رئيس التحرير
عصام كامل

بيت الكريتلية.. ظهر في فيلم جيمس بوند.. والبئر المسحور أبرز معالمه (فيديو)

بيت الكريتلية، فيتو
بيت الكريتلية، فيتو

اشتهرت مصر على مر التاريخ بـ آثارها المتميزة والمتنوعة، فعلى الرغم من تاريخ حضارتها الفرعونية وآثار هذا العصر المتعددة،إلا أن مصر حظت بقدر متميز من التاريخ والحضارة الإسلامية لا يقل أهمية عن تاريخها الفرعوني، واشتهرت بـ آثارها الإسلامية النادرة والتي ينتمي الكثير منها إلى العصر العثماني والعصر المملوكي، وأحد أبرز هذه الآثار كان "بيت الكريتلية" أو كما يعرف الآن بـ "متحف جاير أندرسون" القابع بـ ميدان أحمد بن طولون أعرق شوارع القاهرة القديمة ، لذلك ومن خلال جولة متميزة ينقل إليكم "موقع فيتو" تاريخ بيت الكريتلية وما عرف عنه من حكايات وأساطير.

Advertisements

وصف البيت
ويتكون "بيت الكريتليه من منزلين ربط بينهم بـ قنطرة، وقد بنى المنزل الأول لصاحبه المعلم عبدالقادر الحدار عام 1540، وعرف البيت باسم "بيت آمنة بنت سالم" حيث كانت هي آخر من عاش فيه، أما المنزل الثاني بناه أحد أعيان القاهرة وهو محمد بن سالم بن جلمام وكان آخر من عاش فيه سيدة تدعى زينب من جزيرة كريت لذلك عرف البيت باسم "بيت الكريتلية" ويضم المنزلان أحد أهم عناصر العمارة في العصرين العثماني والمملوكي.

جاير أندرسون
في ثلاثينيات القرن الماضي وبعد أن ساءت حالة البيتين، تقرر هدمهما ضمن مشروع توسيع "مسجد أحمد بن طولون" المجاور للمنزلين، حتى جاء الضابط الإنجليزي "جاير أندرسون" عام 1935 بعد تقاعده وقرر البقاء في مصر وبعد معرفته بقرارالحكومة بـ هدم البيتين تقدم بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية أن يسكن في البيتين ويقوم بترميمهما على الطراز الإسلامي العربي ويعرض فيهما مجموعته الأثرية التي تضم مجموعته من الآثار المصرية إضافة إلى مقتنياته التي ترجع إلى عصور وحضارات من بلدان مختلفة كـ الهند، الصين، تركيا، ‏إيران، إنجلترا، ودمشق، على أن يصبح البيتين ومجموعته من الآثار ملكا للشعب المصري بعد وفاته أو حينما يغادر مصر.

واعتبر أندرسون مصر وطنه الثاني وذكر في مذكراته المحفوظة بمتحف "فيكتوريا وألبرت بلندن "مصر أحب الأرض إلى قلبي لذلك لم أفارقها لأني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي"،عاش  جاير أندرسون في المنزل واستعان بخادم عجوز كان يعمل لدى السيدة الكريتلية،وبعد إسلامه أصبح يدعى سليمان الكريتلي، ووهب نفسه لخدمة ضريح "سيدى هارون الحسيني"، وحكى سليمان الكثير من الأساطير المروية عن البيت، والتي كان الأغلب منها غير حقيقي. 
وفي 17 يوليو عام 1943 تقرر تحويل البيتين إلى متحف بأسم جاير أندرسون.

أساطير بيت الكريتلية
وخلال زيارتك للمتحف سوف تجد الكثير من المرشدين الذين يحكون للزوار حكايات البيت وتاريخه،وخلال جولة مع أحد المرشدين كان قد حكي لنا عن أساطير البيت، والتى كان منها أن البيت بني على "جبل يشكر" حيث كان أعلى جبل في مصر وهنا رست سفينة نوح بعد الفيضان، وليس على جبل "ارآرات"، كما يعتقد البعض، وبعد الطوفان العظيم رست سفينة "نوح" على جبل يشكر، فبنوا هنا أول المدن بعد دمار كل مدن مصر القديمة.

وتقول أسطورة أخرى أن تضحية إبراهيم بابنه كانت على الجبل أيضا، وكذلك حكاية موسى مع سحرة فرعون، وتجلي الله لموسى عليه السلام.

وتعد أبرز أساطير هذا البيت وأشهرها أسطورة "البئر المسحور" وتحكي الأسطورة على لسان "سليمان الكريتلي" منذ زمن بعيد، عاشت في بيت الكريتلية أرملة غنية مع ابنتها الحسناء لطفية، وسكن في البيت المقابل شاب يدعى أمين، وكان الأخير واقع في غرام لطيفة، فظل يراقب بيتها، ورغم ذلك لم يلاحظ حب لطفية له وفي يوم نادت أم لطفية ابنتها وأمرتها بجلب بعض الماء من البئر، وبعد أن ارتدت شالها، وعبرت لطيفة حوش البيت إلى بئر الوطاويط وعلى الرغم من أنها كانت تخاف البئر وسحره إلا أنها كانت متشوقة "لرؤية مائه الذي ألهم الشعراء فكل من دقق النظر فيه رأى صورة حبيبه" عندما وصلت إليه، لم يستطع ماء البئر، بحسب القصة، مقاومة جمالها، ففاض، فما كان من لطيفة إلا أن تهرب من بيتها، إلى البيت المقابل حيث كان أمين جالسًا، وبينما يسلك الماء طريقه، في ما يعرف في الحارة بسكة بئر الوطاويط، كان أمين قد وقع في غرام الفتاة، وطلب من أمه أن تخطبها له، فانفكت عقدتهما وتغير مصيرهما بفعل ماء البئر المسحور.
وأشتهرت هذه الأساطير وتم نقلها عبر الأزمان من خلال كتاب كتبه أندرسون حكي فيه عن البيت سمي بـ "أساطير بيت الكريتليه" وقد ضم هذا الكتاب ثلاثة عشرة أسطورة، أوردها أندرسون على لسان الشيخ سليمان الكريتلي.

بيت الكريتلية على شاشات السنيما
آثار كتاب جاير أندرسون شعبية كبيرة لدى الغرب، فقرر صانعي أفلام جيمس بوند إلى تصوير جزء من فيلم "الجاسوسة التي أحبتني" في إحدى قاعات البيت الشرقية، كم ألهم البيت العديد من صناع السنيما المصرية  وظهر في أفلام الحرافيش، سعد اليتيم، شهد الملكة، وألمظ وعبده الحمولي  ومسلسل الإمام الغزالي، وفي  قاعة الاحتفالات بـ البيت تم تصوير أغنية "بانوا بانوا" لسعاد حسني.

وبهذا تنتهي جولتنا في واحدة من أعتق بيوت القاهرة وأكثرها جمالا. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية