رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى وفاة الوليد بن يزيد.. معول هدم الدولة الأموية

الوليد بن يزيد
الوليد بن يزيد

في مثل هذا اليوم من عام 744 م – 90 هـ، قتل الخليفة الأموى الوليد بن يزيد، بن عبد الملك بن مروان في الثلاثينات من عمره، إذ تختلف الروايات على عمره الحقيقي عند وفاته، لكن هناك شبه اتفاق أن خلافة الوليد كانت بداية النهاية للدولة الأموية، حيث انفجرت المشكلات وطالت الانقسامات أبناء البيت الأموي حتى انتهى أمرهم جميعا بعد حوالي 6 سنوات من مقتل الوليد. 

 

عن سيرة الوليد

 

ولد الوليد بن يزيد سنة (90هـ/709م) وتوفى والده وعمره حوالي 10 أعوام  وعقد له بالحكم من بعد الخليفة هشام بن عبد الملك، فلما مات هشام، سلمت إليه الخلافة وكان بداية عصر الأحفاد.  

 

يحكي ابن الأثير عن الوليد بن يزيد مؤكدا أنه كان من فتيان بني أمية وشجعانهم وأجودهم وأكثرهم شدة، لكنه في الوقت نفسه كان مشتغلًا باللعب واللهو، معرضًا عن الدين قبل الخلافة، فلما وليها زاد ذلك فثقل أمره على رعيته وكرهوه.

 

يضيف إبن الأثير مؤكدا أن الوليد بن يزيد ضم إلى حاشتيه من زاد في فساده، حتى رماه بنو هاشم بالكفر والزندقة وغشيان أمهات أولاد أبيه، وكان أكثرهم معارضة له ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك، الذي كان يتمتع بشعبية كبرى بسبب التزامه الديني. 

 

توسع الفتنة بين الأمويين 

 

بعد توسع الفتنة بايع جمع من المسلمين يزيد بن الوليد سرًا، ليجتمع مع عدد من رجاله ويخطط لإسقاط الحكم، وبدأ بالقبض على خازن بيت المال وصاحب البريد، وسيطر على الكثير من مؤسسات السلطة في ذلك الزمان. 

 

بعد ذلك توجه أنصار يزيد إلى الوليد وقتلوه وكان آخر كلامه قبل أن يقتل "أما والله لئن قتلت لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم"، وبمقتله في جمادى الآخرة من سنة 126هـ، انتهت خلافته التي لم تزد عن عام وثلاثة أشهر.

 

نهاية الأمويين 

 

ترى المصادر الإسلامية أن خلافة الوليد بن يزيد كانت بداية النهاية للدولة الأموية حيث انفجرت المشكلات والفتن في أرجاء الخلافة، والأخطر من ذلك تفشي الانقسامات بين أبناء البيت الأموي نفسه وأصبح بأسهم بينهم شديد، والدليل أن الوليد لقي مصرعه بثورة قامت ضده بتدبير من ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك وبعض أبناء عمومته الآخرين هشام وسليمان والحجاج. 

 

اجتهد البيت الأموي في تلطيخ سمعة الوليد بعد أن اتهمه أبناء عمه بالفسق والفجور وشرب الخمر وإهانة المصحف الشريف إلي غير ذلك من التهم الشنيعة، لكن بمقتله فتحوا أبواب الفتنة على مصراعيها.

 

توفى يزيد الذي أجج الثورة على الوليد بعد 6 أشهر فقط من توليه الحكم، لتسقط الدولة الأموية في صراعات دامية وزاد من مأساتها المدّ العباسي الذي جاء من المشرق، واكتسح خراسان فالعراق، لتنتهي الدولة الأموية بقتل الخليفة مروان بن محمد ــــ ابن عم يزيد والوليد ــ.   

الجريدة الرسمية