رئيس التحرير
عصام كامل

"زمن المخيمات"، سر القلق الدولي من تداعيات تجمعات اللاجئين على الحدود.. وخبراء: دمج المهاجرين مع المجتمعات هو الحل

المخيمات،فيتو
المخيمات،فيتو

مخيمات اللاجئين، من المسميات التى طرحت بقوة بعد فوران الربيع العربى، وصاحبها منذ ذلك التاريخ الكثير من المشكلات الأمنية والاجتماعية للدول المستضيفة، بين أن هناك خبراء منهم مصريون يرون ضرورة تفكيك المخيمات ودمج اللاجئين فى الحياة الاجتماعية للدولة المضيفة لإبعادهم عن شباك التطرف وأهله.

 

رحلة الهجرة القسرية

يقول خبير السكان ودراسات الهجرة الدكتور أيمن زهرى، إن المخيمات نتاج رحلة الهجرة القسرية التى يقوم بها مجموعة من الأشخاص بين بلد وأخرى، لافتا إلى أن البلد المستضيف يضطر إلى إنشاء تلك المناطق أو كما يطلق عليها المخيمات لاستقبال هذه المجموعة خصوصا عندما لا تكون هناك مدن مجاورة لتلك الحدود.

 

 

وأضاف: "تتوسع تلك المخيمات فيما بعد تزامنا مع قدوم المزيد من الأشخاص إلى تلك الدولة، ما يضطرها إلى نصب خيمة لكل شخص أو أسرة جديدة تأتي، لتتحول فيما بعد هذه المناطق إلى الشكل الذى نراه حاليا".

 

وأشار زهرى إلى أن أكبر مخيم فى المنطقة الآن، هو مخيم الزعترى المتواجد بين سوريا والأردن، والذى استقبل أكبر عدد من السوريين الذين فروا من الحرب ولم يستطيعوا الدخول إلى عمان أو المدن الأردنية، إثر الصراع الذى شهدته دمشق فى عام 2011.

 

واستطرد خبير السكان ودراسات الهجرة: "الدولة المستضيفة تلجأ فى هذه الحالات إلى المنظمات الدولية لمساعدتها ودعمها، فتأتي الهيئات وتساعد فى تهيئة حياة طبيعية لهؤلاء اللاجئين مثل توصيل المياه وتأسيس الوحدات الصحية واستدعاء موظفين الإغاثة وإقامة مدرسة صغيرة".

 

مؤسسة مكتملة

واستكمل: بعد فترة يتحول المخيم إلى مؤسسة مكتملة، ويقوم اللاجئون بأشغال تخدم جودة الحياة فيما بينهم مثل التجارة، والأعمال الحرفية وبعد ذلك يتحول المخيم إلى بيوت وشوارع تقام بشكل عشوائى كما هو الحال فى مخيم عين الحلوة اللبناني.

 

وشدد زهرى على أن المخيم يتم تأسيسه لغرض مؤقت يتمثل فى رعاية اللاجئين حتى استقرار أوضاعهم، وليس من المفترض أن يتحول فيما بعد لمكان إقامة دائم.

 

وتابع: "من حق الدول المستضيفة للمخيمات، التدخل أمنيا بل ويجب أن تفعل ذلك، لافتا إلى أهمية أن تبقى هذه المخيمات منزوعة القوة المسلحة، كما يجب تأسيس نقطة شرطة تابعة للبلد المستضيفة بداخله أيضًا، بالإضافة إلى توفير حراسة خارجية على المخيم لمساعدة اللاجئين فى العيش بأمان".

 

ومن الناحية الاقتصادية، أوضح خبير السكان ودراسات الهجرة أن اللاجئين أو طالبى اللجوء يسأل عنهم البلد المستضيف مثل باقى المواطنين بغض النظر عن جنسيتهم، فالدولة الوطنية مسئولة عن جميع المواطنين الذين يعيشون فوق ترابها، ولذلك قام المجتمع الدولى بتأسيس منظمات لإغاثة هؤلاء الأشخاص ودعم البلدان المتضررة، ومن أبرز المؤسسات الداعمة المفوضية السامية لشئون اللاجئين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولى والهلال الأحمر الدولي".

 

وأوضح زهرى أن تحول المخيمات إلى بؤر خصبة لتصدير الإرهاب فى المنطقة، أو الدول المجاورة تعد حالات شاذه، لافتا إلى أن أغلب الدول فى المنطقة تقبل دخول اللاجئين بشكل طبيعى وتدمجها داخل مجتمعاتها، لكنه شدد على أن خروج اللاجئين السوريين بعد الحرب كان كبيرا للغاية وغير متوقع كما أن طبيعة دولنا الصحراوية وابتعاد المدن الحضرية عن المناطق الحدودية ساعد فى ظهور مخيمات اللاجئين.

 

مخيم عين الحلوة

وأضاف: فى مخيم عين الحلوة ببيروت ظهرت تنظيمات متشددة، وحدث داخله عمليات قتل فى وقت كان الأمن اللبنانى حريص على عدم التدخل، أو التورط فى هذه الخلافات، ونفس الأمر تكرر فى مخيم الهول بالحدود السورية، والذى يعد تجمعا للإرهابيين وليس مخيما.

 

واستطرد: ومع ذلك تبقى هذه حالات شاذة وتصيب أعداد محدودة للغاية من سكان المخيمات، والتطرف والعنف ليست النموذج الطبيعى لما يجب أن يكون عليه المخيم، موضحا أن الغالبية العظمى من اللاجئين لا يبحثون عن المشكلات، بل كل ما يهمهم هو إيجاد حياة كريمة آمنة.

 

وأشار خبير السكان إلى أن هناك نوعين فى استضافة اللاجئين بتركيا، الأول: لاجئون يعيشون داخل المخيمات فى شمال سوريا. أما النوع الثانى فهم اللاجئون الذين اندمجوا داخل المدن التركية نفسها.

 

واستكمل: "اللاجئ يحق له الهرب من بلده إلى بلد مجاور دون أي مشكلات، ولا يعتبر مهاجر غير نظامى أو مخالف، إذ هنا الفرار من حقه الطبيعى، كما أن القانون الدولى يقر بحق الشخص الذى يتعرض للاضطهاد فى العبور إلى حدود دولة أخرى طالبا للأمان دون أي أوراق رسمية"، لافتا إلى أن الدولة المستضيفة يتمثل دورها فى استجواب هذا الشخص فيما يسمى بـ "تحديد صفة اللاجئ" وفى حالة التأكد من أسباب هروبه يتم منحه صفة لاجئ.

 

وتابع: وفقًا للقانون الدولى هناك 3 خيارات أمام اللاجئ، وهى:

 

1عند استقرار الأمور داخل بلدة يعود إليها وهو ما يطلق عليه "العودة الطوعية" وهى الحل الأمثل.

 

2أن يظل اللاجئ داخل البلد المستضيف حتى يحصل على جنسيتها فى حالة أن تكون هذه الدولة تمنح جنسيات.

 

3أن توافق دولة ثالثة غير الدولة المستضيفة على استقبال هذا اللاجئ داخل أراضيها.

 

وشدد زهرى على أنه لا يمكن إعادة اللاجئ، إذا كان هناك تهديدًا على حياته، إذ لا بد أيضًا أن تكون عودته إلى وطنه طوعية ويتوافر فيها جميع الشروط المناسبة، مشيرا إلى أن أي تصرف بخلاف هذه الحلول أو الخيارات يعد غير قانونى، ولا يمكن طرد اللاجئ، ولا يوجد هذا المسمى فى القانون الدولى أبدًا، ومن يفعل ذلك يكون آثما، فاللاجئون فى النهاية بشر، واستضافتهم تكون مرحلة انتقالية وليست دائمة".

 

واختتم خبير السكان ودراسات الهجرة قائلا: "البعد الاقتصادى والأمنى لعملية استضافة اللاجئين يعد جزءا من الأعباء التى تتحملها أي دولة موقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، إذ من الممكن فى أي لحظة أن تتحول الدولة المستضيفة إلى بلد مُصدر للاجئين سواء عن طريق وقوع كوارث طبيعية مثل زلزال أو بركان أو فيضان أو اندلاع حرب، مشددا على أن استضافة اللاجئين تعد مسئولية على أي دولة نظير تواجدها فى هذا العالم.

 

من جانبه، قال اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجى، أن المخيمات بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة، مرجعا ذلك إلى تدنى الحالة الاجتماعية والمادية فى هذه الأماكن ما يسهل من عملية تجنيد هؤلاء اللاجئين والتأثير عليهم فى مختلف الاتجاهات من قبل التنظيمات المتشددة التى تستغل هذه الحالة.

 

وأكد سمير فرج أهمية تفكيك هذه المخيمات، مشيرا إلى أن أفضل حل هو أن يعيش اللاجئ حياة طبيعية داخل الدولة المستضيفة.

 

وأعتبر الخبير الاستراتيجى أن أنسب طريقة للتعامل مع المخيمات هو تفكيكها ودمج اللاجئين داخل مجتمعات الدولة المستضيفة أو استبدال هذه المخيمات بمساكن يتوافر بها تعليم وصحة وفرص عمل، مشددا على أن هناك دولا لا تستطيع فرض سيطرتها الأمنية على مخيمات تتواجد داخل أراضيها.

 

واختتم حديثه قائلا: "المنظمات الدولية تدعم اللاجئين سواء من خلال توفير الطعام أو الشرب وبعض الرعاية الطبية المحدودة، ولكن للأسف هذه الهيئات لا تستطيع ضمان مستقبل مناسب لهؤلاء اللاجئين فلذلك تعد هذه المخيمات "قنابل موقوتة".

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصدا مستمار على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبار الرياضة ، أخبارمصر، أخبار اقتصاد،  أخبار المحافظات،  أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية