رئيس التحرير
عصام كامل

أطفال ومصابون يقتلون على فراش المرض ونساء يلدن بدون تخدير، مشاهد مروعة من جرائم الاحتلال في مستشفى الشفاء

مستشفى الشفاء في
مستشفى الشفاء في غزة، فيتو

اقتحام مستشفى الشفاء، لم يكتفِ العدوان الإسرائيلي الوحشي على أهالي غزة باستهداف الأطفال والنساء والرضع  في منازلهم  وقصف المنازل على رؤوسهم، وإنما ذهب ليكمل جريمته النكراء ويتخلص من الجرحى والمرضى منهم على فراش المرض داخل مستشفى الشفاء الطبي الذي لا يوجد به ماء أو كهرباء أو وقود أو أدوية أو مستلزمات طبية في جريمة حرب نكراء كشفت الوجه الحقيقي للغرب والولايات المتحدة التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان وأصبحت هذه الدول فيما يطلق عليه العالم الحرب لا تتحرك لنجدة مظلوم إلا بعد السؤال عن عرقه فإذا كان أوروبيا هبت لنجدته وإن كان غير ذلك فلا بأس. 


معاناة أطفال غزة والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي 


واستكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي مسلسل جرائمه الذي يستمر منذ بدء الهجوم البري على غزة، فلم يكتفِ بالحصار الخانق على المستشفيات ومنع دخول الوقود والأدوية والطعام إليها، بل ذهب بجرائمه إلى مهاجمة الأطفال والرضع والمصابين في مجمع الشفاء بالرصاص والدبابات.

 


 جرائم الاحتلال الإسرائيلي تعتبر جريمة نكراء بحق الأطفال والمدنين العزل الذين لا ناقة لهم ولا جمل في حرب لا يعرفون تفاصيلها فلم يبقَ أمام هؤلاء الأبرياء إلا المستشفيات للاختباء من جحافل هذا العدو المجرم، ظنا منهم أنه سيراعي حرمة المريض وسيعطيهم أبسط حقوق الحياة وهي عدم قصف المستشفيات.

 

اقرأ أيضا:

مجمع الشفاء، الاحتلال يقتحم المستشفى الأكبر في غزة.. عُمره أقدم من إسرائيل..وتحذيرات من كارثة إنسانية محققة


ولكن هيات هيات أن يقف هذا العدو الذي مرد على القتل والتشريد أمام حرمة مريض أو مراعاة حقوق إنسان أو طفل أو حتى احترام قانون دولي وضعه من يدعمونه في عدوانه الغاشم، والذين لم تخفض أبواقهم للمطالبة بحقوق الإنسان وكأنهم يقولون كل البشر إلا الفلسطينيين.

مستشفى الشفاء في غزة، فيتو 

فأمام هذا المجتمع المجحف الذي يرفض حتى تطبيق أدنى حقوق الإنسان مع الشعب الفلسطيني وكأنهم ما دون البشر، لم يجد الأطفال والنساء الذين لا قوة لهم ولا قبل لهم على مجابهة ويلات هذا العدوان الغاشم، فما بين الهروب من المنازل التي هدمت فوق رؤوسهم وفقدوا فيها ذويهم وأحبائهم، وما بين الهروب إلى مدارس الأونروا والتي جعلها الاحتلال ركاما فوق آلاف الأبرياء وما بين المستشفيات التي تقصف كل يوم ولم تراعِ لها حرمة وأصبحت مقابر لمئات الأطفال والمصابين، لا يجد الأبرياء في غزة مكانا يحتمون فيه.

مستشفى الشفاء في غزة، فيتو 


وبهذه العبارة التي ورد ذكرها على لسان مسئولين أممين والتي تصف الواقع المرير الذي يعيشه أهالي غزة "إنه لم يعد مكان أمن في قطاع غزة ليحتمي به الأبرياء والأطفال من الجحيم الذي يصبه الاحتلال الإسرائيلي على رؤوس الأطفال والنساء".

الاحتلال الإسرائيلي سلب المصابين والمرضى والأطفال حق الرحمة 

فبعدما ثبت أمام الجميع كذب جيش الاحتلال الإسرائيلي ودعايته المفبركة لتبرير عمليات القتل الممنهجة ضد الأبرياء والأطفال والنساء، والذي كان يزعم أن المقاومة الفلسطينية تستخدم المستشفيات كقواعد عسكرية لها، بات العالم الآن يدرك هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع.

مستشفى الشفاء في غزة، فيتو 


قطاع غزة أصبح في كارثة إنسانية بكل المقاييس، وهي الحقيقة التي اعترفت بها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وحتى الإعلام الغربي نفسه، وذلك في ظل انعدام مصادر الوقود الذي تعمل به الآلات والمعدات وأجهزة المستشفيات لعلاج المرضى.

وهناك جريمة نكراء لن ينساها التاريخ ولن يغفرها لهذا الاحتلال الغاشم، الذي لم يختلف في همجيته عن أولئك الطغاة الذين ارتكبوا أبشع الجرائم التي لم ينساها التاريخ، فمنذ أيام قليلة وفي مستشفى الشفاء، صعدت أرواح 30 رضيعا فلسطينيا تشكو إلى ربها ظلم هذا العدوان الغاشم والمجتمع الدولي  الذي لم يهتز ضميره إلا لأجناس محددة من البشر، وكأنه أعاد تاريخ العرقيات والأجناس المرير من جديد ليكون ضحاياه هؤلاء الرضع الذين لم يجدوا العلاج أو حتى الأكسجين الذين يتنفسونه بسبب الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال وداعموه في هذه الجريمة الكبرى من دول الغرب وأمريكا على رأسهم.

فهل يتراجع الاحتلال ويتحرك ضمير العالم النائم بل المعدوم أمام هذه الجريمة البشعة التي تجردت من كل معاني الإنسانية؟، لا لم يحدث ذلك وكأن الاحتلال يقول إن هناك جولة جديدة لأكمل لكم مسلسل الجرائم المتواصل بحق الأبرياء من الأطفال والرضع والمرضى من خلال حصار المستشفيات بالدبابات والخنادق ونشر القناصة لاستهداف المرضى والمصابين والأطفال ليخرج الرصاصة الأخيرة في صدر ضمير العالم.

مستشفى الشفاء في غزة، فيتو 


وفي نفس مسلسل جرائم الاحتلال ضد مستشفى الشفاء، قصف الاحتلال الإسرائيلي الأطقم الطبية التي تعالج المرضى والمصابين، حتى ملائكة الرحمة قتلها الاحتلال الغاصب، ليسلب هذا الإنسان الفلسطيني حق الرحمة، فقد قصف سيارات الإسعاف وما بها من مرضى ومصابين.


نساء غزة تضع بدون بنج أو مسكنات 

ولم تعد هناك أقسام طوارئ في مستشفى الشفاء لاستقبال المصابين، أو حالات الطوارئ، حتى الأجنة الذين لم يولدوا إلى الحياة كانوا شهودا على جرائم الاحتلال البشعة، فلم يعد هناك أي قسم أو مبنى صحي في غزة خاص بحالات الولادة.


ولم يتسبب اقتحام جيش الاحتلال لمستشفى الشفاء إلا في مزيد من المعاناة، فتروي إحدى النساء التي وضعت طفلتها خارج المستشفى وبدون رعاية طبية، عن الألم الذي تعرضت له خاصة أنها ولدت دون مسكنات وبنج.


وقالت في تعبيرها عن المأساة التي تعرض لها القطاع الصحي في غزة، المرأة الفلسطينية، كفاية أبو عاصر: "طفلتي لا تحمل اسمًا حتى الآن بسبب الحرب. إنها تبلغ من العمر أربعة أيام".

مستشفى الشفاء في غزة، فيتو 


وظهر على وجه المرأة الفلسطينية التعب والإرهاق، فالإنجاب للمرة الأولى وتحمل دور الأم هو أمر صعب في أي مكان في العالم.

هذه المرأة البالغة من العمر 24 عامًا والقادمة من شمالي غزة، نزحت من بيتها مع عائلتها بعد أن حذّر الجيش الإسرائيلي المدنيين من البقاء في منازلهم، وطلب منهم التوجه إلى جنوبي القطاع من أجل سلامتهم.

كانت كفاية في الشهر الأخير من حملها، وقالت: "اضطررت للركض والهرب من مكان لآخر، وكنت مرهقة تمامًا. في البداية ذهبنا إلى مخيم النصيرات، ولكن وقع قصف بالقرب من مكان وجودنا، حيث شاهدت جثثًا أصبحت أشلاء وكان الوضع صعبًا للغاية".

كفاية وعائلتها هم من بين مئات آلاف الأشخاص الذين نزحوا من شمالي غزة، واضطرت على غرار الكثيرين إلى المشي لمسافة أميال، كانت تشعر فيها بالقلق طوال الوقت.

مستشفى الشفاء في غزة، فيتو 

وتقول: "كان الوضع خطيرًا جدًا على طفلتي التي لم تولد بعد، وكنت خائفة طوال الوقت".

وصلت العائلة أخيرًا إلى المستشفى الكويتي في مدينة رفح، لكن قسم الولادة في المستشفى كان مغلقًا، ونُقلت كفاية بعد ذلك إلى المستشفى الإماراتي المجاور.

قالت كفاية: "كان الأمر صعبًا للغاية، فعدد النساء اللواتي كن في حالة وضع كان كبيرًا جدًا. كن يفدن من مختلف مناطق غزة، من الشمال إلى الجنوب ومن كل مكان بينهما".

وتضيف: "كان هناك نقص في مسكنات الألم، لذلك اقتصر استخدامها على حالات الألم الذي لا يطاق، ولأولئك الأكثر احتياجًا إليها".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية