رئيس التحرير
عصام كامل

وقف القتال واستمرار الحرب!

هذا ما ينوى الإسرائيليون أن يقوموا به.. وقف القتال بعد عدة أسابيع لا تقل عن الستة، واستمرارهم القيام بأنشطة عسكرية تشمل اقتحامات لمواقع في قطاع غزة، واستهداف مواقع وبنايات بالطائرات والمدافع، مع بالطبع استمرار حصار القطاع وحرمان أهله من مقومات الحياة، أى باختصار استمرار الحرب لشهور لا تقل عن عام أو أكثر إذا إحتاج الأمر.

 
وهذا ليس استنتاجا، أشرنا إليه أكثر من مرة هنا في هذا العمود الذى إختص يوميا بتناول حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد أهل غزة، وإنما هو إعلان واضح للقيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل.. 

Advertisements

 

مبكرا أعلن نتنياهو أنه بعد وقف القتال سوف تبقى القوات الإسرائيلية في أراضي القطاع لتتولى مهمة الأمن فيه كما قال، لأنه يرفض أن يتولى ذلك قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية أو قوات دولية أو حتى أمريكية.. 

 

واليوم أعلن وزير الدفاع أن إسرائيل تحتاج ستة أسابيع لإستكمال عملياتها البرية في القطاع، لكنها تحتاج لعام على الأقل لممارسة أنشطة عسكرية بالقطاع. 


أى أننا إزاء عام جديد يتسم بالتوتر والإشتعال.. لأنه لا معنى لوقف إطلاق نار في ظل تواجد القوات الاسرائيلية بأراضي قطاع غزة، فهذا التواجد سوف يستدعى بالضرورة مقاومة مستمرة لا تتوقف حتى ولو انخفضت وتيرتها كما يأمل الإسرائيليون نتيجة إنهاك حماس والتنظيمات المسلحة الأخرى بالقطاع.. 

 

وبالتالى سوف يخرق وقف القتال بشكل متكرر.. ولن تقدر إسرائيل على استنساخ ما يحدث الآن في الضفة الغربية، حيث تقوم باقتحامات يومية لمدنها وإعتقال العديد من شبابها، لآن الضفة الغربية بها قوات أمن فلسطينية فقط تابعة للسلطة الفلسطينية، والتى لا تخوض مواجهات ضد القوات الإسرائيلية.

 

 

وإن كان الإسرائيليون قد بدأوا يخشونها ويحسبون أن تدخل في مواجهات معهم، بينما قطاع غزة يوجد فيه تنظيمات مسلحة بها عناصر مزودة بأسلحة وتدربت على خوض المواجهات العسكرية مع القوات الاسرائيلية وأحرزت نجاحا يوم السابع من أكتوبر، ومازالت تواجه هذه القوات في شمال وجنوب القطاع. 
باختصار نحن إزاء حرب لن تنتهى قريبا حتى ولو تم التوصل إلى وقف للقتال بعد بضعة أسابيع.   

الجريدة الرسمية