مع الزاهدين.. الزهد في حياة الرسول (1 – 2)
لم يكن الزهد عند النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، يعني انصرافا تاما عن الدنيا، وإنما كان يعني الاعتدال أو التوسط في الأخذ بأسبابها وملذاتها، وهذا يؤكده قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"، وفي قوله: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا".
كان نبينا، صلى الله عليه وسلم، أزهد الناس في الدنيا، وأقلهم رغبة فيها، مكتفيا منها بالبلاغ، راضيا فيها بحياة الشظف، متمثلا قول ربه عز وجل: "لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين"، مع أنه أكرم الخلق على الله، ولو شاء لأجرى له الجبال ذهبا وفضة.
في غار حراء
كان، صلى الله عليه وآله وسلم، قبل بعثته يتعبد في غار حراء قبل نزول الوحي عليه، ويترك الملذات التي قد تشغله عن عبادته لله سبحانه وتعالى، ويتهافت عليها الناس لتفتنهم وتغرقهم فيها.
وسجلت كتب السير والأحاديث الكثير من الأخبار عن زهد الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، في عيشه فكان بيته من طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وكان ينام على حصير ليس تحته غيره، ووسادة حشوُها ليف.
لم تزد ملابسه، صلى الله عليه وآله وسلم، عن البُرَدَ الغليظة، وطعامه التمر والشعير، يمضي الشهر والشهران لا يُوقد في بيته نار للطبخ؛ وإنما يكتفون بالتمر والماء، وكثيرًا كان يبيت جائعًا، ويصبح صائمًا، وكان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، مع ذلك عندما كانت تحمل إليه الأموال والهدايا وكان لا يدَّخر منها شيئًا فيوزعها على أصحابه وعلى المحتاجين، بل قيل إنه انتقل ودرعُه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير، ولو أراد أن يعيش في نعيم ورغَد من العيش، لكان له ذلك، ولكنه، صلى الله عليه وسلم، آثر الزهد والصبر ابتغاء مرضاة الله تعالى.
تقسيم الأموال على الناس
وكان، صلى الله عليه وآله وسلم، يقسم الأموال على الناس ثم لا يبقي منها درهمًا واحدُا، وكان يقول: "لو كان لي كعضاة (أي شجر) تهامة مالا لقسمته ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كذابًا ولا جبانًا"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لو كان لي مثل أُحد ذهبًا لسرني أن لا تمر عليّ ثلاث ليالي وعندي منه شئ إلا شيئًا أرصده لدين".
انتقل رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى الرفيق الأعلى ولم يترك عند دينارًا ولا درهمًا، ولا عبدًا ولا أمة، ولا شيئًا إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضًا جعلها لابن السبيل صدقة.
سيدنا محمد فاق الزاهدين
ولأن سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، هو الإنسان الكامل فقد بلغ الكمال في الزهد، وفاق زهد من سبقه وزهد من جاء بعده لأنه أصبح خلاصة زهد، وما من زاهد إلا وقد حصلت له هفوة في زهده من نظرٍ إلى الدنيا في بداية حياته أو في وسطها أو في آخرها، أو أنه كان زاهدًا ثم أتته الدنيا من غير طلب منه فقبلها، ومن ههنا تحصل الهفوات إلا من عصمه الله من النبيين وأصحابهم الميامين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
زهد رسول الله
ولم يكن زهد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، عن عدم قدرة على الحصول على ملذات الدنيا ونعيمها، ولكن أتته الدنيا وعرض عليه أن تصبح جبال أحد ذهبًا فأبى.
وصدق الإمام البوصيري، رضي الله عنه، عندما مدح الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، في قصيدة البردة: "وراودته الجبال الشمّ من ذهب.. عن نفسه فأراها أيما شمم".
وقد أشار المستشرق "جولدزيهر" إلى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، نفسه نهى بعض عن المبالغة في الزهد؛ لأنها منافية لروح الإسلام.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
