ماذا بعد الحكومة الجديدة
رغم أن الدستور لا يقضى بتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات الرئيس إلا أن ثمة ترقبا نخبويا لحكومة جديدة تتولى إدارة السلطة التنفيذية في المرحلة المقبلة، والبعض يتعجل هذه الحكومة رغم أن الفترة الرئاسية الجديدة أمامها لتبدأ نحو عشرة أسابيع.
أما عموم المصريين فكل ما يشغلهم هو السيطرة على الغلاء سواء بتشكيل حكومة جديدة أو استمرار الحكومة الحالية دون تغيير، وهذا يعنى أن الأمر لا يحتاج فقط لتغيير في الأشخاص وإنما يحتاج لتغيير في السياسات، لأن السياسات التى انتهجتها الحكومة الحالية لم تفض إلى كبح جماح التضخم، بل إنها لا تعد باحتواء التضخم قبل منتصف العام المقبل.
وهكذا.. المهم ليس شخصية الوزراء الجدد الذين سينضمون للحكومة الجديدة التى يترقبها كثيرون نخبويا، إنما الأهم هو برنامج هذه الحكومة وآليات تنفيذه والسياسات التى سوف تنتهجها.. الحكومة الجديدة حقا هى التى تنتهج سياسات جديدة، خاصة فى المجال الاقتصادى لآن السياسات الحالية لم تحقق المرجو منها.. وإذا كانت هذه قناعتنا سوف يتم إختيار أعضاء هذه الحكومة ممن يتحمسون لتغيير السياسات ويصلحون لتنفيذ تلك السياسات الجديدة..
ويتعين أن يكون هدف الحكومة الجديدة مزدوجا.. من ناحية تنفيذ علاج ناجح للتخلص من شُح النقد الأجنبي ووقف تدهور سعر الجنيه الذى يزيد معدل التضخم، ومن ناحية أخرى السيطرة على الغلاء وإعادة تنظيم أسواقنا وحمايتها من الاحتكارات والمحتكرين.
هذا ما يهم عموم المصريين الآن وغدا أيضا حتى تتم السيطرة على الغلاء، ويتطلعون إلى أن يكون هو الهدف الأول لأية حكومة جديدة يتم تشكيلها.. وهم سوف يمنحون دعمهم لها إذا كانت تتبنى مطلبهم هذا.. وهم يتوقعون منها بعد ذلك أن تتعامل معهم بكل الشفافية.
