باختيار الجمهور فى مسابقة مجلة «الأسبوع العربى» اللبنانية، كما أنها أول فتاة تسجل اسمها في كشوف الناخبات. 

رمضان كريم أول فوازير الإذاعة 

ولدت آمال فهمي عام 1926 وتخرجت في كلية الآداب بجامعة القاهرة قبل أن تلتحق بالإذاعة المصرية عام 1951، كما قدمت الكثير من البرامج الإذاعية، فكانت أول من اقترحت على المسئولين تقديم برنامج فوازير في الإذاعة باسم " رمضان كريم " عام 1955 مع وصول الراديو إلى الأرياف وأصبح موجودا في كل بيت.

ووافقت الإذاعة على فكرة  فوازير آمال فهمى التي كانت تقوم على الاستعانة بالمشاهدين فى تقديم أنفسهم لحل الفزورة دون ذكر اسمائهم، وكذلك استضافة أعلام الفن والادب والمجتمع منهم 29 شخصية لـ 29 حلقة منهم أم كلثوم وعبد الوهاب وكامل الشناوى وعبد الفتاح القصرى وفريد الأطرش ومارى منيب وشادية وصفية المهندس وشكوكو وحسن فايق وإحسان عبد القدوس وأحمد الصاوى محمد ومحمد عبد المطلب وزكريا الحجاوى وغيرهم، حيث يتحدث الضيف فى الحلقة عن موضوع بعيد عن تخصصه وعلى المستمع أن يحدد من هو المتحدث.

وشارك آمال فهمى فى تقديم الفوازير عدد من فرسان الكلمة في مصر،بداية من الشاعر بيرم التونسي ومفيد فوزي ورسام الكاريكاتير صلاح جاهين، ليحمل رايته من بعده نجله الشاعر بهاء جاهين.  

احسان عبد القدوس بتاع الحب 

من طرائف التعليقات التى تضمنتها فوازير آمال فهمى التي ارفقت بالإجابات هو وضع تعريف لكل صاحب شخصية من وجهة نظر المتسابق، فمثلا هناك مستمعة اسمها فيفي عباس وكانت تعليقاتها: (يوسف وهبى..ياماما) و(ماجدة..يختي على شعرها) و(إحسان عبد القدوس..بتاع الحب) وهكذا.

أمين حماد رئيسا للجنة 

 وأعلنت اللجنة برئاسة محمد أمين حماد مدير الإذاعة رئيسا، وعضوية سعد لبيب وعبد الحميد يونس ومحمد البسيوني، النتيجة وصفت النتيجة على 294 متسابقا، وسحب "حماد" أول ورقة وفازت بالجائزة الأولى انشراح المكي بمبلغ 15 جنيها، والثانية مرفت منصور بمبلغ عشرة جنيهات، والثالثة رضا حسن على وفازت بمبلغ خمسة جنيهات، وخلال الفرز أعلن مدير الإذاعة زيادة المبلغ المخصص للفائزين من 30 جنيها إلى 50 جنيها، قائلا: رمضان كريم فعلا ياجماعة، وبعد إحصاء أعده المكتب الفني تبين أن نسبة الفائزين 11 سيدة مقابل 7 رجال، وذلك من خلال عينة 294 منهم 157 سيدة وفتاة و137 رجلا.
 

ونجحت فوازير آمال فهمى ووصلت الإذاعة فى أول فوازير 350 ألف خطاب مشاركة فى الفوازير، وفى العام التالى قامت فكرة الفوازير على احد المشاهير يقرأ صفحة فى كتاب وعلى المستمع أن يعرف صاحب أو صاحبة الصوت، وكانت تحت عنوان (من صاحب الصوت ) وكانت ام كلثوم اول ضيفة فى هذه الفوازير حيث قرأت صفحة من كتاب الدكتور طه حسين "الأيام " وبدأت قيمة الجوائز من 10 جنيهات.

بيرم التونسي.. حكايات شاعر الشعب وهرم الزجل.. بدأ حياته صبيًّا في محل بقالة.. كتب الثلاثية المقدمة لـ"أم كلثوم".. وهكذا رثاه صلاح جاهين

المركز القومي للترجمة يحتفي بالشاعر صلاح جاهين

وفى السنة الثالثة عهدت آمال فهمى الى الزجال بيرم التونسى لكتابة الفوازير وكانت مدة الحلقة دقيقة واحدة وتبحث الفزورة عن أشياء تتعلق بالشهر الكريم مثل السبحة،المدفع، الفانوس، الكنافة، الأذان، القطايف وهكذا، ثم يرسل الشاعر بيرم التونسى إجابة الحلقات إلى المسئولين في الإذاعة في اليوم الأخير من شهر رمضان واستمر في كتابتها خمس سنوات. 

شكوى من مصلحة البريد 

آمال فهمى بصوتها الخلاب المميز نجحت بجدارة فى أن تبلغ حصيلة رسائلها من إجابات الفوازير أكثر من مليون رسالة من مليون مستمع، وشكلت ضغطا على مصلحة البريد التى ألغت الإجازات فى العيد، وكان نقل هذه الرسائل إلى الإذاعة مشكلة كبيرة، لدرجة أن مدير مصلحة البريد أرسل شكوى إلى مجلس الوزراء من كثرة الضغط على المصلحة. وكان ذلك أحد معايير نجاح أولى سيدات الفوازير فى مصر.

 
وتحكى آمال فهمى حكايتها مع الفوازير فتقول:  لا أنسى أبدا أنني صاحبة فكرة أن يحتفل الإعلام بشهر رمضان، هذا التقليد لم يكن معروفا،لا فى الإذاعة ولا التلفزيون ولا حتى فى البلاد العربي،لكنى وجدت أنها فرصة لكى يجتمع كل أفراد الأسرة حول المائدة فى لحظة معينة، على أن يكون شيئا ظريفا ممتعا، وأشكر الله أن أوحى إليَّ بهذه الفكرة التى استمرت لأكثر من خمسين عاما، وأذكر أن الكاتب الأستاذ محمد التابعى قال فى أحد مقالاته: "لعنة الله على آمال فهمى لأنها كانت سببا فى أن يسيل شربات الكنافة على ملابسى لأنى كنت حريصا على سماع الفزورة، وأفكر فى كل كلمة فيها، والأهم من ذلك ترقب إعلان نتائج الفائزين من خلال الخطابات التى وصلت إلى مئات الآلاف شغلت مصلحة البريد وجعلتها تتوقف عن مصالح الجماهير اليومية.

صلاح جاهين يرفض فى البداية 

من المواقف الطريفة التى تحكيها آمال فهمى عن الفوازير تقول: “بعد رحيل بيرم التونسى لجأت إلى الشاعر صلاح جاهين لكتابة الفوازير فرفض، وقال لى: إنتي عايزانى ألبس جاكتة أبويا ؟ قلت له: يعنى إيه ؟ قال جاهين: فى الفلاحين عندما يموت الأب يلبسوا ابنه جاكتته، وانتي عايزانى ألبس جاكتة أبويا بيرم التونسى بحاله، أنا أقل من أن أضع نفسى فى مستواه”.

وتابعت آمال فهمى:بعدها استبعدنى الوزير محمد فايق من الإذاعة وتوقفت الفوازير، ثم اعادنى السادات في السبعينات ليكتب مفيد فوزى الفوازير، ومن بعده كتبها صلاح جاهين لمدة نحو 14 سنة، ظلت الجوائز ترتفع قيمتها تدريجيا حتى وصلت إلى 100 جنيه ثم 1000جنيه  لينتقل بعدها الى التليفزيون.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.