رئيس التحرير
عصام كامل

ضعف لا نستثمره!

كشفت الخناقة التى نشبت مؤخرا داخل مجلس الحرب الاسرائيلى والهجوم الذى تعرضت له قيادة الجيش الاسرائيلى أن إسرائيل تعيش حالة ضعف كبيرة، رغم التدمير الواسع الذى قامت به لقطاع غزة وتشريد معظم أهله وحرمانهم من مقومات الحياة الاساسية.. 

 

صحيح أن هناك شواهد أخرى سابقة فضحت هذا الضعف أبرزها عدم تحقيق إسرائيل هدفا واحدا من أهداف حربها المعلنة مثل القضاء على المقاومة المسلحة وتحرير الأسرى وتهجير أهل غزة إلى خارجها، ولكن خناقة مجلس الحرب جرت والحرب مستمرة ولم تتوقف، وطالت قيادة الجيش الاسرائيلى، والأهم أنها جرت كما يعتقد محللون اسرائيليون بتحريض من نتنياهو في إطار مصالحه الشخصية أساسا. 


وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا رغم هذا الضعف الذى تعانيه إسرائيل لم نجبرها نحن العرب على إنهاء الحرب ووقف إبادة أهل غزة وقتلهم؟!.. ألا يعد هذا الضعف الذى إعترى إسرائيل عاملا مساعدا لنا لأن نفرض على الاسرائيليين وقف الحرب؟! 


قد يقول قائل إن الحرب ليست مستمرة برغبة إسرائيلية فقط، وإنما أيضا برغبة أمريكية، وأمريكا ليست ضعيفة مثل إسرائيل ومازالت قوية رغم المطالبة بنظام عالمى جديد ليس أحادى القطبية.. وهذا صحيح غير أن أمريكا لو وجدت منا نحن العرب صرامة أكثر في طلب وقف الحرب لاضطرت لإجبار إسرائيل على وقفها. 


نحن لم نفعل لوقف الحرب سوى تشكيل لجنة من وزراء خارجية بعض الدول لزيارة أمريكا ودوّل أوروبية وروسيا والصين، ولم نفكر في مجرد التلويح بتخفيض إنتاج النفط إذا لم تتوقف الحرب رغم إننا سبق أن رفضنا طلبا أمريكيا من قبل لزيادة انتاج النفط حفاظا على سعره العالمى وحتى لا ينخفض سعره. 

 


خلاصة الأمر إننا لم نستثمر الضعف الاسرائيلى لإنقاذ أشقاءنا في غزة من الإبادة التى يتعرضون لها.    

الجريدة الرسمية