رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة إنسانية ومجاعة تنتظر سكان غزة، قيود إسرائيلية تمنع دخول المساعدات للقطاع، ورعب عالمي من سقوط آلاف الشهداء حال اجتياح رفح

غزة، فيتو
غزة، فيتو

كارثة إنسانية مؤلمة يعانيها سكان غزة على مدار 130 يوما مضت من العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي خلف الآلاف من الشهداء والمصابين معظمهم من النساء والأطفال فضلا عن نقص الماء والغذاء والأدوية اللازمة لعلاج الجرحى مما ينذر بمستوى غير مسبوق من الجوع داخل القطاع  بالتزامن مع المخطط الإسرائيلي لاجتياح رفح – جنوب غزة - التي تحولت إلى مدينة "خيام" ويسكنها ما يقرب من نصف سكان غزة عقب عمليات النزوح التي أجرتها قوات الاحتلال في الأيام الأولى للعدوان.

Advertisements

وكشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن سكان قطاع غزة يعانون من مستويات "غير مسبوقة" من "ظروف تحاكي المجاعة" مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.


انعدام الأمن الغذائي في غزة


ونقل بيان للمنظمة الدولية للأغذية والزراعة "الفاو" عن نائبة المدير العام للمنظمة بيث بيكدول تصريحها بأن "هناك مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع وظروف تحاكي المجاعة في غزة".


وأضافت بيكدول بحسب البيان: "نرى يوميا عددا متزايدا من الأشخاص يقتربون من ظروف تحاكي المجاعة".

 

أسوأ ثلاثة مستويات للجوع

 

وأشارت إلى أن "جميع سكان غزة البالغ عددهم 2,2 مليون نسمة مصنفون بين أسوأ ثلاثة مستويات للجوع، من المستوى الثالث الذي يعد حالة طوارئ، إلى المستوى الخامس الذي يعد كارثة"، حيث يقسم التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) مستويات الجوع من واحد إلى خمسة.
وقالت بيكدول: إنه "في هذه المرحلة، قد يكون حوالي 25% من هذا العدد البالغ 2,2 مليون نسمة مصنفا في الفئة الخامسة".
وأوضحت بيكدول أنه قبل الحرب، كان لدى سكان غزة "قطاع إنتاج فواكه وخضر ذاتي الاكتفاء ومليء بالبيوت البلاستيكية، كما كان لديهم قطاع قوي لتربية الماشية".
وتابعت: "أدركنا من خلال تقييم للأضرار أن معظم هذه الماشية وكذلك البنى التحتية اللازمة لهذا الإنتاج الزراعي دُمرت".
ويواجه حوالي 550 ألف شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، فيما تؤثر الأزمة على جميع سكان القطاع، وفق ما أوضحت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

 

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال البريطانية أن مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة أصبحت مركزا لواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية منذ سنوات وذلك بالتزامن مع المخطط الإسرائيلي لاجتياح المدينة المكتظة بالسكان.

وفر أكثر من 1.3 مليون مدني تقريبا، أي ما يعادل أكثر من نصف سكان القطاع من  القصف الإسرائيلي على القطاع  واحتشدوا في رفح، التي كان يقطنها قبل الحرب، نحو 300 ألف نسمة، وسط معاناة حادة وظروف إنسانية قاسية، أدت إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل.


رفح تتحول إلى مدينة خيام

 

وبعد مرور أربعة أشهر على بداية الحرب في غزة، يقول العديد من سكان المدينة، إنهم لم يتوصلوا بأي مساعدات، فيما تحتمي بعض العائلات من المطر والبرد بأغطية بلاستيكية معلقة على جوانب الطرق، بعد أن باعت خيمها مقابل دولارات لشراء الغذاء.

اقرأ أيضا.. حجة نتنياهو.. حكومة الاحتلال تزعم تحرير المحتجزين من أجل اجتياح رفح.. ومخاوف دولية من سقوط آلاف الشهداء

 

نقص المساعدات الإنسانية بسبب قيود الاحتلال


وبحسب الصحيفة، تواجه عمليات نقل المساعدات إلى القطاع مجموعة من العراقيل بسبب اشتداد الحرب، وإغلاق حدود غزة من قبل إسرائيل، إضافة إلى عمليات التفتيش الصارمة والقيود التي تفرضها إسرائيل على البضائع المتجهة إلى القطاع المحاصر.
ويتفاقم نقص المساعدات، أيضا، بسبب أعداد النازحين الكبيرة وعدم قدرة المنظمات المتحدة لتلبية كل الاحتياجات، إضافة إلى عوائق أخرى ترتبط بالفوضى وانتشار أعمال النهب في قطاع غزة، بحسب الصحيفة.
وتتزايد المخاوف من قيام  جيش الاحتلال بشن هجوم بري ضد عناصر حماس في داخل مدينة رفح، التي يقول المسئولون الإسرائيليون، إنها المعقل الأخير لحماس في القطاع، حيث يحتمي مقاتلوها بين المدنيين هناك، بحسبهم.


مخاوف أوروبية أمريكية من سقوط الآلاف من الشهداء حال اجتياح رفح


وتخشى الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية أخرى، من أن تؤدي مثل هذه العملية إلى سقوط أعداد كبيرة من شهداء، وتضغط على المساعدات الشحيحة بالفعل، وتترك النازحين الفلسطينيين بلا مكان يذهبون إليه.
من جانبه، أصر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين  نتنياهو على استمرار العمليات العسكرية وقال في بيان، أمس الاثنين، إن بلاده "لن تهدر أية فرصة لتحرير المزيد من الرهائن"، معتبرا أن "الضغط العسكري المستمر حتى تحقيق النصر الكامل" على حركة حماس، أمر "ضروري لاستعادة جميع الرهائن".
وأمس الإثنين، استشهد عشرات الأشخاص، من بينهم أطفال، جراء غارات جوية وقصف إسرائيلي "مكثف للغاية" على مواقع في رفح، وفقا لمسؤولين محليين، مع تزايد القلق بشأن الهجوم البري الإسرائيلي المخطط له في مدينة غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي، أنه نفذ "سلسلة غارات" في منطقة الشابورة برفح، معلنا تحرير رهينتين إسرائيليتين في "عملية خاصة".

 

اقرأ أيضا.. سيدة بـ 100 راجل، أميرة العسولي طبيبة فلسطينية تشعل مواقع التواصل الاجتماعي (فيديو وصور)


والثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي، إن جنوده قتلوا عشرات المسلحين الفلسطينيين خلال المعارك الدائرة في جنوب ووسط قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأوضح أن 30 مسلحا استشهدوا في مدينة خان يونس بجنوب القطاع والقريبة من مدينة رفح الحدودية التي قال زعماء إسرائيليون إنهم يخططون لشن عملية فيها للقضاء على ما تبقى من كتائب حماس.
وتحدث بايدن إلى  نتنياهو، الأحد الماضي، وقال البيت الأبيض إن‭‭‭ ‬‬‬الرئيس الأمريكي، شدد على أن "أي عملية عسكرية في رفح ينبغي ألا تمضي قدما دون وجود خطة  يعول عليها وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص يلوذون بها".
وقد دعم الرئيس  الأمريكي إسرائيل على نطاق واسع في الحرب، لكنه أصبح ينتقد بشكل متزايد الطريقة التي تدير بها إسرائيل حملتها وتضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.


ظروف تحاكي المجاعة في غزة


ويعاني سكان قطاع غزة مستويات "غير مسبوقة" من "ظروف تحاكي المجاعة" مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وفق ما أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الاثنين.
وتصر إسرائيل على أنها تتخذ إجراءات واسعة النطاق لحماية المدنيين، لكنها تضطر إلى تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق مدنية تنشط فيها حركة حماس التي شنت هجوم السابع من أكتوبر، متهمة حماس باستعمال المدنيين كأدرع بشرية، وهو ما تنفيه الحركة.
ويمثل العثور على الماء النظيف والغذاء صراعا يوميا للسكان، الذين يقضون معظم أيامهم دون تناول أي وجبة طعام، وفقا لشهادات وتقارير لبرنامج الأغذية العالمي. 
وقال سكان في رفح، إن سعر الدقيق يصل إلى عشرة أضعاف سعره قبل الحرب، ما يدفع الكثيرين لصنع الخبز من الحبوب المستخدمة لإطعام الحيوانات، فيما تحدد النساء كمية المياه التي يشربنها لتجنب الوقوف في طوابير طويلة في المراحيض العامة.

 

 

العدوان الأكثر دموية على غزة، فيتو


حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي


وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في قطاع غزة إلى 28473 شهيدا غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، بينما بلغ عدد الجرحى منذ بدء الحرب 68146 شخصا.
وأضافت أن 133 فلسطينيا  استشهدوا وأصيب 162 في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
قصف إسرائيلي لمخيم النصيرات 
هذا وأشار إعلام فلسطيني، اليوم الثلاثاء، إلى قصف إسرائيلي لمنزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة "جيروزالم بوست" اليوم بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن مقتل 3 من جنوده في معارك قطاع غزة.

وقال إعلام فلسطيني إن مدفعية إسرائيلية قصفت منطقة المطار شرق مدينة رفح جنوبي غزة،بينما أفادت  شبكة "العربية" و"الحدث" بارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى والنصيرات لـ16، وذلك بعد شن الطائرات  الإسرائيلية  غارات كثيفة على مناطق في شمال رفح جنوبي قطاع غزة.

وذكر التلفزيون الفلسطيني اليوم الثلاثاء أنه أمكن سماع دوي انفجارات عنيفة في المناطق الغربية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وكانت قوات إسرائيلية شنت هجوما على رفح في الساعات الأولى من صباح أمس أودى بحياة 100 على الأقل، مشيرة في وقت لاحق إلى أن الضربات التي استهدفت منطقة الشابورة بجنوب غزة.
 

 

 


غارات كثيفة على رفح


وشنت إسرائيل  قصفًا عنيفًا شمال المدينة وسط اشتباكات دارت مع فصائل فلسطينية، وذلك حسبما أفادت شبكة وقناة “العربية ”.
يذكر أن مليون و400 ألف فلسطيني يتواجدون في رفح المحاذية للحدود المصرية، بعدما نزح عشرات الآلاف منهم من شمال القطاع ووسطه، وحتى من مدينة خان يونس الجنوبية، هربًا من الغارات الإسرائيلية حينًا وتنفيذًا لأوامر الجيش الإسرائيلي أحيانا أخرى
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر عندما شن مقاتلون من حماس من قطاع غزة التي تسيطر الحركة عليها منذ عام 2007، هجوما على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل أكثر من 1160 شخصا معظمهم من المدنيين بحسب أرقام إسرائيلية رسمية.
وردًّا على هذا الهجوم توعدت إسرائيل، التي تعتبر حماس منظمة إرهابية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بـ القضاء  على الحركة وشنت هجوما خلف ما لا يقل عن 28,340  شهيدا في قطاع غزة معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وتقدر إسرائيل أن نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين 250 شخصا خطفوا في إسرائيل في 7 أكتوبر.
 

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية