ذكرى وفاة الوليد بن عبد الملك، قائد الفتوحات وصانع التحولات العمرانية
تحل اليوم ذكرى وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، الذي حكم بين عامي 705 و715م، تاركًا بصمات عميقة في تاريخ الدولة الإسلامية.
كان عصره ذروة التوسع والازدهار، حيث امتدت حدود الدولة الإسلامية شرقًا إلى الهند وغربًا إلى الأندلس، في واحدة من أعظم الفترات التي شهدها التاريخ الإسلامي.
الوليد بن عبد الملك، نشأته وشخصيته الفذة
وُلد الوليد بن عبد الملك عام 668م في مدينة دمشق، وكان ينتمي إلى أسرة أمويّة نبيلة، حيث كان والده، عبد الملك بن مروان، الخليفة الأموي الخامس ومنذ صغره، أظهر الوليد قدرة فائقة على القيادة والإدارة، وكان له حضور قوي داخل البلاط الأموي وعُرف بشخصيته الهادئة والعقلانية، حيث كان دائمًا يحافظ على توازن دقيق بين القوة السياسية والاهتمام بالقضايا الاجتماعية.
وكان الوليد شخصية ذكية وطموحة، تجمع بين الحكمة العسكرية والرؤية العمرانية. كان يقدّر العلماء والمفكرين، واهتم بتطوير التعليم ورعاية المشاريع الكبيرة التي تخدم الأمة.
وعلى الرغم من شخصيته القوية، كان يتمتع بنوع من التواضع، حيث لم يكن يظهر كبرياء أو استعلاء على رعاياه. وهذا التوازن بين القوة والرحمة جعله محبوبًا في أوساط مختلفة، سواء بين أفراد عائلته أو بين المواطنين.
الخليفة الوليد، راعي الفتوحات والتوسعات
عُرف الوليد بولعه بالجهاد والتوسع، فشهد عصره فتوحات كبرى على يد قادة بارزين مثل قتيبة بن مسلم في آسيا الوسطى، وموسى بن نصير وطارق بن زياد في الأندلس. كانت هذه الفتوحات جزءًا من مشروع أموي طموح لترسيخ الهيمنة الإسلامية عالميًا، ما جعل الدولة في أوج قوتها خلال عهده.
النهضة العمرانية، حين تحول الحلم إلى واقع
لم يكن الوليد مجرد قائد حروب، بل كان أيضًا مهندسًا لعصر ذهبي من التطوير العمراني. يعد بناء المسجد الأموي في دمشق أحد أبرز إنجازاته، حيث حول الموقع إلى تحفة معمارية إسلامية لا تزال قائمة حتى اليوم. كما قام بتوسعة المسجد النبوي في المدينة المنورة، وأمر ببناء المستشفيات والخانات والطرق، ما عزز من استقرار الدولة وتطورها.
الوليد والإصلاحات الداخلية
كان الوليد إداريًا محنكًا، حيث اهتم بتطوير أنظمة الحكم ورعاية الفقراء والمرضى. في عهده، وُضع أول نظام متكامل لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث خصص لهم رواتب وإعانات، في سابقة تاريخية تؤكد اهتمامه بالجوانب الإنسانية للدولة.
المرض والوفاة، نهاية عصر القوة
رغم إنجازاته، لم يسعفه القدر ليحكم طويلًا، إذ توفي عام 715م بعد إصابته بمرض خطير. ومع رحيله، دخلت الدولة الأموية مرحلة جديدة، حيث لم يحظَ خلفاؤه بنفس الكاريزما والقدرة على الإدارة، ما مهد لاحقًا لسقوط الحكم الأموي في الشرق.
وتبقى سيرة الوليد بن عبد الملك نموذجًا للقائد الذي جمع بين القوة والتخطيط، وترك وراءه إرثًا لا يزال حاضرًا في معالم الحضارة الإسلامية حتى اليوم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
